تشخيصها ليس سهلاً.. علامات وأعراض بطانة الرحم المهاجرة
محررة ومترجمة متعاونة
من الطبيعي أن تعاني بعض التشنجات خلال الدورة الشهرية. لكن الألم الشديد والتغيّرات في الدورة الشهرية، من بين أعراض أخرى، يمكن أن تكون علامات على مشكلة صحية تدعى بطانة الرحم المهاجرة، أو الانتباذ البطاني الرحمي.
بطانة الرحم المهاجرة هي حالة تحدث عندما تنمو الخلايا المشابهة للأنسجة التي تبطّن الرحم من الداخل، والمعروفة باسم بطانة الرحم، خارج الرحم. وبشكل عام، تنمو الخلايا على الأعضاء التناسلية، أو بالقرب منها، ولكنها يمكن أن تظهر في أيّ مكان، بما في ذلك المثانة والقولون. ونتيجة لذلك، قد تعانين، من بين أعراض أخرى، أوقاتاً تشعرين فيها بالألمّ وتشنّجات طوال الدورة الشهرية.
تؤثر بطانة الرحم المهاجرة في أكثر من 10% من النساء، ولسوء الحظ، قد يكون من الصعب تشخيص الحالة، لأن الأعراض تختلف، ويمكن أن تكون مشابهة لأعراض حالات أخرى.
وتشير الوقائع إلى أن العديد من النسوة ينتظرن ما يقرب من 10 سنوات قبل الحصول على تشخيص دقيق، ويعرفن أنهنّ يعانين هذه المشكلة.
لذلك، من المهم جداً معرفة علامات بطانة الرحم المهاجرة كي تتواصلي مع الطبيب، إذا ما لاحظتِ الأعراض، لتبدئي العلاج عاجلاً، وليس آجلاً.
آلام وتشنّجات في منطقة الحوض
تعتبر التشنجات أثناء الدورة الشهرية من الأعراض الشائعة بين النساء اللواتي يحِضن. ومع ذلك، فإن الألم الشديد الذي يحدّ من قدرتك على العمل، أو يُجبرك على ترك العمل، قد يكون علامة على بطانة الرحم المهاجرة.
فوفقاً لدراسة نشرت في مجلة علمية متخصصة، وجد الباحثون أن أكثر من 60% من النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم قُلن إنهنّ يعانين آلاماً شديدة في الحوض. وبالمقارنة مع النساء اللواتي لا يعانين هذه الحالة، أبلغتِ النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم عن آلام في منطقة الحوض أكثر بنسبة 13 مرة.
ويصف بعض النساء ألم بطانة الرحم بأنه إحساس لاذع، أو حارق، بينما يعرّفه البعض الآخر بأنه حادّ، أو خفقان. وقد تواجه المصابة أيضاً أنواعاً مختلفة من الألم، بما في ذلك:
- ألم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل المعدة، أو الظهر، أو الساقين
- ألم أثناء، أو بعد المعاشرة الزوجية
- صعوبة في التبوّل، أو حركة أمعاء مؤلمة
ومن الشائع أيضاً أن تعاني المصابات ببطانة الرحم المهاجرة، الغثيان والقيء، إلى جانب آلامهن.
العقم
تعاني نحو 30% إلى 50% من النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم، العُقم. ويحدث العقم عندما لا تستطيع المصابة الحمل بعد عام واحد من محاولة الحمل.
في حين أن الأبحاث حول العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة والعقم، لا تزال مستمرة، وتشير بعض النظريات إلى أن بطانة الرحم يمكن أن يجعل من الصعب عليكِ الحمل، بسبب:
- تلف هيكلي في الأنسجة الواقعة بين المبيضين وجدار الحوض، ما قد يمنع إطلاق البويضة أثناء الإباضة والتخصيب
- تندّب على قناتَي فالوب
- التهاب في الحوض قد يمنع زرع الجنين
- تغيّرات في نوعية وكمية بويضاتك
- عدم التوازن الهرموني
التغييرات في دورتك الشهرية
يبدأ نزيف الحيض في اليوم الأول من الدورة الشهرية. وفي حين أن كل من تحيض تعاني دورة شهرية مختلفة قليلاً، فإن الدورة الشهرية النموذجية تستمر من ثلاثة إلى ثمانية أيام، وتحدث كل 21-35 يوماً.
ومع ذلك، قد تواجه المصابات ببطانة الرحم المهاجرة تغيّرات في الدورة الشهرية، بما في ذلك:
- دورات شهرية قصيرة: قد تلاحظ بعض النساء دورات شهرية أكثر تواتراً من متوسط طول الدورة الشهرية.
- دورة شهرية طويلة: في بعض الحالات، يمكن أن تستمر الدورة الشهرية لدى المصابات ببطانة الرحم المهاجرة لفترة أطول من سبعة أيام.
- نزيف الحيض الغزير: يمكن أن تؤدي حالة بطانة الرحم المهاجرة في بعض الأحيان إلى دورات شهرية أكثر غزارة، حيث قد تلاحظين المزيد من تدفق الدم.
- نزول الدم بين فترات الدورة الشهرية: قد تلاحظين أيضاً بعض النزيف بين فترات الدورة الشهرية، وهو أحد الأعراض التي تسمّى نزول الدم.
أعراض في الجهاز الهضمي
فحصت إحدى الدراسات 109 مصابات بانتباذ بطانة الرحم، و65 امرأة غير مصابة بهذه الحالة. فوجد الباحثون أن النسوة اللواتي يعانين بطانة الرحم المهاجرة لديهنّ أعراض معديّة معويّة، أكثر بكثير من اللواتي لا يعانينها.
في حين أن آلام المعدة هي أكثر أعراض الجهاز الهضمي شيوعاً، إلا أن هناك أعراضاً أخرى، مثل:
- استفراغ وغثيان
- إسهال
- إمساك
- تبوّل مؤلم
- انتفاخ
إضافة إلى ذلك، تحدث بطانة الرحم المهاجرة في بعض الأحيان مع متلازمة القولون العصبي. والقولون العصبي حالة تسبب الألم والالتهاب في الجهاز الهضمي، بخاصة في المعدة والأمعاء. وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي، الإسهال، أو الإمساك، أو كليهما، واللواتي يعانين التهاب بطانة الرحم المهاجرة هنّ أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القولون العصبي بثلاث مرات. ولا يزال الباحثون يدرسون العلاقة بين كلتا الحالتين، ولماذا تزيد حالة بطانة الرحم المهاجرة من خطر الإصابة بالتهاب القولون العصبي.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه يمكن تشخيص بطانة الرحم المهاجرة بشكل خاطئ، أو ناقص، في كثير من الأحيان. في حين أن من الممكن أن يكون لديك كلتا الحالتين، وربما يعطي الطبيب للنساء اللواتي يعانين بطانة الرحم المهاجرة تشخيصاً خاطئاً لمرض القولون العصبي.
تعب وإرهاق
عندما تصابين ببطانة الرحم المهاجرة، ينتج جسمك السيتوكينات - أو المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب. رداً على ذلك، يعمل الجهاز المناعي في الجسم بجِدّ أكبر لتقليل الالتهاب، ما قد يجعلك تشعرين بالتعب الشديد.
قد تشعرين أيضاً بالإرهاق، بسبب الأعراض المؤلمة التي تسببها حالة بطانة الرحم المهاجرة، والإرهاق الناجم عن الاضطرار إلى التعايش مع هذه الحالة. ويمكن أن يؤثر الإرهاق بشكل كبير في حياتك اليومية، بما في ذلك مزاجك، وعلاقاتك، ودراستك، وعملك، لذلك من المهم طلب الرعاية الطبية إذا بدأت الأعراض بتعطيل حياتك اليومية، ورفاهيتك.
تذكّري: التعب لا يعني مجرد الشعور بالنعاس، أو التعب، إنها حالة من الإرهاق المستمر، أو نقص الطاقة الذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من جودة حياتك بشكل عام.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
الألم أثناء الدورة الشهرية أمر طبيعي. ومع ذلك، إذا كانت التشنّجات تمنعك من الدراسة، أو العمل، أو لا تختفي بعد تناول مسكّنات الألم، فمن الجيّد زيارة الطبيب الذي سيساعدك على معرفة ما إذا كانت أعراضك ناجمة عن مشكلة بطانة الرحم المهاجرة، أو حالة أخرى.
حالياً، المعيار الذهبي لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة هو من خلال المنظار، الذي يتم إجراؤه تحت التخدير ويتيح للطبيب فحص أعضاء البطن والحوض. ولذلك، فإن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت تعانين هذه الحالة هي زيارة الطبيب.
قد ترغبين أيضاً في رؤية طبيبك إذا كنتِ تواجهين مشكلة في الحمل. في حين أن مجموعة متنوعة من الحالات يمكن أن تسبب العقم، فمن المفيد معرفة ما إذا كانت بطانة الرحم المهاجرة تجعل من الصعب عليك الحمل.
مراجعة سريعة
تحدث حالة بطانة الرحم المهاجرة عندما تنمو الخلايا المشابهة للأنسجة التي تبطّن الرحم من الداخل (تسمى بطانة الرحم) خارج الرحم. وفي أغلب الأحيان، تعاني المصابات بانتباذ بطانة الرحم آلاماً في الحوض، وتشنّجات وتغيّرات في الدورة الشهرية. وقد يواجهن أيضاً أعراضاً مرتبطة بالمعدة، مثل الإسهال، أو الغثيان، أو القيء، إضافة إلى التعب والعقم.
إذا كانت دورتك الشهرية مؤلمة للغاية، لدرجة أنها تتداخل مع أنشطتك اليومية، فيمكن أن يساعدك الطبيب على معرفة ما إذا كنتِ مصابة بانتباذ بطانة الرحم، من خلال تشخيص دقيق كي تبدئي العلاج في أسرع وقت.
اقرئي أيضاً: الحمل خارج الرحم.. لماذا يحدث؟ وما مضاعفاته؟