من المؤكد أن الكثيرين يسمعون حالياً عن حالات مرضية يُطلق عليها «جدري القرود»، ويبدو أنها نتيجة التقاط فيروس حيواني المنشأ، انتشرت بداية مايو من العام الحالي في أوربا وأمريكا.. ولكي لا يلتبس الأمر علينا، لا بد أن نعرف معلومات عنها من أجل الوقاية منها.
ينتقل هذا الفيروس من الحيوانات إلى البشر، وتحدث الإصابة به عادة بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة حيث تعيش الحيوانات التي تحمل الفيروس، وهو من عائلة «فيروسات أورثوبوكس» تنتشر بسهولة وتسبب أعراضًا أكثر حدة.
أعراض الإصابة بجدري القرود وكيفية الفحص
تشمل أعراض وعلامات جدري القرود:
- الصداع
- الطفح الجلدي
- الحمى
- آلام الجسم
- القشعريرة
- تضخم الغدد الليمفاوية
- الإرهاق
لماذا سمي بجدري القرود؟
وتمت تسميته بالجدري لأن أعراض تشبه أعراض الجدري ولكنها أخف. وقد تتراوح الفترة من الإصابة إلى ظهور الأعراض (فترة الحضانة) من خمسة إلى 21 يومًا، وعادة ما يتم الشفاء من المرض في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع؛ وكما هي الحال مع فيروس «كورونا» وغيره من فيروسات أخرى كثيرة فإن الحالات الشديدة تكون أكثر شيوعًا وسط الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة والأطفال الصغار.
طريقة الفحص
في حالة الاشتباه في الإصابة يتم جمع عينة مناسبة وفحصها، وذلك عن طريق ذات الفحص المستخدم حالياً لفيروس «كورونا» وهو (PCR)، فهو الاختبار المخبري المفضل نظرًا لدقته وحساسيته. وأفضل العينات هي التي يتم جمعها من الآفات الجلدية، كالسوائل من الحويصلات وعينات البثور والقشور الجافة، حيثما كان ذلك ممكنًا، وتعتبر الخزعة خيارًا.
كيف ينتقل جدري القرود إلى الإنسان؟
تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 عندما حدثت جائحتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من قرود الأبحاث، ومن هنا جاء اسم «جدري القرود»، وتم تسجيل أول حالة بشرية من جدري القرود في عام 1970 في إحدى الدول الإفريقية وبعده ظهر في دول أخرى.
انتقال فيروس جدري القرود بين البشر محدود ولكن يمكن أن يحدث من خلال التلامس الوثيق مع الجلد، ورذاذ التنفس، وسوائل الجسم، واستخدام الأشياء الملوثة بالفيروسات.
اللقاح والتطعيم ضد جدري القرود
توفر لقاحات الجدري بعض الحماية ضد جدري القرود، وهنالك دول تستخدمه حاليًا للمخالطين للحالات المؤكدة، ولكن يشير المتخصصون إلى أن الوقاية من المرض قد لا تعتمد بالكامل على اللقاحات، خاصة وأن الحماية التي يوفرها التطعيم السابق ضد الجدري تنخفض.
وثبت أن التطعيم ضد الجدري من خلال العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة يكون فعالًا بنسبة 85٪ في الوقاية من جدري القرود.
فيما يتعلق باللقاح المعتمد لجدري القرود - MVA-BN – فهو غير متوفر على نطاق واسع ولكن قد تتوفر اللقاحات الفعالة قريباً، وتم أيضًا ترخيص عامل مضاد للفيروسات لعلاج جدري القرود وهو مستخدم بالأساس لعلاج الجدري.
ماذا يحدث للجسم عند الإصابة بجدري القرود؟
فترة غزو الفيروس لداخل الجسم (التي تستمر ما بين 0-5 أيام) تتميز بالحمى، والصداع الشديد، وتضخم العقد اللمفاوية، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والوهن الشديد، واعتلال العقد اللمفاوية هو سمة مميزة لجدري القرود مقارنة بالأمراض الأخرى التي قد تظهر في البداية متشابهة (جدري الماء، الحصبة، الجدري).
الطفح الجلدي يبدأ عادة في غضون 1-3 أيام من ظهور الحمى.
يميل الطفح الجلدي إلى أن يكون أكثر تركيزًا على الوجه والأطراف وليس على الجذع. يصيب الوجه (في 95% من الحالات)، وراحتَي اليدين وباطن القدمين (في 75% من الحالات).
كما تتأثر الأغشية المخاطية للفم (في 70% من الحالات)، والأعضاء التناسلية (30%)، والملتحمة (20%)، وكذلك القرنية.
يتطور الطفح الجلدي بالتتابع من آفات جلدية ذات قاعدة مسطحة إلى آفات صلبة مرتفعة قليلاً وحويصلات (آفات مليئة بسائل صافٍ)، وبثور (آفات مليئة بسائل مصفر)، وقشور تجف وتسقط. يختلف عدد الآفات ويصل لعدة آلاف، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تتجمع هذه الآفات لتأخذ جزءاً كبيراً من الجلد.