هل عانيت في أي وقت مضى السعال المزعج أو نوبة العطس في المنزل؟ يمكن أن تكون الأسباب موجودة حولك وتعيش بينها ليلاً ونهاراً دون أن تعلم أنها السبب وراء ما يجري لك.
حينما يواجه أحدنا مشكلة في التنفس أياً كانت فإنه غالباً ما يلقي باللائمة على عوامل خارجية وفي مقدمتها الهواء الذي يتنفسه خارج المنزل.
ولكن في الحقيقة، يمكن أن السبب في داخل المنزل، حيث إن الأثاث والتجهيزات المنزلية لها تأثير كبير فيما يدخل في رئتينا وما ينفذ إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى ردود فعل تحسسية وتضر بصحة الجهاز التنفسي.
على سبيل المثال، في بريطانيا وحدها تقول الإحصاءات إن هناك ما يقارب من 5.4 مليون شخص يعانون الربو و1.4 مليون يعانون مرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يشمل انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن. ويقول العلماء هناك إن التلوث، في الداخل والخارج على حد سواء، هو عامل كبير في الصحة المتدهورة للجهاز التنفسي في البلاد.
يشير الخبراء إلى أن الكثير من الناس لا يدركون خطورة التلوث الداخلي. إذ ليس دخان عوادم السيارات هو المتهم الوحيد فيما يجري للصحة التنفسية، فالجسيمات المنبعثة من بعض مستلزمات منازلنا ومنتجاتنا اليومية التي نبتاعها ونحضرها إلى المنزل، تؤدي هي الأخرى أحياناً إلى نوبات الربو وردود الفعل التحسسية. وتتزايد الأدلة تدريجياً على أن هذه الجسيمات يمكن أن تسبب أيضاً أمراضاً في الجهاز التنفسي. تشمل الأعراض سعالاً لا يختفي ويبقيك مستيقظاً في الليل أو أزيزاً أو ضيقاً في التنفس. كما يعد ضعف التهوية، والعفن ومواقد الغاز من بين العوامل الرئيسية المسببة لأمراض الرئة ونوبات الربو القاتلة.
ولكن هناك الكثير غيرها أيضاً. حيث يحذر الخبراء من استخدام مواقد الحطب والسجائر الإلكترونية والتدخين داخل المنزل، لحماية صحة الرئة. وهناك كذلك العديد من الأشياء الأخرى التي لا يعرفها الناس والتي تساهم في تلوث الأماكن المغلقة وتضع المواد المسببة للحساسية والجزيئات الخطرة، المسماة (المركبات العضوية المتطايرة)، في الهواء.
من المرجح أن تستنشق الجزيئات الدقيقة الموجودة في أشياء المنزل مثل منتجات التنظيف أو بخاخات مزيل العرق أو حتى الشموع المعطرة، وهذه المخاطر الصحية لا تواجه فئة عمرية محددة بل جميع الأعمار، ولكن بشكل خاص الأطفال الذين تكون رئتهم أصغر وتتنفس بشكل أسرع، لذا يمكنهم امتصاص المزيد من الجزيئات غير المرئية التي تطفو من حولهم.
يمكن لبعض أجهزة مراقبة الهواء اكتشاف المركبات العضوية المتطايرة، لذلك يجب دائماً تسمية المركبات العضوية المتطايرة على ملصقات المنتجات.
لنأخذ مثلاً الربو التحسسي، حيث تسبب الحساسية نوبات الربو، وهو أكثر أنواع الربو شيوعاً بين الأطفال. فإذا لاحظت أن شيئاً ما يتسبب في ظهور أعراض هذا الربو وأنها تزداد سوءاً ولا يتم التخلص منها باستخدام جهاز الاستنشاق بوصفة طبية، فابحث عن موعد مع طبيب عام في أسرع وقت.
لا يوجد دليل قوي حقاً على أن أجهزة تنقية الهواء تعمل رغم أنها باهظة الثمن، لذا بدلاً من ذلك، يشجع الأطباء الأشخاص على تناول أدويتهم أو طلب نصيحة الطبيب إذا لم يكن لديهم تشخيص مسبق وظهرت عليهم بعض الأعراض.
الرواق
الطلاء المستخدم على جدرانك مملوء بمركبات عضوية متطايرة بسبب العوامل المستخدمة لتثبيت اللون وجعله لامعاً. يمكن أن تؤدي إلى الحساسية، مما يسبب حكة في العينين أو الجلد، ويسد المسالك الهوائية ويؤدي إلى نوبات الربو.
اختر طلاء مائياً يحتوي على نسبة منخفضة من المركبات العضوية المتطايرة، ولكن كن على علم أنه لا يزال من الممكن أن يؤدي إلى ردود فعل تحسسية، لذلك افتح النوافذ أثناء عملية الطلاء.
غرفة النوم
على الرغم من أن هناك أشخاصاً لا يعانون حساسية تجاه الغبار، فإنهم يعانون حساسية تجاه عث الغبار الذي يمكن أن يتجمع بسرعة في الدمى الناعمة والفراش. لذلك عليك أن تغسلها بانتظام، من الناحية المثالية مرة واحدة في الأسبوع، أو كلما أمكنك ذلك. سيؤدي القيام بذلك إلى منع نوبة «الحساسية»، خاصة بين الأطفال الذين لديهم رئتين أصغر وربما يعانون الربو التحسسي.
الحمام
على سبيل المثال، منتجات التنظيف وبخاخات الجسم ومزيلات العرق، يمكن أن تنشر قدراً كبيراً من المركبات العضوية المتطايرة في الهواء. تجنب أي شيء يحتوي على أسطوانة غاز أو حشوة دافعة. كما يمكن للروائح أيضاً أن تزيد من الحساسية عندما تدخل جزيئاتها إلى مجرى الدم. ويحتوي طلاء الأظافر مثلاً وطلاء الجدران، على المركبات العضوية المتطايرة لجعله يلتصق ويظهر لامعاً.
صالة الجلوس
تحتوي الأبخرة الناتجة عن حرق الشموع المعطرة على مسببات الحساسية التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحساسية، بما في ذلك الربو. كما يمكن أن يشكل الأثاث خطراً كبيراً نظراً لأن العديد من القطع تحتوي على الفورمالديهايد، وهو عنصر آخر من المركبات العضوية المتطايرة. لذلك تحقق من الملصق الخاص بالطاولات والكراسي بحثاً عن الخالية من الفورمالديهايد، خاصة إذا كانت لديك حالة صحية موجودة مسبقاً، حيث يمكن أن تزداد سوءاً.
المطبخ
يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في منتجات التنظيف بالإضافة إلى الغاز الموجود في قناني الوقود البخاخة أن تترك المسالك الهوائية مسدودة وتزيد من المخاط وتزيد من الحساسية أو الربو. افتح النوافذ أثناء التنظيف، وانتبه إلى ما تطبخه أيضاً، إذ يمكن أن يؤدي تحضير الوجبات بالغاز إلى حدوث تفاعلات من الجزيئات المحترقة التي تنبعث منها. واحذر من المركبات العضوية المتطايرة من طلاء المقالي غير اللاصقة.