أغنية «واقع مجنون» الجديدة للنجمة سميرة سعيد، تقدمها بشكل مغاير للنمط المألوف في صورة إنسانية مبهرة، بالتزامن مع الأحداث الجارية والجهود التي تبذلها الدول في مواجهة فيروس «كورونا»، وهي تستعد الآن لاختيار أغنيات الألبوم الجديد الذي تواصل به مسيرتها الغنائية الاستثنائية.
حول كواليس الأغنية وظروف تصويرها، وردود الفعل عليها، وأحدث أخبار ألبوم «الديفا» الجديد، كان لنا معها هذا الحوار.
لماذا اخترت أغنية «واقع مجنون» بالذات؟
كنت أبحث عن أغنية جديدة، مختلفة، بعيداً عن النمطية السائدة، وفي ظل حالة الخوف والرعب التي اجتاحت العالم، نتيجة انتشار «كوفيد 19» أو فيروس «كورونا»، أعجبتني جداً كلمات القصيدة التي كتبها الشاعر بهاء الدين محمد وقررت غناءها، الجديد فيها أنها بعيدة تماماً عن أغاني العاطفة والحب، هذا هو وقت الفن حينما يغير اتجاهه، استجابة للمستجدات.
كيف كانت كواليس تصويرها؟
قمت بتصويرها في 14 ساعة، وهذا أرهقني جدا، لكنني كنت سعيدة لأنني أعمل مع المخرج المتميز نضال هاني الذي أسعد دائماً بالتعاون معه، فقد سبق وقدمنا معاً أغنيتين من قبل هما «اللي بيننا» و«هليلة» بطريقة الفيديو كليب، كان لابد أن يكون الكليب مختلفاً مثل كلمات الأغنية لذلك استغرقنا وقتاً بسبب التحضيرات الكثيرة قبل التصوير، من أجل جمع أنماط مختلفة من الناس، خصوصاً أنهم شاركوا في الغناء.
ساعات التصوير كانت متواصلة وتمت على مدار يوم واحد، ولك أن تتخيل حجم التعب والمجهود الذي بذلناه جميعاً وخصوصاً أنا، لأني شديدة الوسوسة فيما يخص عملي وأتدخل في كل التفاصيل في كل صغيرة وكبيرة لأطمئن على كل شيء وأن سير العمل على ما يرام، كنت أتمنى أن يكون العدد أكبر لكن الظروف أجبرتنا أن يتعاون معنا 20 شخصاً فقط، على كل حال الكليب تم إنجازه بنجاح وحقق الهدف منه.
هل واجهت صعوبات أثناء العمل خاصة في ظل الأجواء التي نعيشها مع وباء «كورونا»؟
أنا مطربة محترفة أتعامل مع أي ظرف، لكن الظرف الذي نعيشه حالياً مختلف تماماً، فنحن نعيش فترة استثنائية، نعيش أجواء أشبه بأفلام هوليوود، عن الوباء الذي يجتاح العالم ويهدد بفناء الكرة الأرضية، الخيال شيء لذيذ، لكن الواقع عندما يكون أسوأ من الخيال فهذا هو الكابوس بعينه، الوباء حقيقي والبشرية في خطر، والكوكب كله يئن من وطأته، ولابد من إيجاد علاج ناجح له على وجه السرعة، حسب معلوماتي فإن الفيروس يستطيع تطوير نفسه وساعتها سوف يصبح خطراً داهماً يهدد الجميع بصورة أشد مما هو عليه الآن، الصعوبة الأساسية كانت في مساعدة المشاركين في الكليب في النطق بشكل صحيح، وهذا ما تسبب في إطالة ساعات التصوير.
ما حقيقة أنك سجلت الأغنية منذ فترة وقمت بتصويرها مؤخراً؟ وهل كنت تتوقعين هذه الجائحة؟
بالفعل سجلتها منذ فترة، لكن لا أستطيع أن أقول إنني تنبأت بالفيروس، لكن الأغنية تحمل معنى إنسانياً جميلاً، ومع تفشي الوباء وغزوه لكل دول العالم وعدد الضحايا التي سقطت، قررت أن أقوم بتصويرها بطريقة الفيديو كليب في رسالة تضامن ومقاومة، وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس الجميع.
البعض يرى أن كلمات الأغنية صادمة؟
هذا مقصود للتوعية بالخطر، أنا لست بطلة، بل الناس من شرائح مختلفة هم الأبطال الحقيقيون كل منهم يغني إلى أن أظهر أنا في آخر مشهد، ثم طرحتها للعرض لتتماشى مع الأحداث الجارية، وتحقق الغرض منها كان لابد أن يحفظوا كلمات الأغنية «on set» ليتمكنوا من غنائها بالشكل المطلوب، وتمثلت الصعوبة في الـ«Edit» لأن المخرج نضال هاني كان يجب أن يحصل على أفضل تعبيرات لملامح الأشخاص المشاركين، والذين بلغ عددهم 20 كما قلت وكان من المفترض أن يكون عددهم أكبر.
