ماذا تعرفين عن تساقط الشعر بعد الولادة؟ وكيف تمنعينه؟

يُعدّ تساقط الشعر بعد الولادة أمراً شائعاً، ويؤثر في العديد من النساء بعد بضعة أشهر من الولادة. إنه عملية طبيعية تحدث عندما يتخلص جسمك من الشعر الزائد الذي كنت تحتفظين به أثناء الحمل.

تعاني نحو 40-50% من النساء تساقط الشعر بعد الولادة، والمعروف أيضاً باسم تساقط الشعر الكربي.

في حين أن تساقط الشعر يمكن أن يكون مثيراً للقلق بالنسبة إلى الأمّهات الجدد، فإن هذا التساقط سيتوقف في النهاية، وسيعود شعرك إلى الكثافة التي كان عليها قبل الحمل، حيث لا تسبب هذه الحالة تساقط شعر دائماً، أو بقعاً صلعاء.
صحيح أنك لست مضطرّة إلى علاج تساقط الشعر بعد الولادة، ما لم يكن يزعجك، ولكن هناك بعض الطرق للتعامل مع تساقط الشعر بعد الحمل، ومنعه.

لماذا يحدث تساقط الشعر بعد الولادة؟

التغيّرات الهرمونية أثناء الحمل، وبعده، هي السبب الرئيسي لتساقط الشعر بعد الولادة. يؤثر تساقط الشعر بعد الولادة عادة في فروة الرأس، ولكن، يمكن أن يؤثر أيضاً في حاجبيك، ورموشك.

أثناء الحمل، ترتفع مستويات هرمون الإستروجين، ما يتسبب ببقاء الشعر في مرحلة النمو لفترة أطول من المعتاد، ويمنع تساقط الشعر الطبيعي. وقد يبدو شعرك كثيفاً جداً أثناء الحمل، بخاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

بعد الولادة، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين إلى مستويات ما قبل الحمل، ويعود نمط نموّ الشعر الطبيعي. ويحدث تساقط الشعر بعد الولادة لأن كل الشعر الزائد الذي لم يتساقط أثناء الحمل يبدأ بالتساقط في الوقت نفسه...

يمكن أن تسهم عوامل أخرى في تساقط الشعر بعد الولادة، وتشمل:

- التوتر
- سوء التغذية
- اضطرابات الغُدد الصمّاء (مرض السكّري وقصور الغدّة الدرقيّة)
- ارتفاع ضغط الدم (بما في ذلك تسمّم)

- نقص الحديد

متى يبدأ تساقط الشعر بعد الولادة؟

يمكن أن يبدأ تساقط الشعر في أيّ وقت بعد الولادة، ولكنه يبدأ عادة بعد نحو ثلاثة إلى أربعة أشهر من الولادة.

والعلامة الرئيسية هي تساقط الشعر المفرط، والمفاجئ. وقد يتساقط الشعر على شكل كتل، ولكن قد تلاحظين أيضاً وجود شعر إضافي على الفرشاة، أو البياضات، أو بالوعة الدش، أو الملابس.

يؤثر تساقط الشعر بعد الولادة عادة في نحو 50% من شعر فروة رأسك. وإذا كنت تعانين تساقط الشعر المفرط، أو بقع صلع، أو تهيّج فروة الرأس، فتحدثي إلى طبيب مختص.

ما هي مدة استمرار تساقط الشعر بعد الولادة؟

يصل التساقط المفرط إلى ذروته عادة بعد نحو أربعة أشهر من الولادة. ويمكن أن يستمر تساقط الشعر لمدة ستة أشهر إلى عام، على الرغم من أن هذا الأمر نادر.

بعد هذا الوقت، يجب أن يعود شعرك إلى دورة نموّه الطبيعية. وتلاحظ معظم الأمّهات الجدد أن شعرهن عاد إلى كثافته التي كان عليها قبل الحمل، بحلول بلوغ الطفل السنة الأولى من عمره.

وكما أسلفنا، تساقط الشعر بعد الولادة مؤقت، ولا يكون عادة دائمياً. لذا، فكّري في مراجعة طبيب مختص إذا كنت لا تزالين تعانين تساقط الشعر المفرط بعد عام.

ماذا يمكنك أن تفعلي بشأن تساقط الشعر بعد الولادة؟

لا تحتاجين إلى البحث عن علاج لتساقط الشعر بعد الولادة، لأن شعرك سيعود إلى طبيعته في النهاية من تلقاء نفسه. ومع ذلك، إذا كان الأمر يزعجك...

فهناك بعض الطرق لمساعدة شعرك على الظهور بمظهر أكثر كثافة، وصحة:

تجنبي الشامبو، أو البلسم الثقيل:
يمكن أن يثقل الشامبو، أو البلسم «المكثف» شعرك، ويقلّل من كثافته.

استخدمي منتجات تكثيف الشعر:
يمكن أن يمنح الشامبو، أو البلسم، أو البخاخ، أو البودرة، شعرك مظهراً أكثر كثافة. يمكنك أيضاً تجربة الشامبو الجاف والمنتجات المخصصة للشعر الناعم.

تجنّبي وضع البلسم على فروة الرأس:
ضعي البلسم على أطراف شعرك، ولكن تجنبّي فروة الرأس لأن ذلك يثقل الشعر أيضاً.

الحصول على قَصة، أو تصفيفة شعر جديدة:
تغيير طريقة تقسيم شعرك، أو طلب إضافة طبقات إلى شعرك، يمكن أن يجعله يبدو أكثر كثافة، حيث تساعد بعض القصّات القصيرة على إخفاء تساقط الشعر.

