يكثر سؤال مرضى السكري عن مدى إمكانية صومهم هذا الشهر، وما هي الطرق التي عليهم اتباعها، في حالة قرار الصوم، لمنع الضرر الصحي ومرور الشهر عليهم بأمان. أول وأهم خطوة يجب على مريض السكري القيام بها مع حلول شهر رمضان هي التحدث إلى طبيبه لمناقشة وضعه الصحي واتخاذ قرار الصوم أو عدمه.
من المحتمل أن يشرح الطبيب المخاطر المحتملة للمضاعفات مثل انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم والجفاف، وربما يقترح على المريض أن يتجنب الصوم إذا كان معرضاً لخطر الإصابة بمضاعفات.
إذا اختار المريض الصوم فمن المحتمل أن يزوده الطبيب بالمعلومات المتعلقة حول السيطرة على مرض السكري، وربما يجري تعديلاً على الأدوية أو جرعات الأنسولين.
لصوم شهر رمضان فوائد صحية كبيرة، ولكنه قد يجعل الشخص معرضاً لخطر كبير من حدوث مضاعفات إذا كان لديه واحد أو أكثر مما يلي: -
- داء السكري النوع 1
- داء السكري النوع 2، مع ضعف السيطرة على سكر الدم
- تاريخ حديث لانخفاض حاد في نسبة السكر في الدم أو الحماض الكيتوني السكري
- تاريخ من انخفاض سكر الدم المتكرر أو عدم الوعي بانخفاض نسبة السكر في الدم
- حالات مرضية، مثل أمراض الكلى الحادة أو مشكلات الأوعية الدموية
- السكري أثناء الحمل
متى يكون الصوم آمنًا لمرضى السكر؟
قد يكون الصوم مع مرض السكري آمناً إذا كان المريض: -
- مصاباً بداء السكري النوع 2 ويسيطر عليه جيداً
- يسيطر على المرض بالأدوية أو نمط الحياة الصحي
وعند اتخاذ قرار الصوم ينصح الطبيب المريض بالآتي: -
- مراقبة مستوى سكر الدم بدرجة أعلى
- تعديل جرعات الدواء
- مراقبة علامات هبوط السكر
- الاستجابة لنصائح الانقطاع عن الصوم في حالة ارتفاع أو هبوط سكر الدم أو الجفاف
- اتباع التعليمات المتعلقة بالأطعمة والمشروبات والرياضة الإنسولين والأطعمة عند اتخاذ قرار الصوم
* بعد موافقة الطبيب يجب على مرضى السكري المستخدمين للإنسولين الانتباه لما يلي: -
- يكون المريض بحاجة لكمية أقل من الإنسولين قبل بدء الصوم
- ربما يتطلب الأمر تغيير نوع الإنسولين الذي يستخدمه المريض
- الإنسولين المخلوط مسبقاً لا ينصح به أثناء الصوم
- قبل البدء في الصوم يجب أن يشتمل النظام الغذائي للمريض على الأطعمة التي يتم امتصاصها ببطء (المؤشر الجلايسمي المنخفض)، مثل الأرز، إلى جانب الفاكهة والخضراوات عند الإفطار مساءً، ويجب تناول كمية صغيرة من الأطعمة وتجنب تناول الحلويات والأطعمة الدسمة.
- الاهتمام بوجبة السحور
- شرب الكثير من السوائل الخالية من السكر والكافيين لتجنب الإصابة بالجفاف.
خطر الجفاف على مرضى السكري
تتسبب حالة «الحماض الكيتوني السكري»، الناجمة عن كثرة التبول لدى مرضى السكري من النوع 1، في جفاف الجسم، وبما أن الصوم فيه امتناع عن شرب الماء والسوائل، ما يزيد من جفاف الجسم، فمن المهم أن يتم اتخاذ قرار الصوم بالتشاور مع الطبيب، مع الأخذ في الاعتبار شدة المرض ومستوى المخاطر التي ينطوي عليها الصوم لتجنب الآثار الجانبية التي قد تظهر في شكل أعراض قوية.
متى يجب على مريض السكري الصائم أن يقطع صومه؟
يجب على مريض السكري الصائم أن يقطع الصوم ويفطر في حالة:
- انخفاض سكر الدم عن 70 مليجرام/ديسيلتر (3.9 ملي مول/لتر)، ويعاد الفحص مرة أخرى خلال ساعة لمعرفة ما إذا كان سكر الدم ما بين 70-90 مليجرام/ديسيلتر (50-3.9 ملي مول/لتر)
- ارتفاع سكر الدم عن 300 مليجرام/ديسيلتر (16.6 ملي مول/لتر)
هل يمكن لمريض السكري ممارسة الرياضة في رمضان؟
يمكن لمريض السكري ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة إلى المعتدلة بانتظام. لكن لا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية العنيفة أثناء الصيام بسبب زيادة خطر انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم و / أو الجفاف.كما يجب اعتبار المجهود البدني المتضمن في صلاة التراويح، مثل الركوع والسجود والقيام، جزءًا من أنشطة التمارين اليومية. ويجب الانتباه أيضاً إلى مدى تأثير الطقس، فعندما يتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف يكون الأمر مختلفاً، حيث تزيد احتمالية الإصابة بالجفاف عند ممارسة الأنشطة البدنية القوية أو لمدة طويلة. بالإضافة إلى أن مدة الصوم أطول في فصل الصيف لأن ساعات النهار تكون أكثر، مقارنة بفصل الشتاء، وهو ما يزيد أيضاً من احتمالية التعرض للجفاف، لذلك يتطلب الصوم صيفاً المزيد من شرب السوائل والكثير من الاهتمام من جانب مريض السكري حتى يمر الشهر بسلام.