دخلت عالم الأعمال لتأخذ على عاتقها مسؤولية تأسيس شركة وإيجاد إمكانات وطنية في مجال التصميم الداخلي رغم الصعوبات لتتعلم من أخطائها وتضع لنفسها استراتيجيات وأهداف واضحة مكنتها من النجاح وأكسبتها الخبرة وثقة أصحاب العمل لتتجه نحو الأعمال التجارية.
هي المهندسة فريدة عبد الله قمبر العوضي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات وعضو مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال دبي، أول مصممة ديكور إماراتية، مُؤسِسة ورئيسة شركة «سنمار» للتصميم الداخلي، التقيناها لتطل بنا على جوانب كثيرة من عملها ومسؤولياتها وتستعرض لنا جوانب أخرى من حياتها الخاصة.
المهندسة / فريدة العوضي تصوير يوسف الامير
اتسمت نشأتك ببعض الخصوصية، ماذا تحدثيننا عنها؟
نشأت في دبي لأسرة كبيرة محافظة منحتنا حداً لا بأس به من الحرية والاختلاط، أفخر بأني عشت وإخوتي وأمي مع إخوتي من أمي الثانية «زوجة والدي» في منزل واحد، عمل والدي في تجارة المكائن والمعدات البحرية في الوقت الذي تميزت دبي عن غيرها من الإمارات الأخرى ودول الخليج المجاورة بوجود الخور الذي سهل عملية التجارة وشكل مصدر الحياة فيها، كان والدي من تجار السوق القلائل الذين جابوا العالم، تحلى بروح المنافسة والتطلع والنظرة الثاقبة.. ورغم بساطة البيئة التي اتسمت بها مدينة دبي في ذلك الوقت إلا أن والدي كان منفتحاً وحريصاً على أن نحصل جميعنا أولاد وبنات على التعليم بينما كان بقية الآباء يحرصون على تزويج بناتهم وهن صغار.
اقتحمت مجالاً غريباً عندما قررت دراسة التصميم الداخلي، ما الذي دفعك لذلك؟
بعد أن أنهيت الدراسة الثانوية كنت من الطالبات التي أنعم الله عليهن بالحصول على فرصة للدراسة في خارج الدولة، حصلت على دعم وتشجيع والدتي، واخترت دراسة التصميم الداخلي رغم حداثة التخصص في جامعة جورج واشنطن في أمريكا لشغفي للابتكار والتجديد ورؤية كل جميل وأهمية امتلاك إمكانات وطنية في هذا المجال وعدم الاعتماد على الشركات الأجنبية.
ما أبرز التحديات التي واجهتها؟
لا يمكن نكران احترام المجتمع الإماراتي للمرأة، إلا أن دخول عالم الأعمال هو اقتحام لعالم الرجال المنعزل بشكل كامل عن عالم النساء، هذا الأمر بحد ذاته شكل لي مشكلة كبيرة بسبب ضعف العلاقات والجهل بالسوق وعدم امتلاك الخلفية الإدارية وصعوبة كسب ثقة أصاحب المشاريع، لكن مع مرور الوقت تعلمت من أخطائي واكتسبت الخبرة ووضعت استراتيجية واضحة للعمل واتجهت نحو الأعمال التجارية التي أفخر بتنفيذ الكثير منها مثل المكتب الرئيسي لشركة ايبكو، وشركة إينوك وتنفيذ قاعة مؤتمرات تتسع لأكثر من 2400 شخص في الدوحة بدعم من زوجي الذي لم يبخل في تقديم النصيحة بحكم عمله في المجال المصرفي.
يهدف مجلس سيدات أعمال دبي الأخذ بيد المرأة والمنتج الإماراتي وخلق جسور تعاون ما بين سيدات الأعمال داخل الدولة وخارجها
ترأسين مجلس سيدات أعمال الإمارات، ما هي الأهداف التي تسعون لتحقيقها؟
بالإضافة لترأسي الدورة السادسة والحالية لمجلس سيدات أعمال الإمارات، أنا أحد المؤسسين للمجلس وأيضاً عضو مجلس سيدات أعمال دبي، للمجلس مهام كبيرة ودور كبير في تمكين المرأة في عالم الأعمال ليس داخل الإمارة فقط، فعلى الرغم من وجود مجالس محلية في الإمارات الأخرى إلا أنه يعد المظلة التي تضم باقي مجالس الإمارات الأخرى، لذلك يتشكل أعضاء مجلس الإدارة من سبع عضوات يمثلن سبع إمارات وسبع عضوات ينتخبن من الجمعية العمومية.
يهدف المجلس إلى الأخذ بيد المرأة والمنتج الإماراتي لخارج الدولة وتعريف العالم إلى سيدات الأعمال داخل الدولة وخلق جسور تعاون ما بين سيدات الأعمال داخل الدولة وخارجها، فهو المنصة التي تتعرف من خلالها سيدات الأعمال داخل الدولة إلى بعضهن البعض من خلال المجالس المحلية التي تقيم الدورات التثقيفية والإدارية وورش العمل التي تساعدهن على تحديث المعلومات والتعرف إلى كل ما هو جديد في العالم.
مع وزير الاقتصاد السابق سلطان المنصوري بمناسبة تكريم مجلس سيدات أعمال الإمارات كشريك استراتيجي
في مجال التصميم يتميز من يمتلك الإبداع والخبرة الطويلة، ما هي المقومات الأخرى التي تعتمدينها في تصميم أعمالك؟
يخال للجميع أن مجال التصميم مهنة سهلة وجميلة لما يشاهدونه في النتيجة النهائية، بينما يختلف الواقع عن ذلك بكثير، فهو يحتاج للكثير من الجهد والصبر والمثابرة والمعرفة والإبداع، وثقة بالنفس وقدرة على دراسة التصاميم ومعرفة شاملة وفكرة عامة عن عمل المهندس المدني والكهربائي والنجار، فهو شبيه بالمايسترو الذي يقود الفرقة الموسيقية.
كيف تنظرين لواقع المرأة الإماراتية في ظل التمكين الذي حصلت عليه؟
وصلت المرأة الإماراتية بفضل التمكين الذي حصلت عليه لمراكز متقدمة في جميع الميادين، تمكنت من إثبات وجودها ونالت احترام الجميع، نجدها اليوم في ميدان السياسية ودبلوماسية وعالمة ومدرسة وسيدة أعمال وطبيبة ومهندسة، جادة ومسؤولة وصاحبة رسالة، كل ذلك بفضل قادتنا وشيوخنا ورؤيتهم الثاقبة وحكمتهم.
أين تجدين بصمتك؟
تعد شركة «سنمار» الشركة الوطنية الوحيدة التي تعمل في التصميم الداخلي في الإمارات، تمكنا من تأسيس المجموعة المهنية للتصميم الداخلي وأفخر بكوننا الأعضاء الوحيدين في العالم العربي في المجموعة المهنية العالمية، كل ذلك تم بجهود فردية للسعي في أن تصل الإمارات بهذه المهنة إلى العالمية بمنح شبابنا الثقة والإحساس بقدرتهم على البناء. كنت أول مصممة ديكور إماراتية تمكنت إلى الآن من استضافة مؤتمرين على مستوى عالٍ من التقنية والتنظيم في دبي وبجهود شخصية، وأطمح عندما يطلب ذكر شخص مهم في التصميم الداخلي أن يكون الجواب هو: فريدة العوضي.