يشكل سرطان الثدي أكثر أشكال السرطان شيوعاً حالياً في أوساط النساء. وذلك لا يعني أن الرجال لا يصابون به، غير أن عدد من قد يشخصون بالإصابة به في كل عام من الرجال أقل بكثير جداً من النساء. لذا يعد امتلاك المعلومات عنه بهدف التحكم فيه في مراحله المبكرة والفحص الطبي الدوري الخاص به أمرين مهمين على سبيل تشخيصه المبكر الصحيح ومن ثم معالجته قبل تفاقمه.
ومن الإرشادات الخاصة بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي الإرشادات التسعة التالية:
أداء التمارين الرياضية
تشكل التمارين الرياضية أحد أكثر السبل فاعلية في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي. وتعد النساء النشيطات فيزيائياً أقل عرضة بكثير من سواهن من النساء لأن يتم تشخيصهن بالإصابة بأي نوع من أنواع السرطان المختلفة. وذلك لا يعني بالضرورة المشاركة في نشاطات مثل سباق الماراثون أو ما قد يماثله فممارسة رياضة المشي، مثلاً، لمدة 30 دقيقة في اليوم لها آثار إيجابية فعالة في هذا السبيل. والنقطة الرئيسة هنا هي الممارسة المنتظمة لكل شخص لنمط التمرين الرياضي المناسب لحالته، ويوصي الأطباء في هذا السياق بأداء تمارين رياضية يومية لمدة 30 دقيقة 5 مرات في الأسبوع بغية التمتع بصحة جيدة.
قسط كاف من النوم
كل شخص يحتاج إلى ما بين 7 و9 ساعات من النوم، في كل ليلة حتى يظل في حالة صحية جيدة. وقد أظهرت الدراسات أن النساء اللاتي ينمن لمدة أقل من 6 ساعات في المتوسط في كل ليلة يزيد عندهن معدل خطر تشخيصهن بالإصابة بسرطان الثدي بما قد يصل إلى نسبة 30 %. وتزيد نسبة معدل ذلك الخطر لدى من يعملون في ورديات ليلية أو وفق نظام ورديات غير منتظمة وذلك ربما يعود إلى الاضطرابات في إيقاع ساعاتهن البيولوجية.
تجنب التعرض للإشعاع
قد يتعرض معظم الناس للإشعاع آناء تصوير بعض أجزاء من أجسامهم بالأشعة السينية أو تصوير الثدي بالأشعة السينية أو في عدد من الحالات الأخرى. إن التعرض لكميات قليلة من الإشعاع لا يسبب أي أذى في العادة فيما يزيد التعرض طويل الأمد للإشعاع معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي بصورة ملحوظة. عليه من المنصوح لمن قد ينزعجون بشأن التعرض غير الضروري للإشعاع إجراء استشارة ثانية قبل إجراء أي فحص بالأشعة السينية. كما أن من تلقوا في السابق معالجة بالإشعاع حول منطقة الصدر يظلون معرضين بصورة أكبر من غيرهم لخطر الإصابة بالسرطان لذا يجب عليهم، إن لم يكونوا هم مضطرين لتلقيها مجدداً بسبب عدم وجود بديل آخر لها، تجنب التعرض الإضافي لمثل تلك المعالجة.
وزن صحي
للوزن المفرط أو البدانة، فيما يبدو، صلة مباشرة لزيادة معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي. ويبدو ذلك صحيحاً بصورة خاصة في حالات من انقطع عنهن الطمث. وتشير البحوث إلى أن فرط زيادة الوزن قد يؤثر سلباً في الهرمونات مما قد يؤدي، بالتالي، إلى زيادة معدل ذلك الخطر، وعليه فإن الاحتفاظ بمؤشر صحي لكتلة الجسم وبوزن صحي، عبر اتباع نظام غذائي صحي والانتظام في أداء التمارين الرياضية، سلوك معين على تقليل معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الإقلاع عن التدخين
قد تم الربط، صحياً، بين التدخين وخطر الإصابة بكل أنواع السرطان، تقريباً. والنساء المدخنات أكثر عرضة بمعدل 4 مرات تقريباً، مقارنة بغير المدخنات، للإصابة بسرطان الثدي. وننصح هنا المدخنات والمدخنين باستشارة الطبيب حول أنجع السبل للإقلاع عن التدخين في أقرب حين ممكن.
الرضاعة الطبيعية
أظهرت الدراسات أن رضاعة الأطفال الطبيعية لمدة الستة أشهر الأولى من حيواتهم، تقلل من معدل خطر إصابة النساء بسرطان الثدي بما قد يصل إلى نسبة 40% وأن من يتبعن سبيل الرضاعة الطبيعية أقل عرضة بنسبة 10% للوفاة بسبب سرطان الثدي مقارنة بمن لا يفعلن ذلك. ويبدو أن السبب في ذلك هو أن النساء لا يحضن إبان ممارستهن لرضاعة الثدي مما يقلل من تعرضهن لفرط إفراز هرمون الأستروجين الذي يبدو أن فرط إفرازه في الجسم يزيد معدل ذاك الخطر. وفضلاً عن ذلك بوسع الولادة بعد عمر الثلاثين زيادة معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي بصورة معتبرة.
إجراء الفحص الدوري
أهم عنصر في سياق الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي هو إجراء فحص سرطان الثدي بصورة دورية ولمرة واحدة في كل عام، على الأقل. ومن هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي قد يشأن إجراء مثل ذلك الفحص بصورة أكثر انتظاماً من خلافهن من النساء. ونشير هنا إلى أن هنالك الآن تقنيات تشخيص جديدة وحديثة أقل عنفاً وأكثر لطفاً.
اتباع نظام غذائي تغلب عليه الأغذية النباتية
دلت دراسة حديثة بجامعة «هارفارد» الأمريكية على أن اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفاكهة من شأنه تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. ونحن ننصح هنا بأنه إن كان لابد للإنسان من تناول اللحوم في وجباته يظل، مع ذلك، عليه الابتعاد عن تناول اللحوم المشوية وذلك لأن المواد المسببة للسرطان المنبعثة من الشواية المفتوحة اللهب قد تزيد معدل خطر الإصابة بالسرطان. وأفضل الخضراوات التي يوصى بتناولها هنا هي الخضراوات الورقية المخضرة والجزر والطماطم والفلفل الأحمر وذلك لاحتوائها على معدلات عالية من مضادات الأكسدة التي تدعى «الكاروتينويدات» والتي أظهرت قدرة على تخفيض معدل خطر الإصابة بالسرطان بما قد يصل إلى نسبة 20 %.
تجنب العلاج بالهرمونات
يشيع العلاج بالهرمونات البديلة في أوساط النساء اللواتي يعانين من أعراض حادة بسبب انقطاع الطمث عنهن، وقد توصلت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة «مبادرة النساء» الأمريكية إلى أن المعالجة بالهرمونات البديلة على المدى الطويل تزيد معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 24%، وعليه يجب على النساء الأكثر عرضة، بصورة معتبرة، لخطر الإصابة بسرطان الثدي تجنب كل أنماط المعالجة بالهرمونات البديلة واستشارة الأطباء بخصوص بدائل طبيعية لها. وفي حالة الاضطرار للجوء لمثل تلك المعالجة ينبغي، على كل حال، تقييد وتقصير مدة تلقيها.