15 أغسطس 2022

دراسة تحذر: مواد كيميائية تسبب أمراض الكبد والتوحد عند الأطفال

محرر باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

دراسة تحذر: مواد كيميائية تسبب أمراض الكبد والتوحد عند الأطفال

أفاد باحثون في مستشفى أمريكي أن التعرض قبل الولادة للمواد الكيميائية الموجودة في المنتجات الاستهلاكية والصناعية يسبب خطر الإصابة بأمراض الكبد عند الأطفال.
وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن تعرض الأطفال في الرحم للفثالات، وهي مجموعة من المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء الموجودة في مستحضرات التجميل والمنتجات المنزلية الشائعة الأخرى، مرتبطاً بصفات التوحد لدى الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 أعوام.

مواد كيميائية في الطعام نتعرض لها يومياً

وأشار الباحثون إلى أننا نتعرض جميعاً يومياً لهذه المواد الكيميائية من خلال الطعام الذي نتناوله، والمياه التي نشربها، واستخدام المنتجات الاستهلاكية. وتوصلت دراسة سابقة أجراها باحثو كلية العلوم الصحية بجامعة سيمون فريزر إلى وجود ارتباطات بين زيادة التعبير عن السلوكيات الشبيهة بالتوحد في الأطفال في سن ما قبل المدرسة والتعرض الحملي لبعض المواد السامة البيئية، بما في ذلك المعادن ومبيدات الآفات. وقاست الدراسة مستويات 25 مادة كيميائية في عينات الدم والبول التي تم جمعها من 1861 امرأة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

أضرار تعرض الطفل للمواد الكيميائية الضارة قبل الولادة

وتعد الدراسة الحالية أول دراسة شاملة عن ارتباط التعرض قبل الولادة وخلائط هذه المواد الكيميائية ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، واستخدم الباحثون مادة السيتوكيراتين الكيميائية لدراسة 18 علامة جديدة للمرض عند الأطفال، وتؤكد النتائج أهمية فهم التعرض قبل الولادة للمواد الكيميائية البيئية كعامل خطر للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهي مشكلة سريعة النمو لدى الأطفال ويمكن أن تؤدي إلى أمراض الكبد المزمنة الشديدة وسرطان الكبد في مرحلة البلوغ.

ويسعى العلماء إلى توضيح كيفية تفاعل التعرض للمواد الكيميائية البيئية مع العوامل الوراثية وعوامل نمط الحياة في التسبب في أمراض الكبد.

دراسة تحذر: مواد كيميائية تسبب أمراض الكبد والتوحد عند الأطفال

في الدراسة الجديدة، قام الباحثون بقياس 45 مادة كيميائية في دم وبول 1108 امرأة حامل من عام 2003 إلى عام 2010. وشملت المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء ومبيدات الآفات الكلورية العضوية والفوسفات العضوي، والملدنات.
وعندما بلغ الأطفال سن 6 إلى 11 عاماً، قاس العلماء مستويات الأنزيمات خطر الإصابة بأمراض الكبد في دم الأطفال، ووجدوا مستويات مرتفعة من تلك المؤشرات الحيوية لدى الأطفال الذين كانوا أكثر تعرضاً للمنتجات الاستهلاكية والصناعية.

ويُعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي أحد أكثر أمراض الكبد شيوعاً في جميع أنحاء العالم ويتم تشخيصه بشكل متزايد في مرحلة الطفولة، حيث يصيب 6% إلى 10% من عموم الأطفال وحوالي 34% من الأطفال المصابين بالسمنة. المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء هي فئة واسعة من الملوثات البيئية التي تشمل العديد من مبيدات الآفات والبلاستيك ومثبطات اللهب والمعادن السامة.

ووجد الباحثون أن التركيزات الأعلى من الكادميوم والرصاص لدى الأمهات في عينات الدم أو البول ارتبطت بزيادة درجات الكبد الدهني، وكانت هذه الارتباطات قوية بشكل خاص بين الأطفال الذين لديهم درجة أعلى من السلوكيات الشبيهة بالتوحد.

هل يقي تناول مكملات حامض الفوليك أثناء الحمل من تأثر الطفل بهذه المواد الكيميائية ؟

أشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة في المقام الأول تسلط الضوء على العلاقات بين المواد السامة البيئية المختارة وزيادة درجات الكبد الدهني، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم روابط وتأثيرات هذه المواد الكيميائية البيئية بشكل كامل على نمو الدماغ أثناء الحمل.
وأوضح الباحثون كيف يمكن لمكملات حامض الفوليك الكافية أثناء الحمل أن تعوض الآثار الضارة المحتملة للفثالات فيما يتعلق بعلاج صفات التوحد في واحدة من أكبر الدراسات الجماعية حول الفثالات والنمو العصبي وواحدة من أهم النتائج. وأكدوا ضرورة تناول المرأة أثناء الحمل 400 ميكروجرام يومياً من حامض الفوليك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

وفي حين أن اضطراب طيف التوحد له أساس وراثي أساسي، فإن نتائج الدراسة تعزز الدليل على أن التعرض قبل الولادة للمواد الكيميائية السامة يساهم في تطوير سمات الضعف الاجتماعي.ويؤثر اضطراب طيف التوحد على الذكور أكثر بأربع مرات من الإناث.
وينصح الأطباء الأمهات بعد الولادة، ممن تعرضن للمواد الكيميائية خلال الحمل، بالمحافظة على صحة الأطفال وعدم جعلهم يعانون السمنة واتباع نظام غذائي صحي، والحد من أحجام الحصص.