لهذا السبب ظهرت في مشهد واحد؟
نعم، ومن باب التجديد أيضا، الجمهور تعود على أن المطرب هو دائما بطل الكليب، فأردت أن أقدم نمطاً مختلفاً، خصوصاً أن الأغنية إنسانية في الأساس، أي حالة عامة فهي لا تعبر عني وإنما عن قضية لذلك فضلت التواري حتى اللحظة الأخيرة في الحقيقية، لحن الأغنية كان لأغنية عاطفية في الأساس، لكن بالتعاون مع الملحن أشرف سالم قررت تغيير الكلمات لتتناسب مع الحدث الجلل الذي نعيشه حالياً.
هل ترين أن الكليب حقق نسبة مشاهدة كبيرة؟
بالتأكيد نعم، وتشهد على ذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تنافس التلفزيون بقوة، بل ربما أضحت أشد تأثيراً وفيها ميزة لا تتوافر للتلفزيون وهي معرفة العدد الحقيقي للمتابعين والمشاهدين. هذه الأغنية تحديداً ليست للتربح وإنما هي وسيلة للوصل إلى أكبر شريحة من الجمهور، وإيصال رسالة بأن غداً أفضل والبشرية سوف تعبر هذه المأساة بأمان حتماً، الغد قادم لا محالة.
ماذا عن أحدث ألبوماتك الغنائية؟
أستعد لألبوم غنائي جديد، لا أستطيع الحديث عن تفاصيله حالياً، بعد عدد من الأغنيات «السينجل»، بانتظار تحسن الأوضاع، ووقف تفشي الفيروس مبدئياً سوف أضم إليه أغنية بعنوان «إنسان آلي» من كلمات شادي نور وألحان بلال سرور، اللذين تعاونت معهما من قبل في عدد من الأغنيات منها أغنيتي الأخيرة «هليلة»، لن أضيف معلومات أخرى عن الألبوم حالياً بانتظار أن أستقر على الأغنيات بشكل نهائي.
هم بالطبع يحرصون على سلامة جميع العاملين في المجالات، حسب معلوماتي أن بعض المسلسلات توقف تصويرها بالكامل إلى أجل غير مسمى، وبالتالي خرجت من الموسم الرمضاني، وبعضها واصل التصوير مع تقليل عدد ساعات العمل، هم أدرى بعملهم لكن بشكل عام لابد من الالتزام الصارم بساعات حظر التجوال، هي بالتأكيد تختلف من بلد عربي لآخر، لكن ضمان السلامة هو الأهم. شخصياً كنت أتابع مسلسل «فالنتينو» للزعيم عادل إمام، وربما ثلاثة أو أربعة مسلسلات أخرى، أعتقد أن المسلسلات تنال نسبة متابعة أكبر هذا الموسم نتيجة الظروف الاستثنائية التي نحن فيها.
هل ترين أن الكليب مازال له نفس تأثيره؟
إلى حد كبير نعم، ساعدت على ذلك مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إلى جانب قنوات الكليبات الكبيرة، التي ما زالت محتفظة بجمهور مثل «روتانا كليب» و«مزيكا» وغيرهما، بل إن الأغاني الشعبية ما زالت تحتفظ بنسبة مشاهدة، المهم هو أن يتطور الكليب بالصورة التي تناسب العصر، الآن كليب اللقطات الخاطفة شبه اختفى، وأصبح يعتمد على الصورة والحدوتة، أصبحنا نمثل أثناء التصوير.
بمناسبة التمثيل ألم تعرض عليك أدوار؟
عرضت عليّ أدوار كثيرة منذ سنوات طويلة مضت، أنا مطربة، وأرى أن التخصص أفضل، ولا أمانع في تقديم أي لون من الغناء، بما في ذلك تترات المسلسلات، بعض المطربين اتجهوا للتمثيل ونجحوا، وبعضهم قدم أعمال «سد خانة» كما يقول المصريون، هي مسألة اهتمامات وأنا اهتمامي الغناء، طبعاً العامل المادي قد يتدخل بالنسبة لقرار بعض المطريين خوض تجربة التمثيل، نجحت كمطربة، وصنعت جمهوراً على امتداد الوطن العربي أعتز به وهذا ما يهمني.
هل اخترت اسم الألبوم الجديد؟
بكل أمانة، حتى الآن لا، ولم أحدد عدد الأغنيات التي سوف يتضمنها، فما زلت في بداية الإعداد له.
أغنية "واقع مجنون"