الجيوب الأنفية هي مساحات مملوءة بالهواء في جمجمتك، خلف خدّيك، وحاجبيك، وفكّك. يحدث التهاب الجيوب الأنفية، أو عدوى الجيوب الأنفية، عندما يكون لديك أنسجة، منتفخة أو ملتهبة، داخل هذه الجيوب. ربما تعرف أن الفيروسات والبكتيريا والفطريات، كلها أسباب محتملة لعدوى الجيوب الأنفية، ولكنها ليست الأسباب الوحيدة.
من الأسباب الأخرى التي تساهم في الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية، الحساسية، ومشكلات بنية الجيوب الأنفية، مثل الأورام الحميدة، وعوامل نمط الحياة، مثل التدخين.
نستعرض في ما يأتي جميع الأسباب التي ذكرناها آنفاً بشيء من التفصيل:
1- الفيروسات
تبدأ معظم التهابات الجيوب الأنفية بالبرد. إذ تسبب الفيروسات نزلات البرد، ويمكن أن تؤدي إلى تورّم أنسجة الأنف، ما يؤدي إلى سدّ الثقوب التي عادة ما تصرّف ما في الجيوب الأنفية.
وإذا تسبب فيروس بعدوى الجيوب الأنفية، فلن تساعدك المضادات الحيوية، لأن هذه الأدوية تقتل البكتيريا فقط. ومع ذلك، يمكنك استخدام علاجات أخرى للمساعدة، مثل بخاخات الستيرويد الأنفية، ومزيلات الاحتقان الفموية، و/أو الري الأنفي.
2- الحساسية
بما أن الالتهاب يمكن أن يسدّ الممرات الأنفيّة، ويمنع التصريف، فغالباً ما ترتبط الحساسية بالتهابات الجيوب الأنفية. فإذا كنت عرضة للحساسية، أو حمى القش، فتجنب الأشياء التي تثير الحساسية، مثل عثّ الغبار، ووبر الحيوانات الأليفة، والعفَن. ويمكن لمضادات الهيستامين وبخاخات الأنف التي لا تستلزم وصفة طبية، أن تقلل من الالتهاب المزمن في الجيوب الأنفية، وبطانة الأنف.
3- البكتيريا
في حين أن معظم الأسباب المُعدية لالتهابات الجيوب الأنفية هي في الواقع فيروسية، ويمكن أن تعاني من التهاب الجيوب الأنفية البكتيري، فيمكن علاجها بالمضادات الحيوية بعد التشاور مع الطبيب.
4- الزوائد اللحمية الأنفية
السلائل الأنفية عبارة عن نمو صغير حميد يتطور من أنسجة الأنف، أو الجيوب الأنفية، ويمكن أن يتسبب بانسداد تجاويف الجيوب الأنفية، ما يمنع تصريف المخاط، ويسبب عدوى الجيوب الأنفية. يمكن لمجموعة من هذا النمو أيضاً أن تقيّد الممرات الهوائية، وتسبب لك الصداع.
يتم علاج السلائل باستخدام بخاخات الستيرويد الأنفية، أو دورة قصيرة من أدوية الستيرويدات عن طريق الفم. وإذا لم تنجح علاجات الستيرويد، فقد تكون الجراحة ضرورية.
5- الملوّثات المهيّجة والدخان
قد تلعب المواد المسبّبة للحساسية والملوثات الموجودة في الهواء، مثل الغبار وتلوث الهواء الخارجي، دوراً في تطوّر التهاب الجيوب الأنفية. تجنب هذه المهيجات قدر الإمكان، لتقليل حدوث التهابات الجيوب الأنفية، خاصة إذا كنت تعاني الحساسية، أو الربو. وقد يعمل جهاز تنقية الهواء أيضاً، على تقليل الملوثات الموجودة في الهواء.
6- الفطريات
في حين أن عدوى الجيوب الأنفية الفطرية يمكن أن تحدث للأشخاص الأصحاء، إلا أنها أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة. فعندما يكون جهازك المناعي ضعيفاً، يمكن أن تنمو الفطريات في البيئات الرطبة والمظلمة، مثل الجيوب الأنفية. والفطريات الأكثر شيوعا المرتبطة بالتهاب الجيوب الأنفية هي تلك التي تسمى الرشاشيات.
