«بأمر الحب افتح للهوا وسلّم... بأمر الحب افتح قلبك واتكلم..»...
هكذا غنى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ لمحبوبته زبيدة ثروت في فيلم «يوم من عمري»، كان ذلك قبل ستين عاماً، واليوم تعيد الأميرة النرويجية مارتا لويس ترديد تلك الكلمات، وهي ترد على كل الذين وجهوا لها اللوم ولم يتفهموا قرار ارتباطها بحبيب قلبها، بأمر الحب.
العريس السعيد (حتى الآن) هو دوريك فيريت، طبيب أمريكي من أصول أفريقية، يعالج بطرق تقليدية قبائلية لا علاقة لها بمهنة الطب الحديث، وهي ممارسة معروفة ومنتشرة في عدد من دول أفريقيا ويسمون صاحبها «الشامان»، وحال إعلان خبر العلاقة بين الطرفين، قبل سنتين، انقسم النرويجيون بين مؤيد ومستنكر.
لكنها مضت في خيارها حتى العرس الذي تم في آخر أيام الشهر الماضي، فالعروس هي الابنة البكر للملك هارالد الخامس وزوجته الملكة سونيا، وهي ليست مراهقة تأتمر بأمر الحب بل سيدة تبلغ من العمر 52 عاماً، سبق لها الاقتران بكاتب ورسام نرويجي هو آري بين، تطلقت منه في عام 2016 وانتحر بعد الطلاق بثلاث سنوات، وللأميرة من زوجها الأول ثلاث بنات.
بهذا الزواج تخرج الأميرة عن نظام انتمائها للعائلة المالكة، وفي منشور سابق لها على «إنستجرام» قالت رداً على منتقديها: «أنا روحانية جداً»، بل وأضافت أنها اكتشفت تمتعها بنوع من الاستشراف والوساطة الروحية ويمكنها التواصل مع «الملائكة»، وهي مواهب سبق صقلتها من خلال دورات وقراءات في الكتب المتخصصة.
العريس كان «فرعوناً»
في صيف 2022 أعلنت مارتا خطبتها لشخص مجهول يحمل الجنسية الأمريكية ويبلغ من العمر 49 عاماً، يعمل معالجاً روحانياً، يبيع بسعر باهظ ميداليات يزعم أنها شافية، وكان من الطبيعي أن ينزل الخبر مثل سطل ماء مثلج على رؤوس أفراد الأسرة وعموم المواطنين النرويجيين..
وقد توقع الكثيرون أن صاعقة الحب ستنجلي وتعود أميرتهم إلى رشدها، لكن الحبيبين احتفلا بالعرس في فندق يقع على مرتفعات قرية «جيرانجر»، وهو منتجع وقرية سياحية في عمق غابة من غابات غرب البلاد.
ارتدت العروس فستاناً أبيضَ تقليدياً على النمط الأوروبي وتزينت بتاج كانت قد تلقته هدية من جدها الملك أولاف بمناسبة بلوغها سن 18 عاماً، وصرح العريس بأن هذه المراسم هي الثانية لأنهما سبق واقترنا في حياة سابقة، وزاد الطين بلة قوله إنه كان «فرعوناً» في السابق.
ملك النرويج هارالد والملكة سونيا وبقية العائلة على متن اليخت الملكي متوجهين إلى مكان الزفاف
«الأميرة المتمردة والأمريكي»
منح العروسان الحق الحصري لبث صور العرس لمجلة «هاللو» البريطانية، ويعتبر هذا بمثابة لطمة موجهة لوسائل الإعلام النرويجية التي لم تتوقف عن انتقاد هذا الارتباط ونشرت خبر حفل الزواج تحت عنوان: «الأميرة المتمردة والأمريكي»، وعدا عن نبرة السخرية..
تتهم الأوساط الاسكندنافية العريسين بأنهما يسعيان لكسب الأموال من وراء المزاعم بامتلاك قوى غيبية، ولتصديق وثيقة خطوبتها اضطرت الأميرة مارتا إلى التنازل عن كل مواقعها الرسمية ومنها حقها في تسلسل اعتلاء العرش باعتبارها الابنة الكبرى للملك الحالي، إن ترتيبها هو الرابع، وبهذا فإن شقيقها الأصغر منها الأمير هاكون سيصبح ملكاً في حال وفاة الملك هارالد.
بنات العروس
محاكمة الدجل
بعد زواجها وطلاقها وانتحار زوجها الأول، جاء عرسها الجديد، وهي والدة لثلاث أميرات، تصرفاً ينال من سمعة العائلة المالكة ومن شعبيتها في أوساط الشعب، إنها العائلة التي كانت بسيطة ومتماسكة رغم كل شيء.
والانتقاد الأكبر ينصب اليوم على العريس «شامان دوريك» الذي يواجه المحكمة في دعوى قضائية بتهمة الدجل، ففي واحد من مؤلفاته زعم بأن مرض السرطان هو «مجرد خيار»، كما اقترح تمارين معينة لمسح البصمة الجنسية للنساء ذوات العلاقات المتعددة..
كما تركز الدعوى على تفنيد ادعاءاته بأن ميداليته المسماة «تعزيز الروح» ترفع من معنويات كل من يقتنيها، علماً بأنها تباع مقابل 222 دولاراً، وقال إنها ساعدته في قهر الكوفيد.
قارب ينقل المدعوين إلى الزفاف
الفندق الذي أقيم فيه حفل الزفاف
على كل حال، لبى الكثيرون الدعوة لحضور العرس، حيث كان والدا العروس بين الموجودين وكذلك بناتها الثلاث مود وإيما وليا، كما شوهد بين الحضور شقيقها الأمير ولي العهد هاكون وزوجته ميت ماريت، ويبدو أن المزاج الاسكندنافي منفتح خصوصاً حين يتعلق الموضوع بـ«أمر الحب».
