الوزيرة سارة الأميري
في يوم المرأة العالمي، نطل على مسيرة المرأة الإماراتية بوجهها العالمي حيث تؤشر المعطيات الإحصائية إلى الكثير من التقدم في المراتب العالمية سواء على صعيد التوازن بين الجنسين أو المشاركة في كل المجالات والميادين.
50 % من النساء في الفريق القيادي بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ
ونبدأ من الأحدث حيث الإمارات حققت الهدف بالوصول إلى قائمة أفضل 25 دولة في العالم في مؤشر التوازن بين الجنسين تبعاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020 (المركز 18 عالمياً والأول عربياً).
كما بلغت مشاركة المرأة في الحياة السياسية الأعلى عالمياً، مع رفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في مقاعد المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 % وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهي تشغل 9 حقائب وزارية في الحكومة الإماراتية (27% من مجموع الوزراء).
هذه الأرقام تدعم مشاركة المرأة في سوق العمل حيث تستحوذ على 66% من سوق العمل الحكومي وترتفع هذه النسبة إلى 75% في قطاعي التعليم والصحة، إلى جانب تبوئها للمرتبة الأولى في المشاركة بهيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
هذه المسيرة بوجهها العالمي تبدت بشكل أوضح وأكبر في قطاع الفضاء حيث تبلغ نسبة مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بنسبة 50% من الفريق القيادي و34% من إجمالي فريق عمل المشروع.
وفي استطلاع يواكب يوم المرأة العالمي، قراءة الواقع موجزة ومشرقة.. «جذور المرأة الثابتة وحفاظها على موروثها الثقافي زوداها بقوتها وحريتها وأضفت عليها رونقاً يتماهى مع صورتها المشرقة في كل الميادين والتي وصلت بها إلى العالمية».
الرجل هو الداعم الأول للمرأة والتوازن بين الجنسين أحدث فارقاً كبيرا
انخرطت المرأة الإماراتية في تمكين مجتمعها وفي مشاركات فاعلة على كافة الصعد أوصلت مسيرتها إلى العالمية. هذا الواقع ترصده ناعمة الشرهان، عضو المجلس الوطني والنائب الثاني لرئيس المجلس الوطني، «فالصور العديدة للمرأة سواء داخل الدولة أو خارجها أكبر مؤشر على وجودها، حيث مشاركتها بنسبة 50% مناصفة مع الرجل في المجال السياسي تحت القبة البرلمانية بفضل القيادة الرشيدة التي فتحت المجال أمام المرأة وحفزتها، إلى جانب مشاركتها الفعالة في كافة القطاعات».
تقول «إنجاز «مسبار الأمل» الذي يحسب للشباب الإماراتي وكذلك للشابات الإماراتيات وتقوده الوزيرة سارة الأميري، هو مؤشر قوي بأن أبناء الدولة رسموا خططهم بكفاءة وبتوجيه من قيادتهم الرشيدة». هذا الدعم هو أحد المؤشرات التي قادت ابنة الإمارات إلى السير بخطى ثابتة وبثقة استمدتها من القيادة الرشيدة «فالرجل هو الداعم الأول للمرأة والتوازن بين الجنسين أحدث فارقاً كبيراً، إلى جانب الكفاءات التي تهدف لتحقيق المركز الأول وما ترنو إليه قيادتنا الرشيدة».
الأرقام تعكس الواقع والحضور العالمي للمرأة وحفاظها على عاداتها «في هذا الزخم من الدعم القيادي، أجد أنه طالما فتح للمرأة المجال ننتظر منها الأكثر»، مثنية على عطاءاتها ومسيرتها كـ«سفيرة لبلدها تعكس تربيتها وقناعاتها».
لا نكهة للحديث عن المرأة الإماراتية قبل الوقوف احتراماً وتبجيلاً لرائدة نهضة المرأة الإماراتية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك
أتاحت له وظيفته الدبلوماسية على مدار 49 عاماً العمل في 12 دولة بعد أن عاصر السفير عبدالله محمد المعينة، وهو مصمم علم الدولة، بدايات نهضة المرأة «خلال النقاشات حول دورها، كانت المرأة الإماراتية دائماً هي التي تتصدر المشهد وكان الحديث عن سياسة تمكين المرأة في الإمارات ونتائجها، حيث الجميع يرغب في معرفة المزيد عن سر تفوق المرأة وقوتها في دولة لم تكمل عامها الخمسين وكأنها دولة تخطت مئات الأعوام».
