لمناسبة شهر التوعية بهذا المرض.. أسباب وأعراض وتشخيص سرطان عنق الرحم
تشير معلومات منظمة الصحة العالمية إلى أن سرطان عنق الرحم يأتي في المرتبة الرابعة بين السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء، عالمياً. وتوجد أعلى معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم والوفيات الناجمة عنه في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بسبب ضعف الرعاية الصحية، علاوة على القيود الاجتماعية والاقتصادية هناك. إذ يمكن شفاء سرطان عنق الرحم في حالة تشخيصه بوقت مبكر، وعُولج على الفور. كما أن التطعيم ضد الفيروس المسبب له من الأساليب الفعالة للوقاية منه.
ما هو سرطان عنق الرحم؟
يحدث سرطان عنق الرحم عندما تتغير الخلايا في عنق الرحم الذي يربط الرحم بالعضو التناسلي. ويمكن أن يؤثر هذا السرطان في الأنسجة العميقة لعنق الرحم، وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وغالباً ما يصل إلى الرئتين، والكبد، والمثانة، والعضو التناسلي، والمستقيم.
تنجم معظم حالات سرطان عنق الرحم عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي يمكن الوقاية منه باللقاح.
ينمو سرطان عنق الرحم ببطء، لذلك عادة ما يكون هناك وقت لاكتشافه، وعلاجه، قبل أن يسبب مشاكل خطرة. ومن المرجح أن يصاب به أولئك الذين تراوح أعمارهن بين 35 و 44 عاماً، ولكن أكثر من 20% من الحالات الجديدة تصيب النساء فوق سن 65 عاماً، خاصة اللواتي لم يخضعن لفحوصات منتظمة.
أنواع سرطان عنق الرحم
يمكن أن يوجد سرطان عنق الرحم بأكثر من شكل، بما في ذلك:
- سرطان الخلايا الحرشفية: يتشكل هذا في بطانة عنق الرحم. وتم العثور عليه في نحو 90٪ من الحالات.
- السرطان الغدّي: يتشكل هذا في الخلايا التي تنتج المخاط.
- السرطان المختلط: وهذا له ميزات النوعين الآخرين.
ما الذي يسبب سرطان عنق الرحم؟
يبدأ سرطان عنق الرحم بتغيّرات غير عادية في الأنسجة. وترتبط معظم الحالات بالعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري. وهناك أنواع مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تسبب الثآليل الجلدية، والثآليل التناسلية، واضطرابات الجلد الأخرى. ويرتبط البعض الآخر بسرطانات العضو التناسلي، للمرأة والرجل، والشرج، واللسان، واللوزتين.
يصاب بعض الأشخاص النشطين جنسياً بفيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة ما. وفي معظم الأحيان، يختفي من تلقاء نفسه. ولكن إذا لم تختف العدوى، فقد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم.
عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم
قد تكونين أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم إذا كنت:
- تتناولين حبوب منع الحمل، خاصة لمدة أطول من 5 سنوات
- تدخنين
- أن يكون جهازك المناعي ضعيفاً، وبالتالي يصبح جسمك أقلّ قدرة على مقاومة العدوى
- الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً
- لم يتم تطعيمك ضد فيروس الورم الحليمي البشري
- أن تكوني تعرّضت لثلاث حالات حمل، أو أكثر
- تعانين السمنة المفرطة، ما قد يزيد من صعوبة تشخيص سرطان عنق الرحم
- عدم خضوعك لفحص الكشف عن سرطان عنق الرحم
أعراض سرطان عنق الرحم
قد لا تلاحظين أعراض سرطان عنق الرحم إلا بعد مرور فترة طويلة. وتشمل العلامات المبكرة لسرطان عنق الرحم ما يلي:
- الألم عند الممارسة الحميمة مع الزوج
- نزيفاً مهبلياً غير عادي، مثل حدوث نزيف بعد الممارسة الحميمة، أو بين الدورات الشهرية، أو بعد انقطاع الطمث، أو بعد فحص الحوض.
- إفرازات مهبلية غير عادية تكون مائية ودموية و/أو ذات رائحة قوية
بعد انتشاره، يمكن أن يسبب سرطان عنق الرحم:
- آلاماً في الحوض
- صعوبة في التبوّل
- تورّم الساقين
- فشلاً كلوياً
- آلامَ العظام
- فقدان الوزن وقلّة الشهية
- تعباً
- آلام الظهر
- آلاماً في المعدة
فحص سرطان عنق الرحم
تشمل اختبارات الكشف عن سرطان عنق الرحم اختبار مسحة عنق الرحم، واختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري.