تحدثي إلى طبيب مختص:
اتصلي بأخصائي الأمراض الجلدية إذا كان تساقط الشعر مفرطاً، أو إذا كان يسبب بقعاً صلعاء. يمكنه أن يقدم لك خيارات علاج تساقط الشعر بعد الولادة للمساعدة على تحفيز نمو الشعر.

كيفية منع تساقط الشعر بعد الولادة؟

على الرغم من أن تساقط الشعر بعد الولادة عملية طبيعية، إلا أنه يمكنك القيام ببعض الأشياء لتقليل تساقط الشعر، وتعزيز نموّه:

نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية:

يحتوي النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، على الفيتامينات والمعادن التي تحمي بُصيلات الشعر، وتشجّع على النمو.

الفيتامينات قبل الولادة:

يمكن أن يساعد تناول الفيتامينات قبل الولادة، وبعدها، على دعم نمو الشعر.

المكمّلات الغذائية:

فكّري في تناول المكمّلات الغذائية، مثل البيوتين، والحديد، والزنك، وفيتامينات «ب»، و«ج»، و«د»، للمساعدة على دعم نمو الشعر. ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون هذه المكملات بديلاً عن النظام الغذائي الصحي. استشيري الطبيب قبل تناول أيّ مكملات غذائية.

إدارة الإجهاد:

يُسهم الإجهاد في تساقط الشعر. يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، على التعامل مع هذا الإجهاد.

اختاري تسريحات شعر فضفاضة:

حاولي تجنّب تسريحات الشعر الضيقة، مثل ذيل الحصان، أو الضفائر التي يمكن أن تزيد من التوتر، وتسبب تكسّر الشعر.

تجنّبي تصفيف الشعر بالحرارة:

استخدمي إعدادات حرارة منخفضة لأدوات تصفيف الشعر بالحرارة، مثل مجففات الشعر، أو بكرات الشعر الساخنة، أو مكواة التجعيد، أو مكواة فرد الشعر. فالحرارة يمكن أن تلحق الضرر بشعرك، وتزيد من تساقطه.

كوني لطيفة مع شعرك:

حاولي تجنّب تمشيط شعرك بعنف، أو استخدام فرشاة عندما يكون شعرك مبلّلاً. بدلاً من ذلك، استخدمي مشطاً واسع الأسنان لفكّ تشابك الشعر المبلّل.

تجنّبي منتجات الشعر القاسية:

استخدمي شامبو وبلسماً خفيفين، وتجنّبي المواد الكيميائية التي يمكن أن تلحق الضرر بشعرك (الصبغة، والهايلايتس، والتمويجات، وعلاجات فرد الشعر).

مكوّنات طبيعية قد تعزز صحة الشعر

تستخدم العديد من النساء علاجات طبيعية على فروة الرأس، أو الشعر، للمساعدة على الحفاظ على صحة شعرهن. على سبيل المثال، تم استخدام المنتجات المنزلية، مثل العسل والحليب والبيض، كعلاجات موضعية...

وقد تشمل المكونات الطبيعية الأخرى ما يلي:

- الصبار
- الزيوت (جوز الهند، الزيتون، الأفوكادو، اللوز، شجرة الشاي، السمسم، ثمر الورد، الجرجير)
- زيت السمك (مخفف بزيت الزيتون والبيض)
- أوراق نبات القرّاص الروماني (مهروسة وممزوجة بزيت الزيتون)
- أوراق الشاي (منقوعة في الماء الدافئ قبل الاستخدام)
- الحلبة (زيت أو بذور منقوعة في الماء الدافئ)
- الخردل (مخلوط بالعسل)
- جذر الزنجبيل (مهروس، مغلي، ويوضع عندما يبرد)
- أزهار البابونج أو الكركديه (مغليّة في الماء، وتوضع عندما تبرد)
- الثوم (مخلوط بالزبادي)

ضعي في اعتبارك أن العلاجات الطبيعية قد لا تنجح مع الجميع. وإذا كنت تعانين حساسية تجاه أي من هذه المكونات، فلا تحاولي استخدامها على شعرك. وكذلك إذا شعرتِ بأيّ تهيّج أثناء استخدام علاج طبيعي، اشطفيه على الفور.

مراجعة سريعة

تساقط الشعر بعد الولادة أمر طبيعي، فهو يصيب العديد من النساء بعد بضعة أشهر من الولادة.

يحدث هذا التساقط المفرط بسبب تغيّرات في هرمون الإستروجين. أثناء الحمل، ترتفع مستويات هرمون الإستروجين، ما يجعل الجسم يحتفظ بالشعر الذي كان يتساقط عادة. وبعد الولادة، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين إلى مستويات ما قبل الحمل، فيتساقط الشعر الزائد.

تساقط الشعر مؤقت، ويجب أن يعود شعرك إلى كثافته التي كان عليها قبل الحمل، بحلول السنة الأولى لطفلك. وتساقط الشعر بعد الولادة غير دائمي، ولا يسبب بقعاً صلعاء.

يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، وتناول الفيتامينات قبل الولادة، والتعامل بلطف مع شعرك، على منع تساقط الشعر الزائد. وفي حين أنك لست بحاجة إلى فعل أيّ شيء بشأن تساقط الشعر بعد الولادة، يمكنك التفكير في قَصة، أو تصفيفة شعر جديدة، إذا كنت تريدين أن يبدو شعرك أكثر كثافة.

اقرأ أيضاً: تغييرات تحصل لجسمك بعد الولادة