بعدما صرنا نتعامل في قطاعات كثيرة مع التطبيقات الذكية في هواتفنا، صارت المعاملات أكثر سهولة بسبب اختصار الوقت والجهد، ولم تترك التطبيقات أمراً من أمور الحياة إلا وارتبطت به، حتى إنها صارت باباً من أبواب التعارف بين الصبايا والشبان العرب ممن يرغبون في الزواج، خصوصاً تلك التطبيقات التي يلمس فيها الشباب جدية مع احترام العادات والتقاليد.
هل سيسهل التعارف عبر التطبيقات المتخصصة الزواج بين الشباب بعدما تراجعت قناعتهم به في السنوات الأخيرة؟
ما مدى ثقة المستخدمين بها ؟ وما هي آلية هذه التطبيقات؟ وهل بات البحث عن شريك للحياة عبرها حتمياً؟
الشباب يجيبون:
«الموضوع بحد ذاته لم يعد مخزياً»
ترى نيفين شربا أن الشباب أصبح متقبلاً لأي فكر جديد، «لكل وقت أوانه كما يقول المثل، وعصرنا يختلف في كل شيء، فقد كانت الفتاة ترتبط بابن الجيران مثلاً، أو بابن أحد المعارف والأقارب، أما اليوم فيقضي الشباب معظم وقتهم على «الإنترنت»، لذا من المتوقع أن نثق في التطبيقات التي تهدف للتعارف من أجل الزواج، نظراً لضيق الوقت، ولأن الموضوع بحد ذاته لم يعد مخزياً كما كان من قبل».
«خضت العديد من تجارب التعارف الفاشلة»
أما سالي محسن فقد ساقها الفضول إلى تجربة التعارف من خلال تطبيق «هوايا»، «لا أنكر أنني أحتاج إلى الزواج من رجل مناسب، لاسيما أنني أتعرض لمضايقات في عملي، وأحياناً إلى عروض زواج، ولا أعلم الجاد منها من الهزلي، خاصة أنني خضت العديد من تجارب التعارف الفاشلة، وبالتالي أرى أن التعارف المباشر من أجل الزواج يجعل الأمر جدياً، كما يختصر وقت استكشاف المشاعر، وإن حدث فإنه يكون في إطار الخطوبة الرسمية».
«من يلجأ إلى تطبيق التعارف بغرض الزواج شخص عملي»
بالنسبة لأحمد خلف، فإنه يرى أن الاختيار بناء على توافر المواصفات المطلوبة أمر ضروري في مرحلة معينة، «من يلجأ إلى تطبيق التعارف بغرض الزواج عادة يكون شخصاً عملياً، وهذه سمة العصر عموماً، وهناك شروط أساسية تختلف من شخص لآخر من ناحية المظهر، التدين، الرغبة في أن تكون الزوجة عاملة أم لا... وبناء على توافر هذه الشروط وغيرها، يمكن أن تنكشف طبيعة وشكل العلاقة، ومقدار توفر التفاهم بين الطرفين».
via GIPHY
«العثور على شريك الحياة أمر صعب»
يتحدث رجل الأعمال الشاب سامح صالح عن فكرة تطبيق «هوايا» الذي أسسه من أجل مساعدة شقيقته في بحثها عن طريقة سلسة ومريحة وآمنة للزواج، «العثور على شريك الحياة من الأمور الصعبة، وغالباً ما نواجه في مجتمعاتنا العربية ضغوطاً تدعونا إلى الاستقرار عاجلاً وليس آجلاً، وفي أغلب الأحيان تفشل بعض التطبيقات في توفير الاحتمالات الصحيحة، وقد يُعزى السبب في ذلك إلى عدم التطابق في القيم المجتمعية أوالمعتقدات الدينية أو مجرد عدم الإلمام الصحيح بكيفية دفع الحوار إلى الأمام. وقد صممنا التطبيق ليرافق المستخدم في رحلة بحثه كاملة، منذ اللحظة التي يبدأ فيها التعارف وحتى نهاية المطاف، مع الحفاظ على قيم وثقافة ومقاصد مستخدمي التطبيق، ومن هذا المنطلق، فإن هذه المسألة تشكل مفصلاً محورياً مهماً بالنسبة لـ «هوايا»، ونحن نشعر بالامتنان كون العالم الإسلامي رحب بحرارة بهذا النهج غير التقليدي والعصري للتعارف، ونتطلع إلى الاحتفال بالعديد من قصص النجاح المقبلة».
«لا نسمح بوجود حسابات مزيفة في تطبيق «هوايا»»
تقول شيماء علي، التي شاركت في تأسيس تطبيق «هوايا»، «منذ أكثر من ثماني سنوات وأنا أشارك تجاربي الحياتية عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بي والتي يتابعها الآلاف وأغلبهم من الإناث، منذ أن كنت فتاة عزباء تبحث عن الشريك المناسب حتى قابلت شريك حياتي وتزوجته ثم أصبحت رائدة أعمال، وعملنا سوياً على تنفيذ تطبيق «هوايا» لمساعدة الشابات والشبان المصريين والعرب في العثور على شريك حياتهم بطريقة مناسبة لثقافتنا وتقاليدنا. ومنذ اليوم الأول لتنفيذنا التطبيق كنا نعلم جيداً نظرة المجتمع الشرقي السلبية إلى تطبيقات التعارف المتاحة حينها، وذلك لأن أغلبها كان غير مناسب لمجتمعنا ولا يهتم بتوفير الأمان والخصوصية لمستخدميه. لذلك وضعنا هذه المعطيات نصب أعيننا حين صممنا التطبيق ليكون مختلفاً عن التطبيقات الأخرى ومناسباً لمجتمعنا، ولقد واجهنا تحديات كبيرة تتعلق بالدعم المادي ولكن نجحنا في ذلك، ثم كسب ثقة الشبان والفتيات في أن التطبيق مختلف ويحترم عاداتنا وتقالدينا، وفي الوقت نفسه يناسب روح العصر. وقد حدث ما لم نكن نتوقعه، فقد انتشر التطبيق في أول أسبوعين فقط من إصداره وصار حديث معظم جروبات «الفيسبوك» النسائية في مصر، فأدركنا أنه جاء ليحل مشكلة وأن الشبان والفتيات في مجتمعاتنا العربية يبحثون عن تطبيق أو جهة يثقون بأنها ستقدم لهم شريك الحياة الذي يبحثون عنه، ونحن لا نسمح بوجود حسابات مزيفة، بفضل خاصية توثيق الحساب بأخذ صورة «سيلفي» ويتم مطابقتها بالصورة الجانبية الخاصة. ولكن هذا لا يمنع وجود بعض المستخدمين غير الجادين».
اقرأ أيضًا: كيف سيكون الحب في المستقبل؟