تراوح عدوى الجيوب الأنفية الفطرية من مزعجة بشكل معتدل، إلى شديدة للغاية، وربما مميتة. ويختلف العلاج أيضاً بشكل كبير بناء على نوع الفطريات، وما إذا كانت العدوى حادة، أو مزمنة.
7- تغيّر بنية الأنف
يمكن للمشاكل الهيكلية المتعلقة بأنفك أن تسدّ الفتحات في الجيوب الأنفية، ما يمنع تصريف المخاط. على سبيل المثال، غالباً ما يرتبط انحراف الحاجز الأنفي، عندما ينحرف الجزء الأوسط من الأنف نحو جانب واحد، وتضخم اللحمية، وهي كتل الأنسجة في مجرى الهواء، بالتهابات الجيوب الأنفية المزمنة، قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح هذه التشوهات.
ومع ذلك، فإن مضاعفات جراحة الجيوب الأنفية المتكررة، مثل تكوّن أنسجة ندبية، يمكن أن تصبح في الواقع سبباً لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن.
عوامل تساهم في الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية
هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية. منها:
- تغيّرات الارتفاع: كما هو الحال أثناء الرحلات الجوية أو الغوص.
- أمراض: مثل التليّف الكيسي، التي تمنع الاستخدام السليم للأهداب، وهي بنية صغيرة تشبه الشعر في الجهاز التنفسي.
- اللحمية الكبيرة: وهي أنسجة لمفاوية موجودة في مجرى الهواء لدى الشخص.
- الإفراط في استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان
- نزلات البرد الفيروسية المتكررة
- الحساسية الموسمية
- مشاكل في بنية الجيوب الأنفية، مثل الزوائد اللحمية الأنفية
- التدخين أو التعرض للتدخين السلبي
- ضعف الجهاز المناعي أو استخدام الأدوية المثبطة لجهاز المناعة
- السباحة أو الغوص في ماء فيه كلور
- عدوى أو مرض الأسنان
متى يجب استشارة الطبيب بسبب التهاب الجيوب الأنفية؟
يمكن للطبيب تحديد ما إذا كنت مصاباً بالتهاب الجيوب الأنفية، من خلال الفحص البدني، والحصول على معلومات حول الأعراض..
اطلب أيضاً العناية الطبية إذا كنت:
- تصاب بالتهاب الجيوب الأنفية مرات عدة خلال العام.
- تعاني حمى منخفضة الدرجة (38) وتستمر لأكثر من يوم، أو يومين.
- لديك حمّى تصل إلى 38 درجة أو أكثر.
- تعاني أعراضاً حادة مثل الصداع الشديد، أو الألم في الوجه.
- لديك أعراض تتحسن ولكنها تسوء بعد ذلك.
- لا تزال لديك أعراض بعد 12 أسبوعاً، أو لا تتحسن الأعراض بعد 10 أيام.
طرق تخفيف ضغط الجيوب الأنفية
لا يمكنك تأمين علاج للجيوب الأنفية يناسب السبب الدقيق وراء إصابتك. ومع ذلك، فإن معظم العلاجات المتاحة تساعد على تقليل التهاب الجيوب الأنفية، وتوّرمها، بغضّ النظر عن السبب.
تشمل العلاجات البسيطة لتخفيف ضغط الجيوب الأنفية في المنزل ما يأتي:
- تنفّس البخار.
- اشطف جيوبك الأنفية بالمحلول الملحي.
- ضع منشفة دافئة على وجهك مرات عدة في اليوم.
- تناول مسكّنات الألم.
- جرّب بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان.
- استخدم جهاز ترطيب الهواء للحفاظ على رطوبة الهواء في منزلك.
- استخدام بخاخات الأنف الستيرويدية.
اقرأ أيضاً: علامات على أن حساسية الأنف التي تعانيها هي حساسية الطعام