مرض التصلّب المتعدّد، والباركنسون كلاهما حالة غير قابلة، لحد الآن، للشفاء، وتؤدي إلى انهيار الأعصاب الحيوية في الجسم، ويقول الأطباء إن من المرجح أن تصبح أجسام المصابين بهاتين الحالتين أكثر صلابة، وأضعف، بعد أن يفقدوا السيطرة على العضلات. ولكن، ما علاقة كل هذا بممارسة كرة الطاولة؟
كيف تحسّن كرة الطاولة الاضطرابات العصبية؟
تنس الطاولة، لعبة تتطلب قوة العضلات، والتنسيق، والحركات السريعة، والتركيز العالي، وهي المهارات التي تتأثر سلباً عندما يصاب المريض بمرض باركنسون. وفي تجربة سريرية، قام طبيب تم تشخيص إصابته بمرض التصلب المتعدّد في عام 2016 بلعب كرة الطاولة لسنوات، فقط لإثبات فوائدها الصحية. وقال إن اللعبة لها القدرة على إحداث ثورة في علاج مرض التصلّب العصبي المتعدد.، فهي تتحدى الدماغ أكثر من أي نشاط آخر، لأنها سريعة جداً.
لا تتطلب لعبة كرة الطاولة مزامنة اليدين، والقدمين، والعينين، فحسب، بل تساعد أيضاً الدماغ على معالجة المعلومات في أقل من نصف ثانية، حتى يتمكن المضرب من التفاعل مع الكرة. ولا تحتاج أعيننا، وأيدينا، وأقدامنا، إلى أن تكون متزامنة فحسب، بل يجب علينا معالجة المعلومات في أقل من نصف ثانية، حتى يتفاعل المضرب مع الكرة.
وفي تجربة أخرى، وجدت دراسة منفصلة في عام 2020 أن مرضى باركنسون شهدوا تحسناً ملحوظاً، في الكلام والكتابة والمشي، بعد خمسة أشهر من ممارسة كرة الطاولة بانتظام. لهذا السبب، نجد أن بعض الأطباء يقدمون المزيد من «الوصفات الاجتماعية»، حيث يطلبون من المرضى الحفاظ على صحتهم، من خلال أنشطة، مثل البستنة، والرسم، والطبخ، والرياضة، بدلاً من الاعتماد على الطب.
لماذا يمارس لاعبو كرة القدم رياضة كرة الطاولة؟
تعمل أندية كرة القدم الرائدة في أوروبا، بشكل متزايد، على إدراج كرة الطاولة كجزء من أنظمة التدريب الخاصة بها.
في منتصف العام الماضي، شارك ليفربول، بطل أوروبا ست مرات، صور لاعبيه على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يمارسون لعبة كرة الطاولة، خلال معسكر ما قبل الموسم في ألمانيا.
وتنس الطاولة، لعبة سريعة الوتيرة، وتتطلب ردود أفعال سريعة. تتحرك الكرة بسرعة عالية، ويجب على اللاعبين الرد بسرعة لإعادتها. يمكن أن يكون وقت رد الفعل السريع هذا مفيداً في كرة القدم، حيث يمكن أن تتطور المواقف في جزء من الثانية، ويجب على اللاعبين الاستجابة بسرعة، من التهرب من المنافسين إلى اتخاذ قرارات فورية، ويمكن لردود الفعل المحسّنة، والسرعة المكتسبة من كرة الطاولة، أن تزيد من أداء لاعب كرة القدم.
كرة الطاولة تعلّم التفكير الاستراتيجي
تتطلب كل من كرة القدم وكرة الطاولة، درجة عالية من التفكير الاستراتيجي. في كرة الطاولة، يجب على اللاعبين توقع تحركات خصمهم، وتحديد متى يهاجمون، أو يدافعون، ويوجهون تسديداتهم لاستغلال نقاط ضعف خصمهم.
وبالمثل، يجب على لاعبي كرة القدم قراءة المباراة، وتوقع استراتيجية الخصم، واتخاذ القرارات التكتيكية. يمكن أن يساعد لعب كرة الطاولة لاعبي كرة القدم على صقل مهارات التفكير الاستراتيجي لديهم، والتي يمكن أن تترجم إلى ذكاء أفضل في اللعب في ملعب كرة القدم.
كرة الطاولة تساعد على التعافي وإعادة التأهيل
يمكن أن تكون ممارسة كرة الطاولة بمثابة نشاط تعافٍ نشط ممتاز، خلال أيام الراحة، فهي تحافظ على حركة الجسم، وتدفق الدم، من دون الضغط الشديد الذي يمكن أن تسبّبه كرة القدم على الجسم.
علاوة على ذلك، يمكن أن تكون كرة الطاولة جزءاً مفيداً في إعادة تأهيل الإصابات، فهي تساعد في الحفاظ على مستويات اللياقة البدنية، وتحسين القدرة على الحركة، وتعزيز التنسيق، كل ذلك مع تقليل خطر الإصابة مرة أخرى.
كرة الطاولة تعزز التنسيق بين اليد والعين
كرة الطاولة، رياضة تتطلب الدقة والتوقيت الذي لا تشوبه شائبة، كما تتطلب تنسيقاً فائقاً بين اليد والعين لضرب الكرة الصغيرة وخفيفة الوزن، بدقة.
هذه المهارة قابلة للتطبيق في كرة القدم، حيث يحتاج اللاعبون إلى مزامنة تحركاتهم مع مسار الكرة، سواء أكان ذلك حارس مرمى ينقذ الكرة، أو مهاجماً يصوّب نحو الهدف، فإن التنسيق المعزز بين اليد والعين المكتسب من تنس الطاولة، يمكن أن يوفر ميزة كبيرة في ملعب كرة القدم.
ونعلم أيضاً أن كبار حراس المرمى يتدربون أحياناً باستخدام روبوتات تنس الطاولة لإطلاق الكرات عليهم بسرعة عالية، ومن جانب إلى آخر، لشحذ ردود أفعالهم. وكان أسطورة تشيلسي بيتر تشيك، هو الوحيد الذي استخدم هذه الطريقة.
أما على صعيد الباركنسون والتصلّب المتعدد، فإن تعزيز مزامنة حركات اليدين والعينين جزء حيوي ومهم من مرحلة العلاج البدني.