التخييم في "ذا جرين بلانيت".. مغامرة ليلة في قلب الغابة الاستوائية بدبي
التخييم في أجواء تحاكي الغابة الاستوائية أصبح ممكناً في دبي، التي فتحت بوابة للاتصال بالطبيعة والتعرف إلى عالم الكائنات الحية المختلفة عبر «ذا جرين بلانيت»، واستكشاف عالم جديد مملوء بالعجائب، كما يعتبره البعض فرصة للتخلي عن روتين الحياة العملية المتسارع، والعودة إلى بساطة الحياة والاسترخاء بعيداً صخب المدينة، ولكن دون الخروج منها.
خاضت «كل الأسرة» تجربة التخييم في الغابة الاستوائية المطيرة الداخلية، الوحيدة بمنطقة الشرق الأوسط، «ذا جرين بلانيت دبي»، للتعرف إلى التجربة الفريدة من نوعها في أحضان الطبيعة البرية لاستكشاف مجموعة متنوعة من الأنشطة التفاعلية التي تشمل لقاء الحيوانات ومغامرة البحث عن الكنز بالغابة الاستوائية والعديد من التجارب الممتعة لعشاق الطبيعة ومحبيها.
من خلال لقائنا مع أطفال وكبار حققوا أحد أحلامهم بقضاء ليلة كاملة في أحضان الطبيعة، تحت القبة البيولوجية التي تضم أكثر من 3000 نوع من الحيوانات والنباتات الفريدة من نوعها، والتي لم تكن تتحقق إلا بالسفر إلى إحدى الدول الاستوائية، وهو الأمر الذي قد يتأخر كثيراً، أو قد لا يحدث للبعض على الإطلاق..
فهنا ومن دون السفر إلى أي مكان آخر، يمكن التعرف عن قرب إلى الكائنات التي تعيش على الكوكب ضمن بيئة آمنة، تعزز وعي زوارها بأهمية الحفاظ على الطبيعة وتعريفهم بأنواع عديدة من الحيوانات والنباتات المختلفة.
فرصة للتعلم في «ذا جرين بلانيت دبي»
خلال جولتنا، سألنا بدر أحمد، 13 عاماً، عن سبب قراره المبيت وسط أدغال الغابة الاستوائية، فأوضح أنه حلم ترسّخ في خياله من خلال مشاهدته للأفلام الأجنبية «عندما علمت بفكرة التخييم في دبي تحمّست بسبب رغبتي في تحقيق حلم النوم على أصوات الحشرات الغريبة، وترقب صوت البومة ليلاً، ومراقبة التحركات المريبة للزواحف والحيوانات التي تنشط في الليل..
وهذا الأمر كنت أظنه لن يتحقق لأنني أعيش في دولة صحراوية، ولا وجود للغابات هنا، كما تعلمت أشياء عن النباتات وفصولها، ودورة حياة الكائنات الحية، فهذه المعلومات كنت أعرفها من الكتب، ولكن الواقع يرسخها أكثر، خصوصاً أن المعلومات تم تقديمها عملياً وببساطة يسهل فهمها».
التواصل مع الطبيعة وتطوير الشخصية
أما التخييم في الغابة الاستوائية بالنسبة ليارا علي، 15عاماً، فهي تعتبره فرصة للتعرف إلى نفسها، واكتشاف قدرتها على العيش في ظروف مختلفة واستثنائية، وهو ما طلبه منها مدربها الشخصي، وترى أن التخييم أو ممارسة أي نشاط في الطبيعة يساعدنا على حل المشكلات بطريقة مبتكرة وخارج الصندوق..
وتضيف «كنت أبحث عن وسيلة تجعلني أتواصل مع الطبيعة مباشرة، واتخاذ قرارات سريعة من دون تردد أو خوف، وكنت أعلم أن الأمر سينعكس على شخصيتي، لأكتشف نقاط القوة لدي، خصوصاً أنني اقتربت من كائنات لم أرْها من قبل، فقد استيقظت على حركة الحيوان «الكسلان» بجانب خيمتي، ولم أعرف إن كان يريد إيذائي أم لا..
