09 ديسمبر 2024

مقصد الباحثين عن المتعة والهدوء.. محميّة أبو جالوم لوحة فنية في صحراء سيناء

محرر متعاون - مكتب القاهرة

مجلة كل الأسرة

تفتح محميّة رأس أبو جالوم، في أقصى جنوب سيناء، ذراعيها للزائرين من عشاق الطبيعة، والهدوء، والاستجمام، قبل أن تلقي في قلوبهم محبة لا تنقطع لتلك البقعة الساحرة من الأراضي المصرية، في جنوب سيناء، ما يجعل من الزيارة الأولى مفتتحاً لعلاقة ودّ دائمة، وحنين متواصل.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة


تحظى المحميّة المترامية الأطراف، المطلة على خليج العقبة، بكثير من الألق الذي يضعها على قائمة المقاصد السياحية الكبرى في مصر، إذ تضم واحدة من أشهر المدن السياحية في جنوب سيناء، وهي مدينة دهب التي ترجع تسميتها إلى رمالها الذهبية البِكر، وطبيعتها الخلابة التي وضعتها ضمن قائمة أجمل المحميّات الطبيعية في البلاد، نظراً لما تتميز به من هدوء ومناظر طبيعة خلابة، ومناخ آسيوي بديع، يزداد جمالاً خلال فصل الشتاء.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة


تمتد منطقة أبو جالوم بامتداد الخط الواصل بين تقاطع منتجع شرم الشيخ، مع مدينة طابا الحدودية، على مساحة تزيد على خمسمئة كيلومتر، منها 350 كيلومتراً في عمق صحراء سيناء، و150 كيلومتراً داخل مياه خليج العقبة، وقد لعبت طبيعة المنطقة الساحرة دوراً كبيراً في إعلانها محمية طبيعية في منتصف التسعينيات، نظراً لما تضمه من أنظمة بيئية متنوعة، تجمع بين الشعاب المرجانية، والأنظمة البيئية، الصحراوية والجبلية، فضلاً عن الكائنات والحشائش البحرية، واللاجونات، إلى جانب سلاسل الجبال والوديان، ما يجعلها واحدة من أجمل مناطق الجذب السياحي، خصوصاً لهواة الغوص، والسفاري، وعشاق مراقبة الطيور، حيث تضم المحميّة ما يزيد على 165 نوعاً من النباتات، من بينها 44 نوعاً من الفصائل النادرة التي لا توجد في أي مكان بالعالم، علاوة على العديد من الكهوف البحرية التي تمتد أعماق بعضها لأكثر من مئة متر.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة


تضيء الليالي المقمرة تخوم محميّة رأس أبو جالوم، التي تتناثر فيها عشرات من الفنادق البيئية الصغيرة، فتحوّلها إلى ما يشبه لوحة فنية رائعة الجمال، على ما تضمّه من مفردات بديعة، تحتضن فيها جبال سيناء القاسية في حنوّ بالغ رمال الشواطئ الخلّابة، على نحو يدهش الزائر، في مدينة دهب التي تُعد الأشهر بين محميّات أبو جالوم الثلاث، التي تضم أيضاً محميّة نبق، وأبو جالوم الكبرى التي ترجع تسميتها، حسبما يقول السكان المحليون في تلك المنطقة، إلى انتشار نبات القالوم، وهو أحد أشهر النباتات الصحراوية التي تنتشر في تلك المنطقة بكثرة، ويمكن للزائر أن يصل إلى تلك المحميّة الفريدة عبر ثلاثة طرق تؤدي إلى المحمية، أو عن الطريق الساحلي من مدينة نويبع، والذي يفضي إلى حدود المحميّة الشمالية، ويربط بينها وبين منطقة نبق التي تصنف باعتبارها محميّة طبيعية متعدّدة الأغراض.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة


يقطع الزائر الطريق إلى محميّة نبق، عبر وادي قنى الربان الذي يمتد داخل مياه خليج العقبة، وصحراء سيناء، بعمق يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلومترات، من خط الشعاب المرجانية، مروراً بوادي أم عدوي، حتى التقائه مع طريق شرم الشيخ طابا جنوباً. وتبلغ مساحة نبق ما يزيد على ستمئة كيلومتر مربع، تحفل بالعديد من الأنظمة البيئية التي تشمل الشعاب المرجانية، والكائنات البحرية والبرية، فضلاً عن غابات المانجروف الموجود بكثافة كبيرة، إضافة إلى عشرات الفصائل من الحيوانات البرية، مثل الغزال، والوعل، والضبع، إلى جانب الزواحف، والطيور، المهاجرة والمقيمة.

مجلة كل الأسرة


كما تنتشر عشرات الفنادق البدوية الصغيرة على شواطئ محميّة أبو جالوم، بدءاً من مدينة دهب، وانتهاء بمحميّة نبق، وتجذب بما توفره من هدوء وجمال ساحر، آلافاً من السائحين من مختلف دول العالم، بخاصة تلك الفئة التي تفضّل الهدوء، والاستمتاع بمشاهد الطبيعة البِكر، والاستمتاع بكل الأنشطة الترفيهية، ما بين البحر والجبل، حيث يمكن قضاء ساعات النهار في الاستمتاع بمياه الخليج الصافية، وممارسة رياضة الغطس في المناطق المُعدّة لذلك، والتي تتميز بالشعاب المرجانية الفريدة، رائعة الجمال، والاستمتاع أيضاً بسياحة السفاري في وادي قنى القريب، حتى إذا حلّ المساء، تحلّق عشاق تلك المنطقة الساحرة حول النيران المشتعلة في سهرات ممتدة، تجمع بين مختلف ألوان الحياة البدوية، من طعام، وشراب، وترفيه أيضاً، داخل المخيمات البسيطة، والأكواخ الصغيرة المنتشرة على طول ساحل البحر، والتي لا تزال تمثل وسيلة الجذب الأكثر إقبالاً من عشاق الطبيعة، على الرغم مما باتت تضمه المنطقة، في السنوات الأخيرة، من قرى سياحية، وفنادق شيّدت على الطراز العربي، بهدف الحفاظ على هوية المحميّة التي تأتي في المرتبة الثانية بين أشهر ثلاث مناطق سياحية في مصر، بعد طابا وشرم الشيخ، في جنوب سيناء.

* تصوير: أحمد شاكر

اقرأ أيضاً: محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء