27 يونيو 2022

أدوية وعقاقير الـ"السوشيال ميديا".. المؤثرون يروجون والمتابعون يصدقون!

محرر باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

أدوية وعقاقير الـ

أصبح خبراء الصحة قلقين من فئة المؤثرين المعروفين في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تعدى الأمر نشر ماركات الأزياء ومساحيق التجميل إلى الترويج لأدوية وعقاقير أو أجهزة طبية معينة، ويزعمون بأنها كانت السبب في شفائهم من علل ومشاكل صحية معينة وذلك من خلال مشاركة قصصهم الشخصية، وهو ما يتخوف الخبراء من أنه ربما يضلل متابعيهم خاصة من فئة الناشئة.

ليست نصائح طبيه وإنما خدمات تسويقية

بدأ مسوقو الرعاية الصحية في استخدام مصطلح «المؤثر المريض» للإشارة إلى أولئك الذين يروجون للأدوية الصيدلانية أو الأجهزة الطبية مما يسمح للشركات بالاستفادة من مكانة هذا المؤثر وسط متابعيه لترويج منتجاتها وخدماتها، وخاصة فيما يتعلق ببعض الأجهزة الطبية لأن الكثيرين يشككون في مقدراتها ولا يقبلون على شرائها وهنا يأتي دور المؤثر الذي يحكي قصته الشخصية وكيف أن حياته قد تغيرت للأفضل بفضل هذا المنتج. القرار الأخير يكون للمستهلك وهو المريض من المتابعين، والذي يجب أن يكون واعياً لما يدور خلف الكواليس ويتوقع أن صحته ليست هي كل ما يهم المؤثر.

ارتفاع عدد «المؤثرين المرضى»Patient Influencers

أدوية وعقاقير الـ

ليس هناك من ينكر القوة التي تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرون في جعل الآخرين يتبعون ما يقولون ويتأثرون بهم سواء كان الأمر يتعلق بتسويق منتج أو مشاركة روتين تمرين، فهناك مؤثر متخصص لكل مجال تقريباً.

وفي مجال الرعاية الصحية تشهد وسائل التواصل الاجتماعي ارتفاع عدد «المؤثرين المرضى» وهم أفراد يشاركون قصصهم الصحية الشخصية ويتبنون الدفاع عن علامات تجارية وعلاجات طبية معينة، وربما يؤدي تأثيرهم إلى جعل الشخص يقوم بتجربة طريقة علاجية جديدة لمشكلة صحية يعانيها ربما تشابه أعراض ما ذكره «المؤثر» في قصته مع المرض ولكنها قد تكون بعيدة تماماً من حيث التشخيص.

خطورة تصديق «المؤثرين المرضى»

من ناحية يمكن للمؤثرين المرضى إنشاء مجتمع للمرضى الآخرين للترابط بشأن حالة أو تشخيص وهو ما يفيد المرضى المتابعين من حيث حالتهم النفسية خاصة من يعانون الأمراض المزمنة، ومع ذلك قد يكون من غير الآمن اتباع النصائح الطبية من مؤثر مريض بدلاً من خبير طبي معتمد. من الممكن أيضاً أن يكون لدى المرضى تشخيصات مختلفة حتى في حالة تشابه الأعراض.

من أجل تحسين المصداقية والمعايير الأخلاقية يجب على المؤثرين الذين يتقاضون رواتبهم للترويج للمنتجات الكشف عن ذلك وترك الخيار للمتابع فيما يتعلق باختيار المنتج أو لا وعدم التأثير فيه حتى يكون أكثر مقدرة على تقييم وضعه وما يصلح له وعدم الانقياد الأعمى للمؤثر.

خطر التضليل

على المتابع أن يكون في حالة تأهب قصوى على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء مشاهدة محتوى مؤثر للمريض، بأن يكون متشككاً دائماً وأن يتلقى بحذر كل ما يشاركه المؤثر، وأن يضع نصب عينيه دائماً الجانب المادي الذي يعود على المؤثرين من هذه المشاركات وكيف أنها أصبحت عمل رسمي للبعض منهم.

ربما تكون قصص المرضى ووجهات نظرهم مهمة، وقد يستفيد منها المتابع وتكشف له بعض جوانب ما يعانيه ولا يعرف سببه، ولكنها في النهاية قصص شخصية تخضع لخدمات تسويق، أي أن صحة المتابع ليست الهدف الوحيد لذلك يجب تمحيص الأمر قبل اتباعه بطريقة عمياء.

أشار تقرير حديث صادر عن eMarketer إلى أن استجابة المستهلك تكون أعلى عندما تصله الرسالة عن طريق المؤثرين المنتشرين في وسائل التواصل الاجتماعي، مقارنة بالقنوات المملوكة للعلامة التجارية. علاوة على ذلك يكون المحتوى من المؤثرين أكثر فاعلية في تحقيق أهداف التواصل، ويقدم دخول جهات تسويق المستحضرات الصيدلانية إلى وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، والتسويق المؤثر على وجه الخصوص، فرصاً لأصحاب المصلحة المعنيين. وبينما يمكن أن يكون التواصل الاجتماعي أمراً إيجابياً إلا أن هناك مخاوف من تعرض عامة الناس لخطر التضليل، ولا يعلمون أن غالباً ما يتم توظيف المؤثرين من قبل بعض الشركات لمشاركتهم منتجاتها والترويج لها.

*المصدر: تقرير حديث صادر عن eMarketer