ويروي «في أحد اللقاءات التي نظمتها ضمن نطاق عملي للتحدث عن سياسة تمكين المرأة في الإمارات، تبنت سيدتان من الحضور الفكرة في بلادهما لإعجابهما بالنتائج التي حققتها سياسة حكومة الإمارات لتمكين المرأة».
يؤكد المعينة تأثير المغفور له بإذن الله الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في منظومة الحاضر، في ظل دعوة الأجيال إلى التمسك بأصالتها وباعتبار المرأة شريكة الرجل في بناء التنمية ونهضة الوطن «لا نكهة للحديث عن المرأة الإماراتية في اليوم العالمي للمرأة قبل الوقوف احتراماً وتبجيلاً لصاحبة الرؤية البعيدة وملهمة الأعمال الريادية رائدة نهضة المرأة الإماراتية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي كانت الركيزة الأساسية في نهوض المرأة في الإمارات والداعمة الأكبر لسياسة تمكينها».
نجاح المرأة الإماراتية وتفوقها محلياً وعربياً ودولياً جاء نتيجة محافظتها على عاداتها وتقاليدها الأصيلة
يذكر خالد الظنحاني، شاعر وكاتب إماراتي ورئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، موقفاً يعبر عن حضور المرأة الإماراتية «أثناء إلقائي محاضرة عن الثقافة الإماراتية في العاصمة الألمانية «برلين» مؤخراً، سألتني إحدى الحاضرات عن فاعلية المرأة الإماراتية في مجتمع محافظ كمجتمع الإمارات ورأت أن هناك قيوداً اجتماعية تحد من تطور المرأة الإماراتية، فأجبتها أن لا قيود على المرأة في الإمارات، وإذا اعتبرتِ أن عادات وتقاليد البلد قيود فنحن نعتبرها ميزة، فنجاح المرأة الإماراتية وتفوقها محلياً وعربياً ودولياً جاء نتيجة محافظتها على عاداتها وتقاليدها الأصيلة».
يشرح الظنحاني هذا البعد «فمنذ قيام اتحاد دولة الإمارات، عمل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على دعم المرأة الإماراتية بشتى الوسائل والإمكانات، حيث أمر بتأسيس «جمعية نهضة المرأة الظبيانية» عام 1973، ثم «الاتحاد النسائي العام» عام 1975، والذي وحد صوت المرأة في الإمارات، وجعل لها مظلة رسمية، وأسند هذه المهمة لـ «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي استلهمت فكر «زايد الخير»، وقادت مسيرة عمل المرأة الإماراتية صوب دروب التميز والفخر والعزة والارتقاء».
يخلص الظنحاني «المرأة الإماراتية تقف دوماً في أعلى القمم، وستبقى راية فخر ومبعث نور تضيء طريق نساء الأرض».
سر نجاح المرأة هو دعم أهلها لها والحفاظ على عاداتها وتقاليدها
لطالما أطلت بصورة تزاوج بين الأناقة والأصالة. تلفت مريم فكري، المذيعة في تلفزيون الشارقة، إلى المثل الإماراتي «اللي ماله أول ماله تالي»، لتؤكد أن المرأة الإماراتية استندت إلى هذا الماضي الراسخ لتحقيق هذه الإنجازات وحضورها الإقليمي والعالمي ولتظل، في الوقت عينه، ملتزمة بالعادات والتقاليد التي نشأت عليها ومحافظة على الحجاب والعباءة.
فالوصول إلى القمة والنجاح لا يعني أن تترك المرأة ما تربينا عليه من عادات وتقاليد، تؤكد فكري، مشيرة إلى أن «سر نجاح المرأة هو دعم أهلها لها والحفاظ على عاداتها وتقاليدها».
تقول «كنساء إماراتيات، قدوتنا هي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك؛ رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، فهي الداعم الأول لنا إذ حرصت على وضع أطر واضحة لمجالات عمل الاتحاد النسائي العام لتمكين المرأة في مختلف المجالات، وهي قدوة لنا في التشبث بعاداتنا وتقاليدنا وبالزي الإماراتي».
وتضيف «بالنسبة لي، يجسد الزي الإماراتي التقليدي الهوية بما تتضمنه من عادات وتقاليد ومعتقد إسلامي وبما يتسم به من احتشام، تراث، أصالة وجمال».
اقرأ أيضًا:
حكاية 5 إماراتيات اخترقن بأحلامهن الفضاء
الإماراتيات يخترقن مجال الطاقة النووية السلمية