من المعروف والواضح للأغلبية منا، أن مناطق معينة، في المنزل أو المكتب، هي أكثر قذارة من غيرها، مثل مقاعد المراحيض، وسِلال القمامة. ولكن ستفاجأ حينما تقرأ هنا وجود أشياء تلمسها كل يوم وهي قذرة، بحيث يمكن أن تصيبك بالـ«القرف»، والمرض.
عربات التسوّق.. بكتيريا أكثر من المرحاض أحياناً!
يمكن أن تكون عربات التسوق مغطاة بالبراز، وتحتوي أحياناً على بكتيريا أكثر من تلك الموجودة في مقعد المرحاض.
على سبيل المثال، شارك الدكتور كونال سود، طبيب الألم الحاد والمزمن، في ولاية ماريلاند، مقطع فيديو على TikTok لمتابعيه البالغ عددهم مليوني شخص، يحذّر فيه من مخاطر عربات التسوق.
وادّعى الدكتور سود أن عربات متاجر البقالة يمكن أن تكون مصدراً للعدوى، مثل أمراض اليد، والقدم، والفم، والتي تسبب تقرحات الفم، وطفحاً جلدياً، على اليدين والقدمين.
واستشهد بدراسة أجرتها جامعة أريزونا التي وجدت أن أكثر من 75 في المئة من عربات التسوق أثبتت وجود بكتيريا برازية عليها.
وقال الدكتور سود «لقد أظهرت الدراسة أن عربات التسوق كانت أكثر قذارة من المراحيض، لأن المراحيض كانت أكثر عرضة للتنظيف من عربات التسوق». وأوصى باستخدام منديل مطهر لتنظيف العربة قبل استخدامها.
الهاتف المحمول.. مكوّرات عنقودية بسبب الحمام
في الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت بيانات من شركة Zippia أن المواطن الأمريكي العادي يتفقد هاتفه نحو 96 مرة في اليوم، أو مرة واحدة كل 10 إلى 12 دقيقة.
هذا الاستخدام المكثف للهاتف المحمول قد يجعلك عرضة لعدة أنواع من البكتيريا، بما في ذلك المكوّرات العنقودية، التي تسبب عدوى المكورات العنقودية، وعدوى أخرى مقاومة للمضادات الحيوية، يمكن، إلى حد كبير، أن تنتشر إلى مجرى الدم، والرئتين، والقلب، والعظام، والمفاصل، إذا تركت من دون علاج.
كما وجدت دراسة نشرت في مجلة Germs أن الهواتف المحمولة لطلاب المدارس الثانوية كانت تحتوي على 17000 نسخة جينية بكتيرية. وأظهرت الأبحاث التي أجرتها جامعة أريزونا، أن الهواتف المحمولة تحتوي على بكتيريا أكثر بعشر مرات من معظم مقاعد المراحيض. لذلك فإن غسل يديك وإبقاء هاتفك خارج الحمام، والذي يمكن أن يحتوي المزيد من البكتيريا، يمكن أن يساعد في تقليل تعرضك للجراثيم.
حامل فرشاة الأسنان.. أرض خصبة للجراثيم
على الرغم من أن فرشاة الأسنان تهدف إلى الحفاظ على نظافة أسنانك، إلا أن حامل فرشاة الأسنان نادراً ما يتم تنظيفه، ما يجعله أرضاً خصبة لتكاثر الجراثيم، لأن الحامل يتلامس مع فرشاة أسنان مبللة مرتين، على الأقل، يومياً، وهذه الرطوبة تسمح بنمو الخميرة، والعفن.
أظهرت النتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العامة والأمان المستقلة، أن أكثر من ربع حاملات فرشاة الأسنان تؤوي أنواعاً من البكتيريا، مثل E.coli، الإشريكية القولونية، وهي بكتيريا توجد عادة في أمعاء الحيوانات، مثل الأبقار والماعز والأغنام والغزلان، وفي حين أن معظمها غير ضار، إلا أن بعضها يمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض المعدية المعوية، بما في ذلك تقلصات المعدة، والإسهال الدموي، والتقيؤ.