مسحة عنق الرحم: وهذا جزء من فحص الحوض المنتظم للمرأة. تقوم طبيبتك بجمع الخلايا من سطح عنق الرحم، ثم يتم فحصها في المختبر الطبي، وإذا اكتشف أي شيء غير عادي، فستعمل طبيبتك على إخراج جزء من أنسجة عنق الرحم، وهو إجراء يسمى الخزعة.
اختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري: تأخذ طبيبتك خلايا من عنق الرحم، ثم تفحصها في المختبر لمعرفة ما إذا كانت مصابة بأي من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم. يمكن إجراء اختبار الحمض النووي في نفس وقت إجراء مسحة عنق الرحم، أو بعد ذلك في حالة ظهور نتائج غير طبيعية لاختبار عنق الرحم.
كيف يتم تشخيص سرطان عنق الرحم؟
إذا أظهر اختبار عنق الرحم و/أو اختبارات الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري، علامات على وجود خلايا قد تكون مصابة بالسرطان، فيجب على الطبيبة إجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من إصابتك بسرطان عنق الرحم.
وفي ما يلي الاختبارات الرئيسية:
التنظير المهبلي: وهو يشبه فحص الحوض. قد تستخدمه طبيبتك إذا وجدت في مسحة عنق الرحم خلايا غير عادية، فهي تصبغ عنق الرحم بصبغة غير ضارّة، أو حامض الأسيتيك، حتى تسهل رؤية الخلايا. بعد ذلك، تستخدم مجهراً يسمى «منظار المهبل»، الذي يعمل على تكبير عنق الرحم بمقدار 8 إلى 15 مرة، للبحث عن خلايا غير عادية لإجراء الخزعة. ويمكنك عادة الخضوع لهذا الإجراء في عيادة طبيبتك النسائية. وقد تحتاجين إلى إجراء خزعة لاحقاً، إذا أظهر التنظير المهبلي علامات السرطان.
الخزعة: تقوم طبيبتك بإزالة عيّنة من الأنسجة من عنق الرحم، وتفحصها تحت المجهر بحثاً عن علامات السرطان. وهناك أنواع عدة من الخزعات، بما في ذلك الخزعة المثقوبة، وإجراءات الاستئصال الجراحي الكهربائي الحلقي LEEP، وكشط باطن عنق الرحم، والخزعة المخروطية.
في الخزعة المثقوبة، يتم أخذ عيّنات الأنسجة الصغيرة باستخدام أداة دائرية حادة. يتم ذلك في عيادة الطبيب.
في كشط باطن عنق الرحم، تقوم أداة ضيّقة تسمى المكحت بجمع الأنسجة من قناة عنق الرحم التي تربط العضو التناسلي بالرحم. ويتم هذا الإجراء عندما لا يُظهر التنظير المهبلي أي خلايا سرطانية. ويتم ذلك في عيادة الطبيبة.
في الاستئصال الجراحي الكهربائي الحلقي، تستخدم طبيبتك حلقة من الأسلاك المكهربة لأخذ عيّنة من الأنسجة من عنق الرحم. قد يكون هذا في عيادة الطبيبة.
يمكن لطبيبتك إجراء عملية مخروطية (إزالة جزء من عنق الرحم) في غرفة العمليات أثناء خضوعك للتخدير. وقد تستخدم الـ LEEP، أو مشرطاً أو الليزر. وعادة ما تتم هذه الإجراءات في العيادات الخارجية، لذا يمكنك العودة إلى المنزل في اليوم نفسه.
سرطان عنق الرحم المتقدم
إذا أظهرت الخزعة وجود سرطان في مرحلة أبعد، فمن المحتمل أن تقوم طبيبتك بإجراء المزيد من الاختبارات لمعرفة ما إذا كان السرطان ينتشر، وإلى أي مدى، وتشمل هذه الاختبارات:
- إجراء أشعة سينية للصدر لفحص رئتيك
- اختبارات الدم لمعرفة ما إذا كان المرض قد انتشر إلى الكبد، أم لا. وقد يكون هناك فحص بالأشعة المقطعية للحصول على نتائج أفضل.
- تصوير الحويضة الوريدية (وهو نوع من الأشعة السينية)، أو التصوير المقطعي المحوسب لفحص المسالك البولية. ويمكن لتنظير المثانة فحص المثانة والإحليل.
- التنظير المهبلي
- فحص المستقيم وحقنة الباريوم الشرجية (الأشعة السينية للجهاز الهضمي) لفحص المستقيم.
- التصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للعقد الليمفاوية.
تستخدم طبيبتك هذه الاختبارات «لتصنيف» السرطان وفقاً لحجم الآفات، ومدى عمقها، ومدى انتشارها. ويراوح سرطان عنق الرحم من المرحلة 0 (الأقل خطورة) إلى المرحلة الرابعة (المرض النقيلي، وهو الأكثر خطورة).
اقرئي أيضاً: بحث جديد: مسحة بسيطة في المنزل لاكتشاف سرطان الرحم