وتمكنت من السيطرة على مشاعر الخوف لدي، وشعرت بأنني أعيش بالقرب من عالم نظن أنه مخيف ولكنه مسلٍ للغاية، وندمت على شعوري بالتوتر والقلق طوال الليل أثناء نومي في الخيمة، فقد تحسن مزاجي في الصباح، عندما تجولت في الغابة وأطعمت الطيور بنفسي».
كسر حاجز الخوف من الطبيعة
أما الطفل ريو، 7 سنوات، فقدر ارتدى الكشاف الأحمر في رأسه، وانطلق بحذر للتجول بين الأشجار الشاهقة ليلاً، ولكن عبر جسراً خشبياً حلزونياً، تم تصميمه للتجول في أنحاء الغابة بأمان، ويبين «لقد عشت تجربة لا تنسى، وضعت حقيبة الملابس في الخيمة وأغلقتها بإحكام حتى لا يتسلل أحد الحيوانات لها، وانطلقت مع مجموعة من الأطفال الذين لديهم شغف مثلي بالطبيعة وحياة الأدغال التي عشناها من خلال الرسوم المتحركة، والألعاب الإلكترونية..
وما عشته اليوم هو تدريب لتجربة سوف أخوضها في المستقبل في إحدى الغابات الحقيقية، فأنا أستمتع بأصوات الطيور والحشرات، وأشعر بأن لديهم لغة خاصة أتمنى أن أفهم معناها في يوم من الأيام، وأن أفهم المزيد عن عجائب الطبيعة الخفية».
العيش بأقل الإمكانات
من جهتها، فكرت ديانا جورج، تعمل في مجال التصميم، أن العيش لفترة في الأدغال يغير النظرة للحياة، فقد اكتشفت أن فكرة العيش بأقل الإمكانات ممكنة، بل وممتعة خصوصاً بالنسبة للشباب، وتقول: «الليلة التي قضيتها في «ذا جرين بلانيت» أسعدتني أكثر من ليالٍ كثيرة قضيتها في فنادق فاخرة، فهذا التوازن مطلوب في حياتنا، وهذا ما تحرص دبي على احتضانه على أرضها..
فهي توفر تجارب قد لا نتمكن من عيشها إذا لم تُتح لك الفرصة للسفر إلى بلدان بعيدة، وهي ليست مجرد رحلة ترفيهية، بل فرصة ذهبية للتعلم والتثقيف، وتعلم كيفية الحفاظ على البيئة، واكتساب مهارات جديدة مثل التخييم والبقاء على قيد الحياة في الطبيعة».
وحول تجربة «التخييم في الغابة الاستوائية»، فهي تبدأ في تمام الـ7 مساءً حتى الـ8:00 صباحاً أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع، وتشمل قضاء ليلة كاملة في خيمة «ذا جرين بلانيت دبي» المخصصة لهم والمجهزة والمريحة، حيث يحظى الضيوف بفرصة فريدة لقضاء ليلة في أحضان الطبيعة وسحرها وبالقرب من الحيوانات الموجودة في القبة البيولوجية التي تتألف من 4 طوابق..
كما سيستمتع المغامرون خلال هذه التجربة بتناول العشاء مع بعضهم البعض، وفي المساء وقبل إطفاء الأنوار إيذاناً بموعد النوم، سيستمتعون بالتعرف عن قرب إلى مجموعة من الفصائل والأنواع التي تحتضنها القبة البيولوجية، من الطيور والزواحف والحيوانات الأخرى والحشرات ضمن بيئاتها الطبيعية، بما فيها حيوان الكسلان واللوريس البطيء والثعابين البورمية والحشرات الصغيرة وآكلات النمل وغيرها.
كما يتاح هناك مشاهدة مجموعة من الأفلام الوثائقية الخاصة بالحيوانات و الطبيعة والاستماع إلى حكايات الطبيعة المشوقة خلال تذوق المارشميلو المشوية حول موقد المخيم، أما في صباح اليوم التالي، بعد قضاء المغامرين ليلتهم في أحضان الغابة الاستوائية، فيشاركون في جلسة تفاعلية مثيرة تتضمن تجربة إطعام الحيوانات..
إضافة إلى جولة خلف كواليس القبة البيولوجية الفريدة من نوعها بصحبة الخبراء البيولوجيين في «ذا جرين بلانيت دبي»، وأخيراً سيستمتعون بوجبة فطور شهية بمقهى هذا المكان الرائع.