بحلول موسم الصيف، يبدأ الشباب البحث عن أنشطة مميزة، تملأ أوقات فراغهم خلال العطلة الدراسية، لتبرز المخيمات الصيفية كخيار مثالي لقضاء وقت ممتع ومفيد في آن واحد، حيث تشمل مزيجًا فريدًا من الترفيه والتعلم واكتساب المهارات الجديدة.
فمن جهته أطلق نادي سيدات الشارقة عدداً من المخيمات الصيفية، تماشياً مع جهوده المتواصلة لتوفير بيئة تعليمية آمنة وتنمية مهارات الأطفال من خلال مجموعة من البرامج والفعاليات المتنوعة، ليمتد حتى 29 أغسطس.
كما طرحت وزارة الثقافة برنامجاً ثقافياً إبداعياً متكاملاً في مخيمها الصيفي للعام 2024، والذي يهدف إلى الاستثمار في طاقات جميع أفراد المجتمع، وبناء قدراتهم، وتوسيع مداركهم، وإطلاعهم على كلّ ما هو جديد في ميدان المعرفة، وتعزيز هويتهم وثقافتهم الوطنية.
وأطلق بيت الحكمة في الشارقة ثلاثة مخيمات صيفية تتضمن عدداً من البرامج المتنوعة التي تستهدف الأطفال والشباب ومحبي التصنيع الرقمي والبرمجة بالذكاء الاصطناعي، على مدار أكثر من 40 يوماً، وتتواصل حتى 28 أغسطس.
مخيمات الأطفال.. تعليم مهارات حياتية
وحول أهمية المخيمات في حياة الأطفال والشباب، يقول محمد آل علي «المخيمات تتيح لنا فرصة التفاعل مع أقراننا ممن لديهم مهارات مختلفة، ما يساعدنا على بناء مهارات التواصل والتعاون والعمل الجماعي..
والمخيم ليس مكاناً لاستخراج الطاقة، أو شغل وقت الفراغ، بل هو حياة كاملة، نبني خلاله علاقات ونكون صداقات تسهم في تطوير مهاراتنا الحياتية بشكل عام، أبرزها الاعتماد على النفس وحل المشكلات واتخاذ القرارات».
تحفيز الإبداع
أما سارة الحوسني فتشجع الأطفال والكبار على التسجيل في المخيمات، خصوصاً تلك التي تتيح لهم التعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي، من خلال الفنون والحرف اليدوية والموسيقى والمسرح، فهي مساحة لاستكشاف المواهب والاهتمامات.
تحسين الصحة البدنية والنفسية
تشير عليا منصور إلى الأنشطة الرياضية والترفيهية في المخيمات، وكيف ساعدتهم على الاستمرار لممارسة الرياضة بانتظام، الأمر الذي ساعد على تحسين صحتهم البدنية وتعزيز لياقتهم..
وتقول «الحالة النفسية تتحسن عند ممارسة الرياضة مع مجموعة من الناس لديهم شغف مختلف، فهنا نحفز بعضنا البعض، وبالتالي تنخفض مستويات التوتر والقلق الذي نشعر به عادة في العطلة الصيفية بسبب شعورنا المستمر بالتقصير تجاه أنفسنا، وعدم قدرتنا على الاستمرار في ممارسة نشاط معين لفترة طويلة».
برامج ثقافية متكاملة
كما قدّم مركز رأس الخيمة الثقافي الإبداعي ورشاً فنية ثقافية تفاعلية، وجلسة «خراريف إماراتية تروي تراثنا» لإحياء الموروث الشعبي والهوية الوطنية الإماراتية من خلال سرد قصص وحكايات شعبية من الماضي، متوارثة في تراث الإمارات.
أما مركز الفجيرة الثقافي الإبداعي - الحليفات، فقد نظّم زيارة تحت شعار «معاً نتعرف على متحف الفجيرة» الذي سيفتح المجال أمام المشاركين للتعرّف على جماليات الإمارة، وورشة «ثقافة الخطّ العربي» التي سيتعلم خلالها المشاركون أساسيات هذا النوع من الفنون، والأساليب المتّبعة في كتابة الخطوط العربية.
الاعتزاز بمهن الأجداد
وفي مركز عجمان الثقافي الإبداعي - الجرف، نُظمت ورشة «طرق الصيد البحري» وأبرز طرق الصيد البحرية، كما نظم مركز أم القيوين الثقافي الإبداعي - السلمة ورشة بعنوان «معاً نصنع مجسم البري» وهي ورشة لتعليم صناعة مجسم البري التراثي باستخدام مواد صديقة للبيئة.
