الأسباب الرئيسية لآلام المفاصل.. وكيف يمكنك منع تصلّبها وأوجاعها

ضمياء فالح

محررة ومترجمة متعاونة

يعاني عشرات الملايين في العالم آلام المفاصل، كما يعاني مثلهم آلام التيبّس، والإرهاق، والأوجاع، ومشاكل في الحركة. فما هي أهم أسباب تدهور المفاصل؟ وكيف يمكن تجنب أو تقليل آلامها؟

سنوات من البلى نتيجة عدم الاهتمام بالمفاصل ورعايتها، تعني أن الآلام غالبا ما ستداهمك وأنت في الثلاثينيات، والأربعينيات، من العمر.

يعتقد الناس أن آلام المفاصل تصبح أسوأ في فصل الشتاء، لكن الأبحاث الجديدة تظهر أن فكرة آلام المفاصل الناجمة عن تغيّر الظروف الجوية يمكن أن تكون خرافة.

فقد وجد الخبراء في جامعة سيدني، أن عوامل الطقس لا يبدو أنها تزيد بشكل مباشر من آلام الركبة، أو الورك، أو أسفل الظهر، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، أو هشاشة العظام.

ونستعرض في ما يلي أهم الأسباب الرئيسية لآلام المفاصل، وأعراضها، ونصائح الخبراء حول كيفية الوقاية منها:

هشاشة العظام

الأعراض: ضعف العضلات، ألم، تصلّب، وعادة ما يكون ذلك في الركبتين، أو اليدين، أو الوركين، وهذا هو النوع الأكثر شيوعاً من آلام المفاصل، ويؤثر في عشرات الملايين في العالم.

من المتعارف بين الناس أن هشاشة العظام تكون بسبب إجهاد المفاصل. ويبيّن الأطباء أنه من الشائع الاعتقاد بأنه كلما استخدمنا مفاصلنا أكثر كلما تآكلت بشكل أسرع، ولكن الحقيقة أن هشاشة العظام هي عملية مرضية تنطوي على التهاب يتداخل مع كيفية إصلاح الغضروف لنفسه.

يمكن للتمارين أن تجعل المفصل يعمل بشكل طبيعي من دون ظهور أعراض. فالتدريب مع الأثقال يمكن أن يقوّي العضلات حول المفاصل، وكذلك ركوب الدراجة في الأماكن المغلقة يمكن أن يكون مفيداً لآلام الورك، والركبة، كما أن التمارين التي تدعم عمل القلب والأوعية الدموية تدعم نظام المناعة الصحي لتقليل الالتهاب.

الالتواء أو الإجهاد

الأعراض: الألم عند الراحة أو الحركة، والتورم، وضعف العضلات حول الإصابة.

يقول الأطباء إنه غالبا ما تحدث الالتواءات، أو الشد أثناء ممارسة الحركات السريعة التي تتسبب بتمدد المفصل، أو العضلات بشكل مفرط. وهذه الحالة تشكل خطراً على الأشخاص الذين يمارسون الكثير من الرياضة، أو يقومون برفع الأثقال، أو القيام بأنشطة في المنزل، أو العمل.

وعموماً، يمكن أن تحدث هذه الإصابة في كثير من الأحيان لدى الأشخاص الذين لا يتم إعدادهم بشكل صحيح. لذلك، تأكد من أن جسمك مستعد، وقادر ومحمي بقوة عضلاته، ما يجعله جاهزاً لمهامّك، وأنشطتك.

في حين أن معظم الالتواءات والإجهادات تتعافى مع الراحة النسبية، فإن العلاج الطبيعي يمكن أن يساعد.

الالتهاب الكيسي (التهاب الجراب)

الأعراض: حرارة واحمرار وألم وتورم، عادة في الكتف، أو الكوع، أو الورك، أو الركبة.

يشيع الالتهاب الكيسي عند العدائين، والعمال الذين يقومون بحركات متكررة، وأصحاب المتاجر الذين يحملون بضاعتهم، وعمال البناء الذين يقضون وقتاً مستندين إلى رُكبهم على الأسطح الصلبة.

والالتهاب الكيسي هو التهاب وتهيج في الأكياس المملوءة بالسوائل (الجراب)، التي تقلل الاحتكاك حول المفاصل. يمكن أن تلتهب بسبب الإفراط في الاستخدام، أو الحمل الزائد، أو العدوى، أو الصدمة.

تشمل الوقاية من هذه الحالة، الحفاظ على وزن صحي، وتنظيم الأنشطة، وأخذ فترات راحة منتظمة. وإذا كنت تمارس الرياضة، فقم بالإحماء وتمديد العضلات قبلها، ولا تكثف تمرينك بسرعة كبيرة.

يمكن علاج التهاب الكيسي من خلال اتباع تدابير ذاتية بسيطة، بما في ذلك الراحة، ووضع الثلج لمدة 10 إلى 15 دقيقة، وتناول الباراسيتامول، أو الإيبوبروفين.
ولكن، إذا استمر الأمر، فقد تكون مصاباً بعدوى ويجب عليك زيارة الطبيب.

التهاب المفاصل الروماتويدي

الأعراض: تورّم، وألم، واحمرار، وتيبّس بطيء الظهور، وعادة ما يكون ذلك في مفاصل اليد، والقدم.

التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض التهابي مزمن يمكن أن يؤثر في الشخص في أي عمر، ولكنه يحدث بشكل شائع بين سن 30 و50 عاماً.

ومن العوامل التي ربما تزيد من خطر الإصابة، التدخين، بما في ذلك التدخين السلبي، والسمنة، والتاريخ العائلي.

ويبيّن الأطباء أن التهاب المفاصل الروماتويدي يؤثر في اليدين، أو القدمين، في الوقت نفسه، ما يسبب تدميراً تدريجياً للمفاصل، فيجعلها عاجزة عن أداء وظيفتها.

وغالباً ما تكون الأعراض أسوأ في الصباح، أو بعد الخمول، ويمكن أن تكون مصحوبة بالتعب، وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، وفقدان الوزن.

التشخيص المبكر أمر حيوي لإبطاء تقدم الحالة، والحفاظ على المفاصل. وقد يوصف دواء لقمع الالتهاب، وفي بعض الأحيان تكون الجراحة ضرورية لتخفيف الألم، ومنع التشوهات.