يعاني الأطفال الرضّع من الغازات أكثر من غيرهم، لذلك يحتاجون إلى التجشؤ في مرحلة ما، أكثر من الأطفال الأكبر سناً والبالغين، إذ أنهم يشربون كل السعرات الحرارية التي يحتاجونها، ما يعني أنهم يستطيعون ابتلاع الكثير من الهواء.
تعرف كل أم أن تجشؤ الطفل أمراً مهماً ليلاً ونهاراً حتى لو كان طفلك ينام، حاولي جعله يتجشأ لبضع دقائق قبل إعادته للنوم، وإلا فإنه سيستيقظ من الألم بسبب الغازات المحتبسة، ولكن في بعض الأحيان ينام الأطفال أثناء تناول الطعام أو بعده مباشرة، فتشعر الأم بالحيرة حول كيفية جعل طفلها يتجشأ ليتخلص من الغازات وبالتالي ينام مرتاحاً، وهي أيضاً بالطبع.
ومع ذلك، لا يتجشأ جميع الأطفال، سواء كان ذلك بمفردهم أو بمساعدتك، إذا كان طفلك يحتاج إلى التجشؤ، فتابعي القراءة لمعرفة طرق القيام بذلك حتى عندما يكون نائماً.
كيفية تجشؤ الطفل النائم
من الشائع أن ينام الطفل أثناء تناول الطعام، سواء أثناء الرضاعة أو الرضاعة الصناعية، عندما تمتلئ بطنه ويبدأ في حركات المص المهدئة، سيشعر في تلك اللحظة بالسعادة والراحة وينجرف نحو إغماض عينيه مستسلماً للنوم، من المحتمل أن يحدث هذا بشكل خاص في الليل عندما يكون دافعه للنوم قوياً، ولكن حتى لو كان طفلك الصغير يبدو راضياً ونائماً تماماً، فمن المهم بالنسبة لبعض الأطفال أن تحاولي تحفيزه على التجشؤ قبل إعادته إلى السرير.
إن تجشؤ الطفل النائم هو في الأساس نفس تجشؤ الطفل المستيقظ، قد تتحركين بشكل أبطأ كي لا تزعجيه ويظل نائماً، ولكن بعض أوضاع التجشؤ يكون أسهل قليلاً عند تطبيقها على طفل نائم.
على سبيل المثال، يقوم العديد من الأشخاص بوضع طفلهم في وضع مستقيم على ركبهم بينما يدعمون رأس الطفل عن طريق احتضان ذقنه. يستخدم هذا الوضع الجاذبية ووزن الطفل نفسه لدفع الهواء إلى الأعلى ثم الخروج، مع ذلك من المرجح أن تؤدي هذه الوضعية إلى إيقاظ الطفل، لذا قد لا ترغبين في تجربتها إذا كان هدفك هو إبقاء الطفل نائماً.
لكي يتجشأ الطفل، يجب أن يكون في وضع مستقيم قليلاً حتى تتمكنين من الضغط على بطنه، إذا لم يتبرز طفلك مباشرة بعد تناول الطعام، فقد ترغبين في تغيير حفاضته قبل إطعامه ليلاً حتى لا تضطري إلى إيقاظه إذا عاد للنوم أثناء تناول الطعام.
في ما يلي بعض الأوضاع لتجشؤ الطفل النائم:
التجشؤ أثناء الإطعام
قد يستمتع الطفل النائم بإطعامه كثيراً لدرجة أنه يفرط في تناول الطعام ولا يدرك أنه يحتاج إلى توقف مؤقت للتجشؤ، ساعدي طفلك على التجشؤ بشكل ألطف وتجنبي أي ألم كبير بسبب الغازات عن طريق إبطاء الرضاعة.
ساعدي طفلك على التجشؤ أثناء تغيير إطعامه من ثدي إلى آخر، أو قبل الانتهاء من الزجاجة، سيساعد ذلك أيضاً طفلك على إفساح المجال لمزيد من الحليب بدلاً من بصق أي من طعامه أثناء التجشؤ.
ضعيه على كتفك
إذا كنت تطعمين طفلك في وضع شبه مستقيم، يمكنك تحريكه بلطف حتى يكون بوضعية مستقيمة على كتفك، يمكن للطفل الاستمرار في النوم في هذا الوضع المريح بينما يضغط كتفك على بطنه لإطلاق الغازات، ضعي قطعة قماش على كتفك كي يتجشأ أو يبصق عليها.
امسكيه من الأسفل على صدرك
كما هو الحال في الوضع السابق، يمكنك رفع طفلك من وضع شبه مستقيم إلى وضع مستقيم تماماً وإبقاؤه على صدرك، قد يكون هذا أكثر راحة إذا كنت على الأريكة، يحب الأطفال الانحناء وأرجلهم في وضع الضفدع (حركة إضافية لإطلاق المزيد من الغازات من مؤخرتهم) ويمكنك دعم رؤوسهم وانتظار ظهور التجشؤ.
اجعليه مسترخياً على ذراعك
بعد الرضاعة، يمكنك إبعاده عنك ببطء بزاوية 45 درجة بحيث تستقر بطنه على ساعدك، ادعمي رأسه بواسطة ثنية مرفقك، قد تتدلى رجلاه على جانبي ذراعك، يضغط هذا الوضع على بطنه ويمكنك التربيت على ظهره بلطف حتى يتجشأ، يمكنك القيام بهذا الوضع أثناء الجلوس أو الوقوف.