وحول تعزيز التراث الإماراتي ودمجه مع مبادئ الاستدامة، يقول علي محمد «من أبرز ما لفت نظري في المخيمات الصيفية هي حرصها على تعزيز واحترام ثقافتنا وتراثنا، خصوصاً أن علاقتنا بالبيئة قديمة، ما نفعله اليوم هو امتداد لأسلوب وطبيعة حياة الأجداد».
فعاليات نادي سيدات الشارقة
أما مخيمات نادي سيدات الشارقة، فهي تضم عدداً من الأنشطة الترفيهية والتعليمية والحرفية، منها ورش عمل لصناعة الأكواب، والرسم على الوجه، وصناعة الفخار، ورش الطبخ والخط، بالإضافة إلى التمارين الرياضية مثل الزومبا والسباحة والتزلج على الجليد والتنس وغيرها.
حيث أكدت موزة الكتبي، مدير نادي سيدات الشارقة فرع المدام، على أن النادي يقدم هذه المخيمات حرصاً منه على استثمار عطلة الصيف في ما يعود بالفائدة على الأطفال، في بيئة تضمن لهم الأمان والتشجيع على التعلم والنمو.
ورش ودورات تعليمية
ومن جهتها أوضحت آلاء الشناصي، أنّ «المخيمات الصيفية السنوية تهدف إلى تنمية معارف الأطفال وقدراتهم الاجتماعية والذاتية، ودعم مواهبهم الإبداعية وملء وقت الفراغ في الإجازة الصيفية، وذلك عن طريق ورش ودورات تعلمهم مهارات حياتية جديدة، فالمخيمات فرصة رائعة للتعرف إلى أصدقاء جدد واكتشاف المواهب المكنونة»..
وأكدت أن النادي وفروعه يتمتع بمستوى عالٍ من الأمان ويتبع معايير السلامة اللازمة لتضمن سلامة وراحة المشاركين والمنتسبين.
المخيمات.. فرصة لتكوين صداقات
وحول أهم ما يميز المشاركة في المخيم، تبين شما «المخيم فرصة لتكوين الصداقات في المقام الأول، ولكن من المهم أيضا تعلم حرف ومهارات جديدة، خصوصاً الحرف اليدوية، بالنسبة لي أنا أحب الطبخ، وفي المخيم كانت فرصة رائعة لتعزيز شغفي بالمطبخ، وإعداد أطباق مختلفة ومتنوعة، خصوصاً الأطباق الصحية».
اكتشاف الشغف
أما مريم الزرعوني فقد وصفت تجربتها في مخيم نادي سيدات الشارقة بأنها من أفضل التجارب التي خاضتها في حياتها، خصوصاً أنهن يحرصن في البداية على اكتشاف المهارات التي تتمتع بها كل فتاة، ويوجهنها للهواية التي يمكن أن تبرع بها، فقد تعلمت مريم التزلج في المخيم، وقررت الاستمرار في التدريب وممارسة هذه الرياضة الممتعة.
مخيم الشباب في بيت الحكمة
وبيت الحكمة يستهدف المخيم الثالث فئة اليافعين والشباب ممن تزيد أعمارهم على 12 عاماً، ويتضمن ورشاً تفاعلية، منها ورشة «الكروشيه الإبداعي: صناعة حقائب فريدة من المواد المعاد تدويرها»..
وينطلق خلالها المشاركون في رحلة ممتعة وصديقة للبيئة لتصنيع حقائب أنيقة من مواد معاد تدويرها خطوة بخطوة، بدءاً من تحويل القمصان القديمة إلى خيوط، ووصولاً إلى إضافة اللمسات النهائية إلى حقائبهم الشخصية.
استضافة رواد الفضاء في متحف المستقبل
بدوره استضاف متحف المستقبل رائدي الفضاء الإماراتيين محمد الملا ونورا المطروشي ضمن فعاليات مخيم «أبطال المستقبل» الصيفي، في مبادرة تم تنظيمها بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، الشريك الاستراتيجي للمتحف، لتعزيز اهتمام الأطفال باستكشاف قطاع الفضاء.
حيث أتيحت للأطفال خلال هذه الزيارة فرصة سماع تجارب رائدي الفضاء في عالم الفضاء، حيث شاركا الأطفال قصصهم عن التدريبات والمهام المستقبلية، وأجابا عن أسئلتهم المختلفة، واستعرضا معلومات معمقة حول مهمات استكشاف الفضاء.