دونا مارشال
دونا مارشال، امرأة بريطانية عمرها حالياً 44 عاماً، تكشف أنها بدأت تعاني علامات مرض الباركنسون وهي شابة في سن الـ 26 فقط، وكشفت في حديثها مع وسائل الإعلام عن العلامات التحذيرية التي داهمتها رغبة منها في توعية الناس للانتباه في وقت مبكر.
تقول دونا إنها أصيبت بمرض الباركنسون في عمر مبكر جداً، وبدأت تعاني أعراضاً غير عادية في منتصف العشرينات. وتشرح ما جرى لها بالتفصيل حيث تبين أنها في البداية فقدت حاسة التذوق والشم، وهي علامة تحذيرية غير معروفة كثيراً لهذا المرض، وتضيف «قبل كل شيء اختفت حاسة الشم، كان عمري آنذاك 26 عاماً، لم أفكر في ذلك كثيراً ولكن بهذه الحالة كان لدي نقص في تذوق الطعام». كما توضح أنها أصبحت تعاني التسوق القهري، وهو تغيير سلوكي يظهر عند بعض مرضى الباركنسون، وتقول إن هذا المرض دفعها لإنفاق الآلاف على اقتناء أشياء باهظة الثمن. ولكن لم تظهر عليها الرعشة، وهي أحد الأعراض الواضحة جداً للمرض، إلا بعد 16 عاماً عندما كانت في نزهة عشية رأس السنة وهي تسير على الشاطئ، «نظرت إلى يدي كانت ترتجف وتساءلت عن سبب ذلك. من الواضح الآن أني كنت أعاني مرض الباركنسون».
ما هو الباركنسون؟
قصة دونا استثنائية بالفعل وتستحق أن تروى، والسبب أن مرض الباركنسون يصيب عادة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً لتظهر عليهم مشاكل الرعشة وبطء الحركة والتصلب. كما يعاني 95 بالمئة من المرضى ضعف حاسة الشم، وغالباً ما تكون أول أعراض المرض. يتم تشخيص حوالي 81 ألف بريطاني و90 ألف أمريكي كل عام بهذا المرض، وتقول بعض الجمعيات الخيرية في بريطانيا إن واحداً بين كل 37 شخصاً على قيد الحياة اليوم يمكن أن يتم تشخيصه بهذا المرض في مرحلة ما من حياته.
ينتج هذا المرض عن فقدان الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يدعى المادة السوداء، والتي تسبب انخفاض الدوبامين في الدماغ. والدوبامين مهم للغاية لأنه ينقل الهرمونات وله دور حيوي في تنظيم الحركة بالجسم وبالتالي يمكن أن يسبب انخفاضه في ظهور أعراض الرعاش المميزة. والأشخاص الذين يصابون بالمرض في سن مبكرة يتقدم لديهم المرض بصورة أبطأ بمرور الوقت ويعانون أعراضاً معرفية أقل مثل الخرف، ومع ذلك قد يعانون أعراضاً بدنية وآثاراً جانبية للأدوية.
من أقل التأثيرات المعروفة الناجمة عن مرض الباركنسون السلوكيات القهرية، مثل الإدمان والشراهة في الأكل والإفراط في التسوق.
التشنجات العضلية.. هي الأسوأ
تؤكد البريطانية دونا أنها قابلت بالفعل أشخاصاً يعانون اضطراب الوسواس القهري منذ أن تم تشخيصهم بالمرض، «لا شيء ممتع في ذلك أبداً، عانيت أنا نفسي الوسواس القهري في عيد الهالوين العام الماضي عندما قررت تحويل حديقتي إلى مكان جاذب غير عادي وبإسراف. فبعض الناس يضعون القرع خارج المنزل أما أنا فتماديت كثيراً، أنفقت آلاف الجنيهات على راقصين محترفين وحولت الحديقة الأمامية إلى مقبرة ضخمة للغاية أحبها الأطفال كثيراً، لكنني لم أكن بحاجة إلى التمادي إلى هذا الحد، وهذا ما يفعله الوسواس القهري للأسف».
وتشير دونا إلى أن خلل التوتر العضلي، رعشات أو تشنجات أو تقلصات عضلية متكررة، يمكن أن تكون مؤلمة وتستمر لساعات، وهو العرض الذي يؤثر كثيراً في حياتها، «إنه أسوأ جزء في إصابتي بالباركنسون، فبسبب الخلل العضلي تتشنج قدمي وظهري بحيث لا أستطيع المشي على الإطلاق، ولا يمكنني حتى أن أضع قدماً أمام الأخرى. أصعب شيء أمر به أني غير قادرة على اتباع أسلوب حياة عادي، فمجرد القيام بأشياء يومية عادية يفعلها الجميع هو أمر صعب على الشخص بالمصاب بمرض الباركنسون، مجرد صعود الدرج، مجرد صنع كوب من الشاي، إطعام نفسك.. كل هذه الأشياء وغيرها».
دونا مع ابنتها
نصيحة مهمة من مريض الباركنسون
تحاول السيدة دونا وسعها أن تخفي معاناتها عن ابنتها البالغة من العمر ست سنوات، كي لا ترى الجانب الموهن من المرض، وهي قلقة للغاية عليها لأن والدة دونا كانت تعاني مرض الباركنسون، وتوفيت وهي بعمر 80 عاماً بعد أن دخلت في غيبوبة في السنوات الست الأخيرة من حياتها واضطر الأطباء إلى إطعامها عن طريق أنبوب تغذية، وترى دونا أن هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لها «لقد بقيت على قيد الحياة فقط من خلال التدخل الطبي، وبعد ذلك كان قرار سحب أنبوب التغذية، وهو أسوأ قرار يمكن أن يتخذه أي فرد في العائلة».
خضعت دونا مؤخراً لعملية التحفيز العميق للدماغ، التي تتضمن وضع جهاز على رأسها يرسل نبضات كهربائية تستهدف مناطق معينة على أمل تخفيف الآلام الناجمة عن أعراض المرض، بما في ذلك خلل التوتر العضلي.
تقدم دونا نصيحة مهمة للغاية للأشخاص الآخرين بضرورة الانتباه إلى أي علامة على المرض يمكن أن يشكوا فيها مهما كان عمرهم، وإذا ما تم تشخيص إصابتهم بالباركنسون في سن مبكرة فعليهم آنذاك العثور على آخرين يعانون المرض للتحدث معهم، «هناك الكثير من الأشخاص على مواقع التواصل ولديهم الكثير من النصائح المفيدة عن كيفية التعامل مع المرض وما يتوجب فعله في الحياة اليومية. أعتقد أن أفضل شيء فعلته هو التواصل مع أشخاص مثلي ظهرت عليهم أعراض مرض الباركنسون في سن صغيرة، لأنه غول مفترس يختلف عما هو عليه عندما تكبر، يتجلى بطريقة مختلفة تماماً».