12 يناير 2025

هند صبري: أشرفت على كتابة مسلسل «البحث عن علا» لأنني عشت مع الشخصية

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

تشعر النجمة هند صبري بأن «علا عبد الصبور» جزء مهم من مشروعها الفني والإنساني، وليس مجرد دور في مسلسل يحمل اسم «البحث عن علا»، بل شخصية تحمل العديد من الأفكار والأحلام، ما جعلها تتبنّى، بشكل كامل، فكرة جزء ثان من العمل، ليس كممثلة تقدم الشخصية الرئيسية فحسب، بل أيضاً الإشراف على الإنتاج، والكتابة، وبقية تفاصيله، حتى خرج للنور، وعرض أخيراً.

في الحوار معها تتحدث هند عن المسلسل، وتفاصيل العمل فيه، وأدوارها الدرامية الأخيرة، وتواجدها السينمائي خلال المرحلة المقبلة، وأسئلة أخرى:

مجلة كل الأسرة

كيف كانت نظرتك إلى «علا» في الجزء الثاني، بعد مرور عامين على الجزء الأول من «البحث عن علا»؟

«علا» في الجزء الأول انتهت من البحث عن الرجل والحب، لذا، فإننا ركزنا في الجزء الثاني على العمل، وتسيير حياتها الجديدة، وهي مرحلة لا تقل أهمية عن مراحل حياتها الأولى، فهي في حالة بحث دائم عن نفسها، ومحاولة تحقيق الذات، وهذا جوهر الأمر.

هل كان الجمهور حاضراً في ذهنك أثناء تطوير أفكار الجزء الثاني؟

بالتأكيد، لأن أيّ عمل فني يكون موجهاً بالدرجة الأولى للجمهور، وفي حالة «علا» المشاهد يعتقد أنها أصبحت أحد أفراد الأسرة، ومهتم جداً بكل تفاصيل حياتها، لذا فإنها إذا ابتعدت عن المسار الذي أحبه فيها الجمهور، ربما هذا يزعجه منها، لذلك حاولت دائماً الحفاظ على المسار الفكري للشخصية، كما يتصوره الجمهور، «علا»، وأشعر دائماً كأنها في سيرك تلعب بكل أمور حياتها، وتخشى أن تسقط أحدها، بين العمل، والأبناء، وعلاقتها بالرجل، وأسرتها التي تتقدم في العمر.

ارتباطي بشخصية علا جعلني أُقبِل على فكرة أن أكون مشرفة على الكتابة

لماذا قررتِ الإشراف على الكتابة بنفسك؟

القرار لم يكن تدخلاً في عمل مها الوزير، وغادة عبد العال، فهما على مستوى عال جداً من الاحترافية، لكني فضلت ذلك لإحساسي بأني أعرف «علا» جيداً، كأنها شخصية عشت معها، وعاشت معي، وبداخلي، وأراها تتصرف أمامي، وأرصد تصرفاتها، وحركاتها، وتنقلاتها، فارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً، وارتباطي بها جعلني أُقبِل على فكرة أن أكون مشرفة على الكتابة.

هل كان  ثمة تعارض بين كونك بطلة العمل والمشرفة على الكتابة وكذلك الإشراف على الإنتاج؟

لم يكن هناك تعارض، لكن الأمر كان صعباً، ومرهقاً جداً، حيث كنت مسؤولة عن جودة الحلقات من مرحلة التطوير، والكتابة، ثم التصوير، إلى أن تم تسليم الحلقات، لكني لم أكن مسؤولة عن جزء الإنتاج المرتبط بالنواحي المالية، بل من الناحية الفنية.

مجلة كل الأسرة

كيف كانت رؤيتك لشخصية «علا» في الجزء الثاني؟

في الجزء الثاني تكمل «علا» مشوارها في الحياة، والبحث عن نفسها من دون توقف، حيث تخرج من مرحلة لتدخل مرحلة أخرى جديدة، مثلها مثل كثيرات في الحياة، وأنا منهن بالمناسبة، وكنا حريصين على أن تستمر في رحلتها التي أحبها فيها الجمهور، وألا نبتعد بها إلى مناطق لا يقبلها. لذلك قررنا أن تكون البداية من شغلها، ومحاولاتها لعمل توازن بين عملها، وبيتها، وأولادها، وهو بالتأكيد تحدٍ أخذ منّا جهداً كبيراً، وخلال الكتابة كنّا نتواصل بشكل أسبوعي مع شبكة «نتفليكس»، يسألوننا عن تطورات الشخصية، وأتذكر حين اخترت السفر إلى فرنسا، صدم البعض هذا الاختيار، لأن القصة بشكل عام قادتنا إلى هناك.

