يعود فيلم «الشقّة 7A»، إخراج: نتالي أريكا جيمس (الولايات المتحدة- 2024)، إلى أحداث ما قبل فيلم «طفل روزماري» الذي حققه رومان بولانسكي، سنة 1968، حول امرأة تتزوج من رجل ينتمي، وجيرانه، إلى طائفة تعبد الشيطان. تضع بطلة ذلك الفيلم مولوداً لا ينتمي إلى الآدميين. ميا فارو، لم تمثّل فيلماً داكن المواصفات، وعناصر الرعب، كذلك الفيلم، لكن بولانسكي تمرّس أكثر من مرّة، في هذا النوع من الأفلام.
تلعب جوليا غارنر دور الشابّة تيري الذي لعبته حينها فارو، ما يجعل الفيلم خلفية لما سبق. نتعرّف إلى تيري كراقصة باليه، تُكسر قدماها حينما كانت تؤدي استعراضاً مسرحياً، فتتحطم آمالها بممارسة هوايتها. يتم رفضها بعد أشهر لكونها لم تعد قادرة على استعادة مهارتها. يستقبلها زوجان، ويعرضان عليها الإقامة في دارهما الواسعة. بعد حين، ستجد تيري نفسها وسط عصبة شيطانية ترغب في تزويجها لإنجاب طفل شيطاني. الباقي معروف لمن شاهد فيلم بولانسكي، لأن المخرجة، على براعة ما تسرده، لا تستطيع إلا توجيه الدفّة لتلتقي ببدايات الفيلم السابق.
من شاهد ذلك الفيلم سيعرف، بالتأكيد، ما حصل بعد نحو ثلاثة أرباع الساعة، مشدودة الوتيرة إلى حدّ كاف. لكن من لم يشاهد فيلم بولانسكي سينجو من هذا الاستشراف، وسيعتبر الفيلم عملاً مستقلاً بنفسه. هناك إخراج جيد ومتمهّل من نتالي إريكا جيمس، وقدرة على تطويع الكلفة المحدودة، عبر أحداث يقع معظمها في مشاهد داخلية.