محاولة إنقاص الوزن أكثر من مجرد لعبة أرقام، فهي تتعلق أيضاً بالتأكد من أن قراراتك صائبة فيما يتعلق باتخاذ خيارات حياة صحية، مثل الحصول على العناصر الغذائية الجيدة وممارسة النشاط البدني لمدة خمسة أيام على الأقل في الأسبوع. وإذا كان الرقم الموجود على الميزان لا يزال مهماً بالنسبة لك، أو إذا كنت بحاجة إلى القليل من التحفيز، فإن مراقبة وزنك قد تكون مفيدة في رحلة نمط حياتك الصحي.. ولكن كيف يجب عليك وزن نفسك؟ ومتى تفعل ذلك؟ وكم مرة؟
متى يجب أن تزن نفسك؟
أفضل وقت لوزن نفسك هو عند استيقاظك في الصباح بعد الذهاب إلى الحمام، ولكن قبل أن تأكل أو تشرب أي شيء. والسبب في ذلك هو أن جسمك كان لديه ما يكفي من الوقت لهضم جميع الأطعمة والمشروبات التي تناولتها في اليوم السابق أثناء نومك.
عندما تزن نفسك في الصباح، فأنت تكون مرتدياً أقل قدر ممكن من الملابس، أو على الأقل نفس الملابس كلما وقفت على الميزان.
كم مرة يجب أن تزن نفسك؟
تظهر العديد من الدراسات أن وزن نفسك بشكل منتظم يؤدي إلى أكبر التغيرات في الوزن. يحب بعض الأشخاص وزن أنفسهم يوماً واحداً في الأسبوع، بينما يحب البعض الآخر وزن أنفسهم كل صباح. إن عدد المرات التي تفضل فيها وزن نفسك أمر متروك لك تماماً. فقط كن متسقاً.
تشير دراسة أجريت عام 2019 إلى أن القياسات اليومية تؤدي إلى فقدان أكبر للوزن مقارنة بمجموعات الأشخاص الذين لديهم أنماط أقل تكراراً. والميزان الموجود على الأرض ليس أداة القياس الوحيدة المتاحة لك. إذ تشير دراسة أجريت عام 2021 إلى أن استخدام أنظمة المراقبة الذاتية الرقمية (مثل الساعات الذكية وتطبيقات اللياقة البدنية وأجهزة التتبع) ارتبط بفقدان أكبر للوزن مقارنة بالتتبع عن طريق القلم والورقة، ويمكن أن تكون أجهزة التتبع أكثر فائدة من برنامج فقدان الوزن القياسي.
في الواقع، وفقاً لدراسة أجريت عام 2017 نظرت في مساهمة المراقبة الذاتية في فقدان الوزن، وجد الباحثون ظهور نتائج أكثر إيجابية عندما يكون هناك مزيج من السلوكيات المتسقة، مثل وزن نفسك بانتظام، وتسجيل تغذيتك، وممارسة ما لا يقل عن 60 نشاطاً عالياً لمدة 60 دقيقة على الأقل في الأسبوع.
تشير كل هذه الدراسات إلى أنك إذا حافظت على ثباتك في كيفية وزن نفسك، فلديك فرصة أكبر لإجراء تغييرات إيجابية في ما تأكله، وعدد المرات التي تأكل فيها، ومدى نشاطك بمرور الوقت. قد يكون كل هذا بسبب الفكرة البسيطة المتمثلة في محاسبة نفسك على روتين منتظم.
إن وزن نفسك بانتظام يمكن أن يساعدك على البقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهدافك المتعلقة بفقدان الوزن أو التحكم في الوزن، الأمر أشبه بوجود ميزانية أسبوعية، إذا تجاوزت ميزانيتك لمدة أسبوع واحد، فأنت تريد أن تعرف ذلك حتى تتمكن من إصلاحها. إذا لم تدرك أنك تنفق أكثر من اللازم كل أسبوع، فسيزداد الأمر سوءاً.
إذا اخترت أن تزن نفسك بشكل يومي، فتأكد من أنك تزن نفسك في نفس الوقت كل يوم وترتدي نفس الملابس أو لا ترتدي شيئاً على الإطلاق، وأنك تستخدم نفس الميزان في كل مرة. إذا اخترت أن تزن نفسك مرة واحدة في الأسبوع، فلا بأس بذلك أيضاً، فقط تأكد من محاولة وزن نفسك في نفس الأيام أو أيام مماثلة، أي يوم الأربعاء من كل أسبوع على سبيل المثال، بدلاً من يومي الجمعة والاثنين.
يتبع العديد من الأشخاص روتيناً مختلفاً في عطلات نهاية الأسبوع، قد يأكلون أكثر في الخارج، ويشربون أكثر أو يتناولون وجبات خفيفة أكثر. قارن يوم الاثنين بيوم الجمعة، حيث قضيت أربعة أو خمسة أيام من الأنشطة وأنماط الأكل المتسقة، وستلاحظ فرقاً كبيراً بين اليومين.
