30 يوليو 2023

إنعام كجه جي تكتب: إجازة حب

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

مشهد من المسرحية
مشهد من المسرحية

قد يبدو عنوان هذه المقالة لائقاً بفيلم من بطولة منى زكي وأمير كرارة. لكنه في الحقيقة موضوعاً لمسرحية عرضت في باريس عن خفوت الرغبة بعد الزواج ومحاولة استعادتها.

النص هو للمؤلفة ميشيل ريمل. وهي كاتبة من كندا بدأت النشر منذ سن السابعة عشرة ونالت جوائز عديدة. وقد ظهرت مسرحيتها هذه بعنوانها الأصلي «سيكسي لوندري» وتمت ترجمتها إلى 9 لغات وتقديمها على عشرات المسارح. وعندما وصلت إلى باريس لقيت نجاحاً لا يقل عن نجاحها في كندا، رغم أن الموضوع ليس جديداً.

ديدييه وكورين متزوجان منذ 25 عاماً. وقد تسلل الملل إلى حياتهما الزوجية، لهذا يفكران بتجديد جذوة الحب وإضافة بعض البهارات إلى علاقتهما من خلال الابتعاد عن الروتين اليومي والسفر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فندق لطيف وحديث.

كان على الزوج أن ينسى هموم عمله وعلى الزوجة أن تزيح عن رأسها مسؤوليات البيت والأبناء والتفرغ ليومين من الحب والمتعة. وقد حرص الزوجان على أن يأخذا معهما كتاباً رائجاً عنوانه: «الجنس للفاشلين». إنه كتاب يقترح طرائق مبتكرة لبث الحياة في العلاقة الحميمة و«فكرتني بما مضى»... على طريقة ماري منيب.

حاولت كورين أن تغوي زوجها وتجتذبه إليها في حين أراد ديدييه أن تبقى الأمور كما هي، أي كما اعتاد في بيته: طعامه الذي يحب ومشاهدة التلفزيون ونوم مريح وعلاقة مضجرة. غير أن ما حدث خلال يومي الإجازة في الفندق كان سلسلة من المواقف التي يمتزج فيها الضحك والبكاء والشجارات والانهيارات العصبية والرقص والإحباط والغناء، بالإضافة إلى ارتباك في خدمة الغرف. هل تحقق الهدف من الرحلة؟

لا أدري كيف عالج أبونا آدم وأمنا حواء مشكلة الملل الزوجي، لكن من المؤكد أنها قضية تمتد على امتداد العصور والشعوب والثقافات. ليست هناك وصفة إفريقية للحفاظ على الرغبة، ولا دواء من سويسرا لاستعادة الشغف. إن الحب في بداياته لا يشبه الحب بعد مرور سنتين أو عشر.. أو في نهاياته. هناك من يقبل بالأمر الواقع ويواصل العيش تحت سقف الرتابة وهناك من يعترض ويشتكي وينق ويفتعل المشكلات التي تنتهي بالطلاق.

لي صديقة فرنسية عثرت على وصفة تبدو ناجحة. ففي بداية إجازة الصيف، تتواعد مع زوجها على اللقاء في المقهى الذي تعارفا فيه للمرة الأولى. تذهب بمفردها ويذهب بمفرده ويجلس كل منهما على طاولة منفصلة عن الآخر مثل غريبين. ثم يروحان يتبادلان النظرات والابتسامات الخجولة وكأنهما شابان في مقتبل العمر. بعد ذلك يقوم من مكانه ويبادر بالحديث معها فتدعوه للجلوس إلى طاولتها. يتعارفان ويتحدث كل منهما عن عمله وهواياته وتنتهي السهرة بعشاء رومانسي وتبادل أرقام الهواتف. تسبقه إلى البيت وتبعث له رسالة نصية بعنوانها وتطلب منه أن يلتحق بها. يمضيان الإجازة سوية وأترك لكم تخيل الباقي.

هي مجرد محاولات وقصص ومسرحيات. ولو عاش قيس مع ليلى 3 سنوات تحت خيمة واحدة لقامت بينهما حرب داحس والغبراء.