خلال العمل قررت «علا» مناقشة التغيّرات البيولوجية مع ابنتها المراهقة، بشكل فيه جرأة على الدراما، المصرية والعربية، ألم تخشي إثارة الجدل وتوجيه انتقادات لك؟

بالعكس، لم أخشَ هذا الأمر على الإطلاق، بل تعمدت مناقشة هذا الموضوع، وقصدت التحدث في أمور لم نتحدث فيها من قبل في أيّ مسلسل، لأنه أمر يحدث في كل بيت، وهو موضوع مهم جداً، أهم من موضوعات أخرى نركز عليها في الدراما، مثل الجرائم، والصراع على المال، فأنا قبل أن أكون فنانة أم، وعندي بنات، وهذا الموضوع يمسّ كل البيوت، وكان لابد من إظهار «علا» بين العالمين، الشخصية التقليدية القديمة التي تربّت عليها، وشخصيتها الجديدة الحديثة المنفتحة.

مع ظافر العابدين في
مع ظافر العابدين في "البحث عن علا"

كيف جاءت مشاركة النجم ظافر العابدين في المسلسل، وهل تردّد في قبول الدور؟

على الإطلاق، فنحن كتبنا شخصية «كريم عابد»، ثم قرّرنا الاتصال به، وأنا من اتصل به بصفتي أحد أضلع الإنتاج، اتصلت به كمنتجة، وليس ممثلة، وظافر ليس لديه «هوس» البطل الأوحد، وما إن عرضت عليه الدور رحب جداً، وتحمس للفكرة، لأنه أحب الجزء الأول وتفاصيله، وبدأنا على الفور.

قدمت أخيراً مسلسل «مفترق طرق»، فما الفرق بين شخصية «أميرة» فيه، وبين «علا»؟

الفارق كبير جداً، ولا تشابه بينهما، والعملان مختلفان جداً، لأن في «البحث عن علا» الرجل غير تقليدي، لكن في «مفترق طرق» جسد الفنان ماجد المصري نوعاً آخر من الرجال، كما لا يوجد أوجه شبه بين «علا» و«أميرة» في تفاصيل الشخصية، أو حتى في الدراما، وبشكل عام، مسلسل «مفترق طرق» كانت فيه دراما بشكلها المعروف، لكن «علا» حالة مختلفة تماماً.

"مفترق طرق"

«مفترق طرق» 45 حلقة، بينما «البحث عن علا 2» 6 حلقات، هل الفارق بينهما في الصعوبة ينحصر في عدد الحلقات أم في الشخصية أيضاً؟

بالتأكيد عدد الحلقات مهم جداً، والشخصية في كل منهما أيضاً، وكذلك أماكن التصوير، ومسلسل «مفترق طرق» مكون من 45 حلقة، وتم تصويره في «أبوظبي»، ولفترة طويلة، ورغم ذلك كان «البحث عن علا» أصعب بالنسبة لي، على الرغم من أنه مكوّن من 6 حلقات فقط، لأنه على مستوى الدراما، نرى تحوّلاً في شخصية «علا» ضمن الأحداث، وتقوم بتغيير «نمط» حياتها. أضف إلى ذلك مسؤوليتي في الإشراف على الكتابة، وتفاصيل العمل، من متابعة الموسيقى مع خالد الكمار، واختيار الأغاني، لأن المسلسل فيه عدد كبير من الأغاني، مثل الجزء الأول، والإشراف على جزء من الإنتاج، إلى جانب الاهتمام بتفاصيل شخصيتي، كل هذه التفاصيل أخذت مني عامين ونصف العام.

هند صبري في فيلم
هند صبري في فيلم "بنات ألفة"

اهتمامك بالدراما التلفزيونية، هل أخذك من السينما، بخاصة أن آخر أعمالك فيها كان فيلم «فضل ونعمة» منذ عام 2022؟

بالفعل، مسلسل «البحث عن علا 2» أخذ مني وقتاً طويلاً في التحضير له، حتى تسليم الحلقات، ليس مثل أيّ عمل آخر، ثم مسلسل «مفترق طرق»، وخلال هذه الفترة عُرض عليّ أكثر من فيلم، لكنني كنت أريد التفرّغ لـ«البحث عن علا»، لكني، والحمد لله، شاركت خلال هذه الفترة في الفيلم التونسي «بنات ألفة»، مع المخرجة كوثر بن هنية، والعمل أشبعني سينمائياً، خلال العامين الأخيرين، وشخصية «ألفة» مختلفة ومميّزة جداً، ووصل العمل إلى مرحلة المشاركة في «الأوسكار»، لكنني بالفعل أعشق السينما بشكل كبير، وأتمنى العودة قريباً بعمل مميّز.

مجلة كل الأسرة

تردّد أكثر من مرة كلام حول وجود جزء ثان من فيلم «أحلى الأوقات».. فماذا عنه؟

أولاً، أنا لا أعرف لماذا قالت المخرجة هالة خليل إن هناك جزءاً جديداً من الفيلم، وأعتقد أن هناك بالفعل نيّة لتقديم جزء ثان، لكني حتى الآن لا أعرف إذا ما كان الأمر أخذ خطوات للتنفيذ، أم لا.

هل هناك جديد خلال الفترة المقبلة؟

سيكون 2025 عاماً مختلفاً، إن شاء الله، وبصمة جديدة على مستوى السينما والدراما التلفزيونية، فهناك أكثر من عمل في طور التحضير، وإن شاء الله، سيتم الإعلان عنها في حينها.

* إعداد: نادية سليمان