تعاني كثير من النساء والفتيات متلازمة تكيس المبايض، والتي تنتج عندما يؤدي ارتفاع مستويات الأنسولين إلى زيادة إنتاج الأندروجينات (هرمونات الذكورة).
تعد تلك الحالة الاضطراب الهرموني الأكثر شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، إذ ما يصل إلى واحدة من كل عشرة ستُصاب بمتلازمة تكيس المبايض، وعلى الرغم من ذلك تشير التقديرات إلى أن أكثر من النصف لا يعرفن أنهن مصابات بها.
أظهرت دراسة حديثة من جامعة موناش في أستراليا أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، حتى لو كن صغيرات السن وأوزانهن طبيعية، أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بخمس مرات، وأمراض القلب. يمكن
أن يحميك علاج متلازمة تكيس المبيض من المشكلات الصحية، لذلك من المهم التعرف إلى أعراضها، والتي قد تختلف من امرأة لأخرى.. وفيما يلي بعض من أكثرها شيوعاً:
1- اضطراب الدورة الشهرية
تكون لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مستويات أعلى من المعتاد من الأندروجين (هرمون التستوستيرون هو الأكثر شهرة)، ما قد يبطئ عمل المبيضين ويؤثر في عملية التبويض. عندما تتعطل تلك العملية فإن الدورة الشهرية، التي يجب أن تأتي بعد أسبوعين من الإباضة، ستأتي متأخرة أيضًا، وقد لا تأتي على الإطلاق في بعض الحالات. بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من انتظام الدورة الشهرية ومتلازمة تكيّس المبايض، غالبًا ما تكون الدورة الشهرية غير منتظمة منذ البداية، وفي حالات أخرى تصبح غير منتظمة بعد أعوام.
2- صعوبة حدوث الحمل
متلازمة تكيس المبايض هي السبب الأكثر شيوعًا لعقم النساء، حيث يصبح حدوث الحمل صعباً لعدة أسباب أولها اضطراب عملية التبويض الذي يجعل من الصعب اكتشاف الوقت الذي تكونين فيه أكثر خصوبة، وغالباً ما تكون اختبارات التبويض غير فعالة في متلازمة تكيس المبايض لأن الهرمون الذي تلتقطه ربما يكون مرتفعًا بدرجة كبيرة فيعطي نتائج إيجابية بالخطأ. أيضاً بتسبب عدم انتظام الدورة الشهرية في تقليل فترات الخصوبة.
تواجه النساء المصابات بالمتلازمة مشكلة تتعلق بجودة البويضات بسبب الالتهابات والتغيرات الهرمونية داخل المبيض، حيث يكون لديهن كمية كبيرة من البويضات، لذلك غالباً ما يكون الأمر مجرد مسألة وقت حتى يتحقق الحمل، لا سيما مع العلاج المناسب.
3- كثافة شعر الجسم
يمكن أن تؤدي الزيادة المفرطة في هرمونات الذكورة إلى زيادة نمو الشعر (الشعرانية) بمناطق الجسم التي ينمو فيها لدى الرجال، كالوجه والبطن والظهر وأصابع الرجل. تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 90 في المئة من النساء ممن لديهن شعر بالجسم مصابات بمتلازمة تكيس المبايض. يشارك هرمون التستوستيرون أيضاً في تساقط الشعر، وهي مشكلة أخرى شائعة في متلازمة تكيس المبايض. يتحول التستوستيرون إلى أندروجين قوي يعرف باسم DHT داخل فروة الرأس، وهو العدو اللدود لبصيلات الشعر، فتتقلص وتتلف ما يؤدي إلى دخول الشعر مرحلة الراحة من النمو ثم يبدأ بالتساقط؛ خاصة بمقدمة الرأس.
4- مشكلات البشرة
يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الأندروجين، والتي تزيد بدورها إنتاج الزيت بالجسم، إلى مجموعة من المشاكل الجلدية مثل قشرة الرأس وحب الشباب.
توجد علامتان لحب الشباب ترتبطان بأعراض متلازمة تكيس المبايض: يكون حب الشباب على طول الفك ومقاوماً للعلاج، أو يعود بعد تناول عقاقير قوية. وهناك عرضان شائعان آخران للجلد، هما الشواك الأسود والزوائد الجلدية اللذان يرتبطان بمقاومة الأنسولين.
5- اكتساب الوزن السريع
تميل النساء المصابات بأعراض متلازمة تكيس المبايض إلى زيادة الوزن بسهولة، وقد تكون خسارة الوزن أمرًا صعبًا للغاية. يعود ذلك إلى حالة مقاومة الأنسولين واللبتين، وهما عاملان أساسيان في المتلازمة. مقاومة الأنسولين تجعل جسمك يخزن الدهون بسهولة أكبر، ومقاومة اللبتين تجعل عقلك يعتقد أنك في حالة جوع حيث تعبث بإشارات الجوع والشبع.
6- توقف التنفس أثناء النوم
ترتبط متلازمة تكيس المبايض بشدة بالحالة المعروف بـ«انقطاع التنفس أثناء النوم»، وهي حالة يتوقف فيها التنفس بشكل متكرر أثناء النوم. يمكن أن يؤدي انقطاع النفس أثناء النوم إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسمنة وتغيرات المزاج.
في إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا، كانت مريضات متلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة بنحو 30 مرة مقارنة بالأخريات، للمعاناة من صعوبات التنفس التي تحدث أثناء النوم بما في ذلك انقطاع النفس أثناء النوم. النساء المصابات بالمتلازمة الأكثر مقاومة للأنسولين هن الأكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، والتي تظهر في شكل شخير بصوت عالٍ، والشعور بالتعب حتى بعد نوم ليلة كاملة.
7- القلق والاكتئاب
وجد تحليل تلوي حديث نُشر في مجلة «التناسل البشري» وجود مستويات أعلى باستمرار من الشعور بالضيق النفسي لدى النساء المصابات بأعراض متلازمة تكيس المبايض عند مقارنتهن بالأخريات. ترتبط المشكلات النفسية، مثل الاكتئاب والهلع واضطراب الوسواس القهري والاكتئاب ثنائي القطب، بالآثار الجانبية المتمثلة في الشعرانية وحب الشباب وزيادة الوزن والعقم والدورات الشهرية غير المنتظمة. يرتبط القلق والاكتئاب أيضاً بالتغيرات في مستويات الكورتيزول، وهو تأثير هرموني شائع لمتلازمة تكيس المبايض.
