هل دخلت من قبل في علاقة عاطفية وشعرت فيها باستغلال عاطفي من قِبَل الطرف الآخر؟
إذا راودك هذا الشعور ووجدت نفسك تتساءل ما إذا كان يتم التلاعب بك أو بمشاعرك، فأنت بالفعل في علاقة غير صحية، لأن الأشخاص الذين يتشاركون علاقة حب سوية وصحية يراعون مشاعر بعضهم البعض، ولا يحتاجون إلى اللجوء إلى الاستغلال أو التلاعب النفسي أو غيرها من الأساليب الملتوية لإحكام سيطرتهم على الطرف الآخر. إذاً، كيف تعرف أنك أمام شخص يستغل مشاعرك ويؤذيك نفسياً؟ إليك هذه العلامات!
يستمع إلى أرائك أولاً ثم يُحرف كلامك
في بداية علاقتك بشخص من هذا النوع، ستجده متحمساً للغاية لمعرفة أرائك عن الكثير من الأمور وستجده مستمعاً جيداً للغاية، يستمع إليك باهتمام ويُعلق على كل ما تقول. بينما في الواقع، هو يستغل الفرصة لمعرفة نقاط ضعفك وقوتك بصمت، وبعد ذلك ستجده كثيراً ما يُحرِّف كلماتك وآراءك لإرباكك، ومن ثم يتمكن من السيطرة عليك ويسوقك إلى رغباته.
يُشعرك بجهلك وتفوقه الذهني عليك
من ضمن أهداف الشخص الاستغلالي أن يجعلك تشعر بالجهل وقلة الخبرة والإدراك، في حين يبذل كل جهده ليبدو أمامك أكثر ثقافةً ووعياً وحنكةً منك، حتى ولو كانت حقائقه ملتوية ومعلوماته مضللة وأكاذيبه صارخة. فتلك هي طريقته للتلاعب بعقول الآخرين والسيطرة عليهم.
وقد تناول موقع Exploring Your Mind المُهتم بعلم النفس والعلاقات الإنسانية هذا السلوك المَرَضي ووصفه بـ "البلطجة الفكرية" أو "التنمر الفكري"، ويوضح مقال تم نشره على نفس الموقع، أن هؤلاء الأشخاص غالباً ما يكونون واسعي المعرفة بالفعل، إلا أنهم يستغلون هذه المعرفة لإهانة الآخرين وتحقيرهم وإلغاء رأيهم بدلاً من استخدامها بشكل إيجابي.
يُغيّر الحقائق باستمرار ليزيد من ارتباكك ويتحكم بك
يبرع الشخص الاستغلالي في استعمال هذه الحيلة الشائعة، وهي تحريف الحقائق بهدف التلاعب بعقل الطرف الآخر بدون أن يدرك ذلك، فيبدأ يشعر بالارتباك والشك في ذاته. وبهذا التكتيك شديد اللؤم قد يحاول هذا الشخص إقناعك بأنك قد وافقت على القيام بأمرٍ ما من قبل، في حين أنك لم توافق عليها. وسوف يعمل ما في وسعه لكي يشوه الحقائق وسيقوم بتغيير آرائه باستمرار، بحيث يجعلك دائماً في حيرةٍ وشكٍ من أمرك، فيكون من السهل بالنسبة له السيطرة عليك واستغلالك عاطفياً.
يُشعرك دائماً بالذنب ويلعب دور الضحية
وفقاً لموقع PsychCentral الأمريكي للطب النفسي، فإن الطرف الذي يقوم باستغلال الطرف الآخر عاطفياً يقوم دوماً بالإيحاء لشريكه بأنه يظلمه أو يسيئ إليه أو أنه يقوم بإهماله وتجاهل مشاعره، ويُجيد لعب دور الضحية بإتقان شديد قد يُربك الطرف الآخر ويجعله يتشكك في نفسه، ويتساءل ما إذا كان هو بالفعل السبب في المشاعر السلبية التي يختبرها الطرف الاستغلالي.
أياً كان نوع الإساءة أو الاستغلال الذي تتعرض له في علاقتك مع الطرف الآخر، سواء كان جسدياً أو لفظياً أو عاطفياً، فإن الاستغلال النفسي هو بلا شك سلوك مسيء وأنت حتماً تستحق ما هو أفضل من الارتباط بشخص يستخدم كلماته أو أفعاله في إيذائك نفسياً أو السيطرة عليك، لذلك أبذل كل ما في وسعك للإمساك بزمام أمورك مرة أخرى واستعادة سيطرتك على حياتك، واخرج من هذه العلاقة قبل أن تدمرك نفسياً.