من المهم أيضاً ملاحظة أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، قد لا تكون مراقبة هذه الأرقام عن كثب هي أفضل شيء. تشير دراسة أجريت عام 2020 إلى أن أكبر عائق أمام إدارة الوزن الخاضع للمراقبة الذاتية هو سوء فهم التقلبات اليومية في وزنك، وعدم القدرة على رؤية الصورة الأكبر لكيفية تغير وزنك بمرور الوقت ونسيان أخذ القياسات باستمرار.
ضع في اعتبارك أن وزنك لا يعكس التغيرات في الدهون في الجسم فحسب، ولكنه يعكس أيضاً التغيرات في العضلات واحتباس الماء.
على سبيل المثال، إذا بدأت في ممارسة المزيد من التمارين، فقد يرتفع وزنك لأنك تكتسب عضلات وهو أمر جيد! يمكن أن تؤثر كمية الملح أو الكربوهيدرات التي تتناولها أيضاً في مقدار وزن السوائل لديك، وكذلك تناولك لبعض الأدوية.
إن توقع اختلاف وزنك بمقدار رطل أو رطلين من يوم لآخر، على الرغم من السعرات الحرارية التي تناولتها أو حرقتها في اليوم السابق، أمر واقعي وصحي. وإذا كان لديك تاريخ من اضطرابات الأكل أو كان لديك أي قلق بشأن الصعود على الميزان، فإن تجنب هذه الأرقام والتحدث إلى أخصائي يمكن أن يكون مفيداً. أهم شيء في أي رحلة حياة صحية هو معرفة أي الإجراءات الروتينية تناسبك بشكل أفضل والتأكد من أن روتينك لا يعيق أي تقدم إيجابي.
يعمل الميزان كأداة قياس لتشجيع استكشاف سلوكك واختياراتك، ولكن حاول بأي ثمن تجنب الحكم على نفسك بناء على رقم. بدلاً من ذلك، حدد أهدافاً صغيرة وواقعية لتغيير السلوك ويمكنك قياسها خلال فترة زمنية محددة. بإمكانك التحكم بهذا الأمر، تأكد من منح نفسك الشعور بنشوة النصر. فمجرد إحراز التقدم، حتى لو لم تحقق الأهداف بشكل مثالي، يعد بمثابة نصر.
أي يوم هو الأفضل لوزن نفسك؟
يقول البعض إن أفضل يوم في الأسبوع لوزن نفسك هو في منتصف الأسبوع، لأنه يمثل نقطة منتصف جيدة لمعرفة موقعك وكيف يمكنك التكيف وفقاً لذلك. لكن يرى بعض الخبراء أنك لست مرتبطاً بأي يوم محدد، وأن وزن نفسك يوم الجمعة قد يكون خياراً أفضل. يحب الكثير من الناس معرفة وزنهم يوم الجمعة لأن لديهم روتيناً ثابتاً طوال الأسبوع، فأنت ترى وزنك بعد أن تلتزم بالروتين لمدة ستة أيام. وبعد ذلك، يمكنك تعديل روتينك إذا كنت بحاجة إلى ذلك.
ضع في اعتبارك أن التغيرات المفاجئة في وزنك ليست ممكنة دائماً. من الشائع أن يتقلب وزنك ضمن نطاق 5 رطل. ولكن إذا اكتسبت الوزن «بين عشية وضحاها» وتشعر بالانتفاخ، فقد يكون ذلك نتيجة احتباس الماء، بسبب:
- تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم.
- شرب سوائل كثيرة.
- السفر، بما في ذلك الطيران أو القيادة لمسافات طويلة.
- متلازمة ما قبل الحيض أو الدورة الشهرية.
يمكن أن يزيد الإمساك أيضاً من زيادة الوزن المفاجئ. ولكن إذا كنت تحتفظ بالمياه دون سبب واضح، فيجب عليك التحدث إلى الطبيب.
كيف تزن نفسك بشكل صحيح؟
تذكر، طالما أنك ثابت على منوال واحد، لا يمكن أن تخطئ كثيراً في وزن نفسك إذا ما اتبعت الخطوات السهلة التالية:
- قم بوزن نفسك أول شيء في الصباح.
- ارتداء القليل من الملابس أو عدم ارتداء الملابس على الإطلاق، أو ارتداء نفس الزي في كل مرة.
- ضع الميزان بشكل مسطح على أرضية صلبة. يمكن أن تؤدي إمالة الميزان أو وضعه على السجادة إلى قراءة غير دقيقة.
- قم بتوزيع وزنك بالتساوي من خلال الوقوف منتصباً والثبات على الميزان مع إبقاء القدمين متباعدتين بشكل متساو. للحصول على قراءات أكثر دقة، قم بذلك حافي القدمين.
هل وزنك هو العامل المهم الوحيد؟
وزنك ليس هو الشيء الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بصحتك العامة، ولكنه جزء صغير من اللغز.
خلال أي رحلة صحية، هناك أكثر من طريقة لقياس النجاح. إن الميزان هو مجرد عامل واحد، ولن يعكس كل التغييرات الإيجابية التي تجريها. تشمل مقاييس النجاح الأخرى الاعتراف بالخيارات الغذائية الصحية والتركيز على الفوائد العقلية والجسدية لممارسة التمارين الرياضية بانتظام.