يحاكي لغة البشر، يحول الأنظمة والآلات إلى عقول تدرك وتتفاعل ، لذلك صار الذكاء الاصطناعي من أهم التخصصات وأوسعها انتشارًا وطلباً في عصر الثورة التقنية. ولكن، على الرغم من ذلك يرى العديد من الطلبة أنه مجال مبهم، وربما يحتاج إلى مهارات خاصة لدراسته، وتستقطب العباقرة وذوي القدرات الذهنية الخارقة.
استطلعت "كل الأسرة" أراء طلبة متخصصين في دراسة الذكاء الاصطناعي، خلال الفعالية التي نظمتها جامعة هيريوت وات لمنح الطلبة نظرة ثاقبة حو الذكاء الاصطناعي، كما تعرفنا على أسباب دراسة بعض الطلبة للغة الباثيون البرمجية أثناء مشاركتهم ضمن مبادرة الجيل الرقمي، التابع لجمعية النهضة النسائية:
"أريد أن أكون من النساء الرائدات في هذا مجال الذكاء الاصطناعي"
ترددت ماري قاسم قبل خوض تجربة دراسة الذكاء الاصطناعي، خصوصا أن عائلتها كانت تأمل أن تدرس الطب أو الهندسة، "تخصصت في علوم حاسبات الذكاء الاصناعي، ولا أنكر إنها دراسة معقدة وليست سهلة على الإطلاق، خصوصا إننا نهتم بعقل الروبوتات، ولابد من خوض التجربة عمليا، وأحرص بشكل شخصي على حضور العديد من الورش العملية كي أدعم ما درسته نظريا، فأنا أريد أن أكون من النساء الرائدات من هذا المجال، وأن أثبت لعائلتي أن اختياري هو الأفضل، فهم ينتظرون ما سأفعل و الوظيفة التي سأعمل بها مستقبلا، وأنا أريد أن أكون مبتكرة ومخترعة لروبوتات تخدم البيئة وتنقذ البشرية، وأن أخلد إسمي كرائدة ومصنعة ومبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي".
"اخترت علوم الحاسب لصناعة ألعاب الكترونية تسعد العالم"
كطالب ذكي ومجتهد كان عمار زهير محتارا بين دراسة الطب وعلوم الكمبيوتر، " دراسة الطب تستغرق سنوات طويلة، ومكلفة إلى حد ما، لذا اتجهت لدراسة علوم الحاسب من أجل العمل في تخصص تطوير الألعاب الالكترونية، فهذا هو المستقبل، ومن جهة أخرى أرى انها صناعة مبهجة، وعلم يستحق خوض لغة وعلوم برمجية صعبة، ولكن المهم أنه مطلوب في وظائف المستقبل."
"المجال صعب للغاية و يحتاج إلى مواكبة لأنه يتطور سريعا"
اختار أمير منصور دراسة تخصص "الأمن السيبراني"، "علمت بأن الحصول على فرصة عمل في مجال "الأمن السيبراني"مضمون ورواتبه عالية جدا، ولكن بشرط أن يكون الشخص ذكيا ،مجتهدا ومبتكرا، فعندما اخترت أن أدرس هذا التخصص كنت أظن أنه تخصص سهل، ولكنه في الواقع صعب للغاية، ويحتاج لاجتهاد ومواكبة، خاصة أن المجال يتطور سريعا، ولا يمكن الاكتفاء بالمنهج الدراسي والأساسيات فقط".
"لغة الأرقام والرموز والخصوصية تدفعني لأكون جزءا من هذا العالم"
"اللغات الرقمية ستكون لغة الدراسة مستقبلا"
وتقول عائشه علي، وهي عضوة في برنامج "ابداع جيل"، "تجربتي في تعلم لغة البايثون كانت جيدة جداً، البرنامج مصمم بطريقة ممتازة، فقد تعلمت الأساسيات و أن أقرأ الكود، الأمر الذي خلق لدي رغبة في استكمال الدراسة، فنحن جيل التكنولوجيا، واللغات الرقمية ستكون هي لغة الدراسة مستقبلا، وقد طبقت ما تعلمته من البرنامج في مشاريعي، ودخلت في مجال تصميم المواقع".
"التردد في دراسة العلوم الرقمية البرمجية خطأ كبير"
يعمل صفوان الصلاحي في مجال "الميتافيرس" ويريد أن يعلم كل شيء يتعلق بهذه الصناعة، " تعلم لغة "الباثيون" ليست مطلوبة في مجال عملي حتى وإن كان يتعلق بالواقع الافتراضي و"الميتافيرس"، ولكنني أدرس لغة البرمجة من أجل أن اعرف كيف أتت هذه الصناعة، وكيف ستتطور. وللعلم، التردد في دراسة هذه العلوم الرقمية البرمجية خطأ كبير، فبمجرد الخوض فيها تتضح لديك الأمور المبهمة، وتشعر أنك جزء مما يحدث حولك من تطور تكنولوجي، التعلم لن يقتصر على أحد مستقبلا، ولكن المهم هو تحول هذه العلوم والأرقام لوظيفة وصناعة، وأن نقتحم عالم الأعمال المستقبلية من خلالها".
"تقنية الربوتات أصبحت جزءا مهم من تخصص الهندسة"
تدرس جوليا لويس هندسة الكهرباء، وتريد معرفة كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مهنة الهندسة، "تقنية الربوتات أصبحت جزءا مهم من تخصص الهندسة دراسيا وعمليا، للوصول للمناطق التي لا يمكن أن يصل إليها الإنسان، أو التي قد تعرض حياته للخطر، لذلك شاركت في ورشة جامعة هيريوت لفهم كيفية تطوير مهاراتي وتوسيع مداركي في تطبيق الذكاء الاصطناعي هندسيا، كي أخدم مهنتي والعالم فيما بعد".
"قدمنا تجربة إستثنائية ووجبة دسمة من المعرفة"