الكثير منا ينظر في المرآة ويرى آثار تقدم العمر، ولكن هل وجهك يعكس فعلاً عمرك الحقيقي؟ هل تبدو عيناك والتجاعيد حولها بنفس عمرك أم أنها أكثر أو أقل؟ هل يراك الآخرون أكبر أم أصغر من عمرك؟ ستحصل على كل هذه الإجابات وغيرها من مجرد التقاط صورة «سيلفي» وإجراء اختبار بسيط على الإنترنت.
ربما كنت منبهراً أو حتى قلقاً من قدرات الذكاء الاصطناعي التي باتت حديث العالم اليوم، ولكن استعد لما هو أقوى. فقد طورت شركة من نيويورك أداة ذكاء اصطناعي تقدر عمر وجهك بناء على صورة «سيلفي» فقط. يعمل هذا الذكاء الاصطناعي على تحليل وجهك بناء على ست علامات، بما فيها الانتفاخات تحت العينين والتجاعيد.
يقول أحد العاملين في موقع إلكتروني، يبلغ من العمر 39 عاماً، إنه استخدم الأداة الذكية فخرجت له النتيجة قائلة إن لديه انتفاخات تحت العينين لشخص في أواخر الأربعينيات من العمر، فصرح قائلاً «لقد دمرت يومي بالكامل».
كيف يعرف الذكاء الاصطناعي عمر وجهك؟
يعتبر الوجه بمثابة نافذة يعرف من خلالها الخبراء، وحتى الأشخاص العاديون، مدى سرعة شيخوخة الجسم، حيث يؤدي التدخين والتلوث إلى استنزاف العناصر الغذائية من الجلد فيؤدي ذلك إلى فقدانه مرونته فتتفاقم التجاعيد بشكل أسرع من الطبيعي. كما يمكن أن يؤدي النظام الغذائي السيئ إلى شيخوخة الوجه عن طريق زيادة الالتهاب، وهذا أيضاً يساهم في ظهور التجاعيد.
أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي نتحدث عنها هنا طورتها شركة NOVOS الأمريكية، وهي تعتمد على 12 مليون صورة لوجوه بشرية. أما العوامل الستة التي تحللها فهي عمر العين، أكياس العين، التجاعيد، الاتساق أو التوحيد، المسامات واحمرار الوجه. ومن أجل استخدام هذه الأداة، يجب على الشخص تحميل صورة واضحة له ويكون وجهه في المنتصف. وفي غضون دقائق معدودة ستسلم النتائج عبر البريد الإلكتروني. ولكن تحذر الشركة المصنعة من أن الإضاءة السيئة وجودة الكاميرا وزاوية التصوير يمكن أن تؤثر في النتائج، علاوة على قلة النوم أو الجفاف.
ولكن من المرجح أن يحصل الأشخاص الذين هم أصغر من أن يستخدموا الأداة على تقدير يكون أصغر من عمرهم الزمني، لأنه لا يتم معايرته وفقاً للفئة العمرية. والعمر الزمني هو عدد السنوات التي قضاها الشخص على قيد الحياة. وتنصح الشركة المستخدمين ألا يأخذوا الأمر على محمل شخصي، فعلى الرغم من كون الأداة دقيقة في نتائجها في معظم الحالات إلا أنها ليست مثالية.
درب الباحثون في الشركة الأمريكية الذكاء الاصطناعي لهذه الأداة بناء على الأعمار المقدرة للوجوه التي قدمها المقيمون خلال جلسة في المختبر. وباستخدام الأنماط التي التقطتها، تم تدريب الأداة على 12 مليون وجه بشري آخر من أجل تحسين دقة تقديراتها.
ماذا قال مجربو هذه الأداة؟
من بين أولئك الذين جربوا هذه الأداة البريطانية ستايسي ليبراتور، محررة علوم في أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية، التي تلقت نتيجة تبين درجات عالية بسبب الانتفاخات تحت العين والتجاعيد، وتلقي اللوم في ذلك على إنجابها طفلاً يبلغ من العمر حالياً عاماً واحداً فقط، وبينت «كنت أنظر إلى صور ملتقطة لي في اليوم السابق للولادة، كان وجهي يبدو صغيراً جداً وعظام وجنتي مرتفعة. لكن اليوم لدي أكياس وتجاعيد حول العينين، وهي مروعة. شكراً لتخريب يومي بأكمله». وكتبت بعد ساعات قليلة «لقد ذهبت الآن واشتريت الكثير من كريمات الوجه».
ومن بين الأشخاص الآخرين الذين استخدموا هذه الأداة الذكية الدكتور روبرت لوفكين، طبيب أشعة في جامعة جنوب كاليفورنيا، الذي قيل له إن لديه وجهاً يبلغ من العمر 50 عاماً، بينما كان يبلغ من العمر 68 أو 69 عاماً. كما أعطته تقديراً لعمر عينيه، 53 عاماً. وقال الدكتور لوفكين «ربما يجب ألا أبتسم كثيراً (كي لا تظهر تجاعيد العين). لكني أعتقد أن الأمر يستحق الثلاث سنوات الإضافية من العمر، كي أكون قادراً على التعبير عن السعادة بحرية».
الشخص الآخر هو جو جارما، الذي يدير مدونة عن العمر، الذي حصل من الأداة على تقدير أصغر من عمره الحقيقي بـ 18 عاماً. قدم جو صورة مؤرخة بتاريخ كان يبلغ من العمر فيها 59 عاماً، فحصل على تقدير يشير إلى أن عمر وجهه وفقاً للصورة 41 عاماً وعينيه 44 عاماً.
يقول الخبراء إن وجه الشاب عادة ما يمتلك عظاماً مرتفعة ووجنتين ممتلئتين وخط فك واضح المعالم. ولكن مع تقدم العمر تتلاشى هذه الميزات تدريجياً. أما بالنسبة للجلد، يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية ودخان السجائر والملوثات الأخرى إلى انخفاض تدريجي في محتوى الرطوبة في الجلد ومرونته. ومع تحرك العضلات، يؤدي ذلك إلى ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، التي تزداد عمقاً مع تقدم السن.
كما تبدأ خلايا الجلد بأخذ وقت أطول كي تتساقط وتتجدد، مما يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد الميتة على السطح والتي يمكن أن تجعل البشرة تبدو باهتة وخشنة وأقل نعومة. وأيضاً، يمكن أن تظهر الأكياس حول العينين، حيث الدهون التي تدعم العين بشكل طبيعي تتراكم في المناطق الموجودة تحتها. ومن الأسباب الأخرى التي تعجل بظهور التجاعيد وانتفاخات العينين قلة النوم، حيث تؤدي إلى احتباس السوائل وتوسع الأوعية الدموية حول العينين.
على هذا الأساس، نشأت في العالم وازدهرت صناعة بمليارات الدولارات تهدف إلى طرح منتجات وعلاجات وحلول لمعالجة علامات الشيخوخة، حيث تقدم للناس الحقن والمكملات وتمارين الوجه الاستثنائية. ولكن ينصح الخبراء بشكل عام، من أجل تجنب الشيخوخة، باستخدام واقي الشمس وتحسين النظام الغذائي وتناول المكملات الغذائية التي يمكن أن تساعد على إبطاء الشيخوخة. أما لتجنب انتفاخات العينين، فعليك بالحصول على قسط كاف من النوم وتناول المكملات الغذائية المناسبة لتحسين صحة الجلد.