فناجين القهوة المكتبية.. بكتيريا قولونية
قد يتم شطف فنجان القهوة الذي تحتفظ به في المكتب، في نهاية اليوم، لكنه لا يزال ملاذاً للجراثيم.
أشارت دراسة من جامعة أريزونا، إلى أن هذا قد يكون بسبب إسفنجات المطبخ المشتركة التي نادراً ما يتم تغييرها. ويمكن أن تحمل هذه الفناجين البكتيريا القولونية، والتي تشمل الإشريكية القولونية.
ويقول الأطباء إن إضافة السكّر والكريمة إلى قهوتك يمكن أن يؤدي إلى وجود المزيد من البكتيريا الكامنة، لأن «السوائل الراكدة يمكن أن تشجع مسببات الأمراض البيئية، خاصة العفن، على النمو».
لذلك فإن إحضار الكوب إلى المنزل وغسله في غسالة الأطباق يمكن أن يقتل تلك البكتيريا، بسبب تعرضه للبخار والحرارة العالية.
كعكة عيد الميلاد.. بكتيريا من نفخ الشموع
يبدو إطفاء الشموع في عيد ميلادك أمراً بريئاً وجميلاً وحميمياً، ولكن عندما تقوم مجموعة كاملة بتقديم المساعدة لك بالنفخ على شموع الكعكة، فقد يؤدي ذلك إلى خروج كميات هائلة من البكتيريا.
وجدت دراسة أجريت عام 2017 في مجلة أبحاث الغذاء الأمريكية، أنه عندما تطفئ الشموع، فإنك تنشر بكتيريا بنسبة 1400 في المئة، أي 15 مرة أكثر، على الزينة مما لو لم يتم إطفاؤها بطريقة أخرى غير النفخ.
وأكد الدكتور بول داوسون، خبير سلامة الأغذية في جامعة كليمسون الذي أجرى الدراسة، إن كمية البكتيريا تختلف كثيراً من شخص إلى آخر، بناء على مدى «قذارة» الشخص عند إطفاء الشموع، ويضيف «هذا يحدث بالفعل. لا أعرف احتمالية حدوث ذلك، ولكن في الواقع إذا كان هناك شخص ما، مريضاً وينفخ في كعكة عيد الميلاد، فسيكون هناك انتقال للبكتيريا». ومع ذلك، يرى هذا الطبيب أنه من غير المحتمل أن يكون تناول هذه الكعكة خطراً، إلا إذا كنت تعاني ضعف المناعة، أو كنت من كبار السن، أو لديك مرض كامن.
غسل الملابس.. فيروسات تظل حية في الغسالة
على الرغم من أن غسل الملابس يهدف إلى إزالة الأوساخ والملوثات من الملابس، إلا أن الأبحاث المنشورة في مجلة Applied and Environmental Microbiology أظهرت أن العديد من الفيروسات يمكنها البقاء على قيد الحياة خلال دورة الدوران في الغسالة.
ووجد الباحثون أن الفيروسات الغدانية، والفيروسات العجلية، والتهاب الكبد الوبائي أ، جميعها تعيش خلال عملية الغسل والتجفيف.
والفيروسات الغدية هي مجموعة من أمراض الجهاز التنفسي التي تؤدي إلى السعال والحمى وسيلان الأنف والالتهاب الرئوي. أما فيروس الروتا شديد العدوى، ويصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة، فهو يؤدي إلى الإسهال الشديد والقيء والبراز الأسود، حيث يقتل ما بين 20 إلى 40 طفلًا سنوياً، في أمريكا وحدها، مقارنة بـ600 ألف طفل في جميع أنحاء العالم.
إذا تركت الملابس مبللة لأكثر من 30 دقيقة، فمن الأفضل القيام بدورة غسل أخرى على حرارة عالية لقتل الجراثيم المتبقية. وأيضاً، إذا كنت تقوم بطيّ ملابس نظيفة على سطح ما، فتأكد من مسح هذا السطح أولاً.