أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يكاد يتجزأ من مرحلة الطفولة، وربما كانت الرفيق الدائم للأطفال من جميع الفئات العمرية. لكن هل تساءلنا يوماً عن مدى تأثيرها في الطفل؟ خاصة وأنها عالم أعمق مما نتصور وليس فقط شخصيات وأشياء تتحرك على شاشة.
إذا كان طفلك محباً ومتعصباً لإحدى الألعاب الإلكترونية فهو ليس بمفرده. وفقًا لدراسة أجرتها جمعية برمجيات الترفيه، فإن كثيراً من الأسر يوجد بها طفل يلعب ألعاب الفيديو بانتظام مع سهولة الوصول إلى الألعاب بفضل الأجهزة المحمولة والألعاب المجانية، لذلك فليس من المستغرب أن يزداد إدمان الأطفال لتلك الألعاب.
إليك ما يجب معرفته عن اضطراب الألعاب، وكيفية مساعدة طفلك على التعافي:
via GIPHY
ما هو اضطراب الألعاب الإلكترونية؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية إضافة اضطراب الألعاب كمرض جديد، حيث يعترفون بها بأنها حالة صحية عقلية خطرة. يتم تعريف اضطراب الألعاب بأن الشخص المريض بذلك الاضطراب يعطي أولوية متزايدة لكلٍ من الألعاب الموجودة على الإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت على الأنشطة الأخرى، وتكون تلك الألعاب على أي منصة سواء كانت الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية أو ألعاب وحدة التحكم.
ماذا يترتب على ذلك؟
مجرد ممارسة الكثير من ألعاب الفيديو لا يعني تلقائيًا أن شخصًا ما لديه مشكلة، ولكن يكون اضطراباً عندما يعطي لها الأولوية على أي شيء آخر تقريبًا. من الملاحظ أن الأطفال الذين يعانون اضطراب الألعاب الإلكترونية يمارسونها طول الوقت، أثناء تناول الوجبات، في وقت متأخر من الليل، ويمضون أيامًا دون الاستحمام. ينعكس ذلك سلباً على علاقاتهم مع الأقران وتحصيلهم الدراسي، وسيكذبون بشأن مقدار ما يلعبونه. يقول الخبراء إن الأطفال من تلك الفئة غالبًا ما تتراجع لديهم الدافعية لإكمال المهام أو تحديد الأهداف المستقبلية.
متى يتم تحديد الحالة؟
يقول الخبراء إن ذلك السلوك يجب أن يكون واضحًا على الطفل لمدة 12 شهرًا على الأقل، ولا يمكن أن يكون بضع ساعات أو أيام قليلة هي من يحدد أنه مصاب بالاضطراب، نظرًا لأنها حالة سريرية لا يمكن إجراء التشخيص السريري لها إلا من قبل طبيب نفسي.
via GIPHY
كيف تساعد طفلك؟
ينصح الخبراء بأن على الوالدين محاولة تحديد نقاط القوة الأخرى التي يمتلكها الطفل وتشجيعه على العمل عليها، وفهم أهمية علاقاتهم عبر الإنترنت. يقل عدد الأصدقاء، خارج العالم الافتراضي، لدى الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً على الإنترنت.
ضع في اعتبارك أنك عندما تحاول الانتقال بطفلك من عالم الألعاب الإلكترونية إلى المجتمع الحقيقي فكأنما تغير له مجموعته الاجتماعية. كن داعمًا ومشجعًا وأنت تساعده في عملية التغلب على ذلك الإدمان، وتجنب المواجهة والأساليب العنيفة. الدعم ليس فقط في العثور على أنشطة جماعية جديدة حيث يمكنهم تكوين صداقات جديدة، ولكن أيضًا مساعدتهم على تحسين مهاراتهم الاجتماعية، وكن صبوراً، فقد يستغرق استبدال الألعاب بعادات جديدة بعض الوقت.
تساعد بعض المصادر الموجودة على الإنترنت على التخلص من إدمان الألعاب الإلكترونية. مجرد الدخول في بيئة الإنترنت يمكن أن يكون حافزًا لبعض الأشخاص الذين يعانون اضطراب ألعاب الإنترنت.
ما أهمية الأمر؟
تحذر الأبحاث العلمية من أن إدمان ألعاب الفيديو هو بالفعل شبيه بأنواع الإدمان الأخرى، فقد وجدت إحدى الدراسات أنها تؤثر في إفراز مستويات الدوبامين، ويمكن أن يؤدي الإفراط في اللعب أيضًا إلى إخفاء مشكلات الصحة العقلية، فمعظم الأشخاص الذين يستوفون بالفعل المعايير التشخيصية لاضطراب الألعاب يعانون أيضًا اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. تمنح ألعاب الفيديو هؤلاء المستخدمين منفذًا اجتماعيًا حتى لا يضطروا إلى مغادرة منازلهم.
اقرأ أيضًا: طفلي مدمن ألعاب إلكترونية .. ماذا أفعل؟