اجعليه مستلقياً على ركبتيك
إذا كنت تجلسين على كرسي، ما عليك سوى نقل طفلك إلى وضعية الاستلقاء على بطنه على ركبتيك، يمكنك تحريك ساقيك من جانب إلى آخر لهزه أو التربيت عليه أو فرك ظهره بلطف حتى يأتي التجشؤ، يمكن للطفل أن يبقى نائماً بهذه الوضعية طالما أنك ترغبين في البقاء جالسة.
هل من الضروري حقاً أن يتجشأ طفلي؟
يُعد التجشؤ أحد المهام العديدة التي يقوم بها الآباء حتى ينمو طفلهم ويصبح أكثر اكتفاءً ذاتياً، يمكن للأطفال والكبار إطلاق الغازات المحبوسة في جسمهم بسهولة، لكن العديد من الأطفال يحتاجون إلى المساعدة لأنهم لا يملكون سوى القليل من السيطرة على كيفية وضع أجسامهم.
ستكتشفين بسرعة ما إذا كان طفلك من النوع الذي يمكنه تناول الطعام دون التجشؤ أو ما إذا كان يحتاج إلى التجشؤ في كل مرة، إذا كان طفلك يعاني من الكثير من الغازات أو البصق، فيجب عليك التحدث مع طبيبك حول ارتجاع الطعام.
إذا كان طفلك يعاني من المغص ولكن يبدو أنك لا تستطيعين جعله يتجشأ، فركزي على أي تدابير مريحة فعالة ولا تقلقي كثيراً بشأن التجشؤ، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن التجشؤ لن يساعد في تقليل المغص.
إذا كان طفلك لا يتجشأ كثيراً خلال النهار، فقد يكون من المفيد تجشؤه بعد كل رضعة ليلاً، بما أنك تقومين بالفعل بإرضاع طفلك، فاستفيدي من هذا الوقت إلى أقصى حد واجعليه يتجشأ، إذ يمنح هذا الجميع فترة طويلة من النوم بعد الرضاعة.
تتوفر قطرات الغازات ومياه معالجة الإمساك بسهولة في الصيدليات، ولكن اسألي طبيبك أولاً قبل استخدام أي منها، فقد تحتوي على مكونات خطيرة، إذا كان لديك طفل كثير الانزعاج ويعاني من الغازات، سواء كان يبصق كثيراً أم لا، فاسألي الطبيب عن طرق التأقلم مع هذه الحالة، إذ يتخلص معظم الأطفال منها بعد بضعة أشهر.
خطر الاختناق عند البصق أمر نادر جداً، ما يزال من المهم عدم الإفراط في إطعام طفلك، ومحاولة جعله يتجشأ بعد كل رضعة إذا بدا أنه يستفيد منها.
كم من الوقت يستغرق التجشؤ؟
عادة ما يستغرق التجشؤ دقيقة أو دقيقتين فقط، في بعض الأحيان سيظهر التجشؤ بمجرد تحريك طفلك في وضع مستقيم، وفي أحيان أخرى سيتعين عليك الانتظار قليلاً ومساعدته من خلال التربيت اللطيف أو الضغط على البطن.
هناك استراتيجية أخرى مفيدة وهي تعويد طفلك على النوم في سريره بدلاً من النوم أثناء الرضاعة، عندما تلاحظين أنه يشعر بالنعاس عند الرضاعة الطبيعية أو من الزجاجة، أوقفي الرضاعة، وساعديه على التجشؤ لمدة دقيقة أو نحو ذلك، ثم ضعيه في السرير لينام، كلما بدأت هذا الأمر في سن أصغر، أصبح القيام به أسهل.
إذا كان طفلك غالباً ما يكون متصلباً وغير مرتاحٍ، تحدثي إلى طبيبه حول المزيد من المساعدة لتخفيف الغازات، قد يحتاج بعض الأطفال الذين يعانون من الارتجاع السيئ إلى البقاء في وضع مستقيم لمدة 30 دقيقة بعد تناول الطعام، ليلاً أو نهاراً.
ماذا تفعلين إذا كان طفلك لا يتجشأ؟
في بعض الأحيان، لا يحتاج الطفل إلى التجشؤ كثياً أثناء الليل لأنه يأكل بشكل أبطأ ولا يحصل على الكثير من الهواء أثناء الرضاعة.
إذا استيقظ وهو يبكي، قومي بتهدئته، وتحققي ما إذا كان بحاجة إلى حفاضات نظيفة أم لا، ثم أطعميه مرة أخرى إذا حان الوقت، وحاولي أن يتجشأ بعد تلك الرضاعة.
لماذا يعاني الطفل من الغازات؟
يعتقد بعض الناس أن الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة هم أكثر عرضة للإصابة بالغازات، لكن الأدلة على ذلك ليست سوى روايات، قد تعرض الزجاجات الأطفال لمزيد من الهواء أثناء الرضاعة، وقد تجعل من السهل الإفراط في إطعام طفلك، لكن يختلف كل طفل عن الآخر، وحتى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يمكن أن يصابوا بالغازات الشديدة، أحيانًا لأنهم حساسون للطعام الموجود في النظام الغذائي لأمهاتهم.
على الرغم من أنه أمر غير شائع، قد تضطر الأم المرضع إلى تجربة الكثير قبل معرفة ما تأكله بالضبط كي تعلم ما يسبب الاضطراب في معدة طفلها، لا يوجد بحث قوي لإخبار الأم عن أسباب الغازات الزائدة لدى طفلها، كما أن العديد من الأطفال الذين يعانون من الغازات لا ينزعجون منها.
مراجعة سريعة
يعد التجشؤ طريقة أساسية ومهمة يمكنك من خلالها العناية بطفلك وإبقائه مرتاحاً، حتى لو كان طفلك نائماً، قد يكون التجشؤ مفيداً له كي يتخلص من الغازات فيشعر بالراحة ولا يستيقظ مبكراً.