تدعو الدكتورة ليما حسام فزع، إخصائية التغذية العلاجية، الأمهات والآباء إلى العمل على اكتساب أطفالهم العادات الغذائية السليمة من خلال التأهيل النفسي ومواءمة ذلك بعاداتهم وسلوكياتهم، خاصة بعد أن علت أصوات بعض الأمهات بشكوى مفادها صعوبة تقبل أبنائها لتناول الطعام الصحي مثل الخضراوات والفواكه.. وفي السطور التالية نلتقي بالدكتورة ليما فزع، لتقدم للقراء دليلاً استرشادياً عن النظام الصحي للأبناء بتطبيق قاعدة «80/20».
تشتكي بعض الأمهات من صعوبة تقبل أبنائهن لتناول الطعام الصحي مثل الخضراوات والفواكه، فما الذي يجب عليهن فعله؟
عادة ما يكتسب الطفل عادات وسلوكيات والديه، فهما المثل الأعلى بالنسبة له، وعندما يرى أحدهما يتناول طعاماً صحياً مثل الخضراوات والفواكه سيتبع خطاه تلقائياً، وهو ما يستوجب على الأهل اتباع نمط حياة صحي في المقام الأول، وتشجيع أبنائهم على تناول أطعمة مفيدة كالخضراوات والفواكه والبقوليات، ويمكن للأهل تحفيز أطفالهم لتناول الطعام المفيد من خلال إشراكهم في عملية اختيار الوجبات والتسوق في المتاجر.
هل حرمان الطفل من تناول الطعام الذي يحبه باعتباره غير صحي، خطوة صحيحة؟
يعتقد الكثيرون بأن الحرمان من تناول الأطعمة غير الصحية هو الطريق الأمثل لضمان صحة الطفل، لكن القاعدة الصحيحة لنظام غذائي متكامل وصحي هي «80/20» أي تناول الطفل الطعام الصحي بنسبة 80% من حجم ما يقدم له على مدار اليوم، أما نسبة 20% المتبقية فنخصصها لمأكولات يحبها مثل الشوكولاتة ورقائق البطاطا والبسكويت وغيرها.
أحياناً تكون الأم في حيرة من أمرها بين اعتماد الأكل الصحي أو السماح للأبناء بتناول الوجبات الجاهزة؟
مفهوم الراحة والسرعة لم يعد يتعلق بالطعام غير الصحي كما كان في السابق، فاعتماد العديد من الأمهات على الأكل الجاهز لكثرة انشغالهن وعدم امتلاك الوقت الكافي للطهي لا يعني التخلي عن النظام الغذائي الصحي؛ إذ يمكنهن البحث عن الأطباق المشوية أو المخبوزة الغنية بالمكونات الصحية، كما ينصح بتناول الأطباق الغنية بالبروتين الحيواني، مثل الدجاج أو اللحم البقري أو السمك، بجانب الوجبات الغنية بالكربوهيدرات مثل الأرز البني ومعكرونة القمح الكامل وخبز القمح الكامل والبطاطا، أما عن الأشخاص النباتيين فيمكنهم اختيار الأطباق المحضرة بشكل أساسي من العدس أو الفاصولياء.
بماذا تنصحين الأم العاملة والتي تعتمد على الوجبات من الخارج؟
هناك العديد من الخيارات الصحية المتاحة للجميع، فمثلاً هناك تطبيقات إلكترونية تقدم على سبيل المثال خيارات مميزة تسمح للأمهات العاملات بالبحث عن وجبات صحية بسهولة، وذلك لدعمهن في اتخاذ خيارات صحية، ما يتيح لهن طلب وجبات صحية حتى عند انشغالهن وعدم امتلاكهن للوقت الكافي للطهي.
انشغال الأمهات لا يعني بالضرورة التخلي عن نظام غذائي صحي
هل سوء الهضم الذي يعانيه بعض الأطفال سببه اعتماد أكلات معينة في يومهم؟
تعتمد عملية الهضم في جسم الطفل على الكثير من العوامل مثل نوع وكمية الطعام، وتتأثر هذه العملية في بعض الأحيان عند تناول الأطعمة المملوءة بالسكر مثل، المشروبات الغازية والعصائر والشوكولاتة بكميات كبيرة، وينصح بتجنب تناول الفاكهة الحمضية والأطعمة الحارة واستبدال المصطنعة منها بالأطعمة الطازجة، والحرص على شرب كميات وفيرة من المياه.
دائماً ما ينصح خبراء التغذية باتباع حمية للأطفال ممن يعانون سمنة مرتفعة، وهناك من ينادي بجعل الطعام الصحي أسلوب حياة، أيهما أسهل في تنفيذه؟
بالنسبة لي، أنصح باتخاذ نظام غذائي صحي كأسلوب حياة كونه الطريق الأسهل والأكثر فائدة، كما أنه لا يستثني أي عنصر غذائي؛ بل يتضمن كل العناصر الغذائية بالكميات الموصى بها، وبما يسمح بالمحافظة على الصحة دون القلق والتفكير الزائد حول ما يرغبون في تناوله وحرمان أنفسهم من عناصر غذائية معينة.
أنصح الأم بتحفيز طفلها على تناول الطعام الصحي مع السماح له بالأطعمة غير الصحية
ما النصائح التي تقدمينها للأم كي تجنب طفلها التعلق بالأطعمة غير الصحية؟
خير الأمور أوسطها وأفضل الأنظمة الغذائية هي أكثرها تنوعاً واتزاناً، وأنصح الأم بتحفيز الطفل لتناول الطعام الصحي في معظم الأوقات، لكن لا يخلو الأمر من السماح له بتناول الأطعمة التي قد يعتبرها البعض «غير صحية» مثل، رقائق البطاطا والشوكولاتة والحلويات بكميات قليلة منعاً للحرمان، وأيضاً لتجنب تعلق الطفل بنوع واحد من الطعام أو بأطعمة معينة.