لا شك في أن يوم الزفاف هو أسعد يوم في حياة الفتاة، ولكنه يشبه في الواقع سباق ماراثون حقيقي، إذ يتعين على العروس، إلى جانب التحضير المسبق للحفل والذي يمتد شهوراً أحياناً، الوقوف في يوم الفرح ساعات طويلة، والمشي ثم الرقص، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً قد يؤدي إلى إرهاق يفسد عليها الاستمتاع بأجمل أيام حياتها.
حرية وراحة أكثر
موضة؟ لا مبالاة؟ أم بحث عن الراحة والحرية؟ قد تكون كل هذه الأهداف مجتمعة في حذاء تنتعله فتيات اليوم في المناسبات، والأفراح، إذ لم يعد مستهجناً اليوم أن نرى عروساً تقفز، وتلهو، وهي ترتدي ثوب الزفاف، والابتسامة على وجهها، ونور السعادة يشع من عينيها، ليس فقط لأنها سعيدة بزواجها، بل أيضاً لأنها تنتعل حذاء مسطّحا ومريحاّ، قد يكون، أو لا يكون مرتفعاً عن الأرض، مزركشاً أو مطرزاً.
فهل اختفت تلك الأناقة المتعِبة التي كانت الفتاة تتباهى بها رغماً عن أنفها، وهي تخطو بخطوات بطيئة خوفاً من انهيار الكعب العالي، أو السقوط أرضاً، أو إصابة قدميها بتقرحات مؤلمة؟
ما زالت بعض فتيات جيل اليوم يتمسكن بالمظاهر التقليدية، ولو على حساب راحتهن، ولكن معظمهن يبحثن عن الراحة البدنية، كما يبحثن عن الراحة الفكرية..
فهل ما تتّبعه فتيات اليوم هو الأصوب؟ أم أن بنات الأجيال السابقة هنّ الأصح في تفكيرهن، ولباسهن، وأحذيتهن؟ أيهما أفضل، البحث عن راحة القدمين حتى في الأفراح والمناسبات، أم البحث عن المظاهر التي تلفت الأنظار، وتعطي مدلولاً على الرفاهية، والثراء؟
خطوات مسطحة تلفت الأنظار
بغض النظر عن مؤيدي زيِّ الزفاف التقليدي، بدأ الكثير من النجمات يتحررن من التقاليد والقيود التي تفرضها نظرة الناس، وانتقاداتهم، وهنّ لا يترددن في تفضيل الراحة التي يوفرها زوج من الأحذية المسطحة، على ما تفعله بأقدامهن الأحذية ذات الكعوب العالية. فمنذ أيام، ظهرت عارضة الأزياء والممثلة الأمريكية الشهيرة ،بروك شيلدز في حفل توزيع جوائز «توني»، وهي ترتدي ثوباً أصفر، وتنتعل حذاء كروكس المسطح الأنيق باللون الأصفر أيضاً. وقد خطفت بروك شيلدز الأنظار إليها في جو اعتاد فيه الناس رؤية النجمات يتبخترن بالكعوب العالية، والدقيقة.
وعندما سئلت بروك شيلدز، عن خطواتها الأنيقة بالحذاء المسطح، قالت إنها خضعت لعملية جراحية في قدميها، وإنها تواكب ما أسمته «عصر اللامبالاة».
وداعاً للكعوب العالية
العارضة والممثلة مارغريت كوالي، والسفيرة لدى دار شانيل، التي تزوجت في أغسطس من العام الماضي، من المنتج الموسيقي جاك أنتونوف، في وسط نيوجيرسي، كانت تنتعل حذاء مسطحاً في يوم زفافها، جعلها تبدو كأنها تحلق فوق السحاب، حرة في حركتها كالريح، واثقة من كل خطوة من خطواتها.
ولم يقتصر اختيار حرية الحركة على مارغريت، فقد انتعلت والدتها آندي ماكدويل، أيضاً، صندلاً مزيناً بالمجوهرات الفاخرة.
أحذية الراحة والأمان
يبدو أن جيل «خلّي يولّي» هو الأصح، فالنساء في الأجيال السابقة كن يحسبن ألف حساب لمظهرهن، وينتعلن الكعوب العالية على حساب راحتهن، وكثير منهن كنّ يتعرضن للسقوط في المناسبات، وغير المناسبات، وقد احتاجت المرأة من الأجيال السابقة وقتاً لتدرك أن الكعب العالي، ولو كان أنيقاً في مظهره، فإنه غير مريح إذا ما قورن بالحذاء الرياضي، أو الحذاء المسطح.
ويحاول مصممو الأحذية اليوم ابتكار أحذية تمنح المرأة زيادة في الطول، مع مشية آمنة، وراحة طويلة، فقد نصادف اليوم في محلات الأحذية الكثير من الأحذية النسائية والشبابية التي يتساوى ارتفاع كعوبها بين مقدمة القدم ومؤخرته.
وفي هذا الإطار، ابتكرت دار «Ancient greek sandals» العام الماضي أحذية مسطحة مستوحاة من حضارة الإغريق القديمة، وخصصتها للعرائس، ووصيفاتهن، وللنساء من أفراد عائلاتهن. وهي أحذية مريحة ذات شرائط ناعمة وأنيقة.
المشكلة أن الناس يتهمون من يختار الراحة في مناسبات برّاقة باللامبالاة!