قدم الفنان وائل جسار خلال مشواره الفني جملة من الألبومات الغنائية الناجحة وأغنيات الأفلام، واستطاع أن يحصد قلوب الجماهير في الوطن العربي وينال الجوائز منها جائزة أفضل مطرب عربي وأفضل ألبوم غنائي من ميدل ايست ميوزك اوورد 2011، وجائزة الموسيقى العربية 2017، ويحصد حالياً نجاح أغنيته «حلم حياتي» ضمن فيلم «توأم روحي».
كان لنا هذا اللقاء معه:
أطلقت مؤخراً أغنيتك ضمن فيلم «توأم روحي» التي حصدت ملايين الإعجابات ، فماذا تخبرنا عنها وعن أصدائها الإيجابية؟
الحمد لله أغنية «حلم حياتي» نجحت وأنا سعيد بنجاحها وبالعمل ككل وأتمنى التوفيق لكل فريق فيلم «توأم روحي» من المخرج والمؤلف والمنتج والممثلين. أغنيتي رومانسية باللهجة المصرية كتبها صابر كمال ولحنها محمد يحيا والتوزيع الموسيقي لأشرف محروس وتعكس أجواء الفيلم.
خلال الحجر المنزلي جراء فيروس «كورونا» قدمت أيضاً أغنيتك «ما تِغبش ثواني» ، فهل تعيش فرحة نجاحها اليوم؟
هذه الأغنية حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً وهي من كلمات خالد تاج الدين وألحان وليد سعد وتوزيع وليد شراقي وإخراج فادي حداد وقد تم تصويرها ضمن إجراءات احترازية في لبنان، وسعيد بنجاحها لكن فرحتي منقوصة ولم تكتمل ففي ظل الظروف التي نعيشها في لبنان اثر انفجار المرفأ في بيروت الذي يبقى غصة في قلبي، لم تعد فرحتي كاملة، هذه المجزرة وهؤلاء الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين أصيبوا والبيوت المدمرة والعائلات التي تشردت.. ماذا أقول ، إنهم يسرقون فرحتنا وأحلام شبابنا لكن إرادتنا في الحياة ستبقى أقوى ولبنان سيعود كما نحلم به، لبنان الثقافة والفن والعيش المشترك والسلام.
هل أنت كفنان تواجه تحديات لتكمل مشوارك أم أنك محظوظ؟
الحياة دائماً فيها وجهان، وتختلف أنواع التحديات من وقت إلى آخر فهي اليوم تتمثل بعدم العمل وقلة الإنتاج وغياب الحفلات، لكن أقول الحمد لله دوماً لأني محظوظ في انتقاء الأفضل وأعمالي ناجحة ولا أقف مكتوف الأيدي بل أواصل العطاء، حتى في ظل جائحة كورونا قدمت «ما تِغبش ثواني» و«حلم حياتي» وتشاركت مع زملائي الفنانين في أغنية «أنت أقوى» وقد ضم العمل تامر حسني وكارول سماحة وسميرة سعيد وصابر الرباعي ومحمد منير وتضمنت الأغنية رسالة لدعم الناس في محنتها وحجرها وفيها دعوة لنكون أقوى من الصعاب وأصلب مما يعترضنا ونتحدى بالإرادة.
أغنية «ما تِغبش ثواني»
في أجواء التحديات أيضاً، شاركت في تظاهرات بيروت ثم تراجعت، فما القصة؟
شاركت في انطلاق ثورة الجياع التي شهدها الشارع اللبناني، ونزلت حيث الناس الجائعة وطالبت باستقالة الحكام جميعا لأنهم حكموا لبنان لمدة ثلاثين عاماً ولم يورثوه إلا الخراب، لكن عندما بدأت التظاهرات ومع الأسف تأخذ مناحي عنفية وعمل البعض على إدخال المتظاهرين في نفق مظلم لا يؤدي إلى الخواتيم الجميلة انسحبت لكن لم أبدل موقفي.
هل تشعر أن اللبنانيين أمام تحديات جديدة؟
لا شك أن الشعب اللبناني يعيش تحديات متواصلة، هو شعب يحب بلده ويجابه، لكن أتمنى من السلطة الحاكمة أن تترك لنا المجال لنرسم لبنان الذي نريده بلا مذهبية ولا طائفية، وقد أظهر انفجار بيروت كيف وقف كل الناس يداً بيد لملموا جراح بعضهم وتساندوا، وأحمد الله أني مؤمن أنه بهمّة الشعب والدول العربية التي وقفت إلى جانبنا سنعيد بناء لبنان وسيحيا مثل طائر الفينيق من جديد وسينهض من تحت الرماد.
أنا إنسان قبل أن أكون فناناً، من الأنانية أن أعيش في برج عال ولا أفكر بالناس المقهورة
هل من الصعوبة بمكان أن يعبر الفنان عن مواقفه صراحة، وبالتالي يختار الحيادية؟
إطلاقاً، بالنسبة لي موقفي واضح تجاه بلدي ويتمثل بالعيش المشترك، ومن واجب الفنان أن يعبر عن رأيه ومواقفه الإنسانية وأحلامه وعليه أن يشعر بالناس فهو واحد منهم، أنا إنسان قبل أن أكون فناناً وحتى لو كنت مرتاحاً فمن الأنانية أن أعيش في برج عال ولا أفكر بالناس المقهورة والمظلومة والجائعة، لذا أحلم بالتغيير وأعمل ليتحقق.
وائل جسار مع ابنته
خلال جائحة «كورونا» نشهد حفلات «أونلاين» متعددة فكيف تقيمها؟
هذه الظاهرة إيجابية وتعكس إصرار الفنانين على التواصل مع جمهورهم، بالنسبة لي لا شيء يعوض التواصل المباشر مع الناس وأجواء الحفلات والمسرح لكن الظاهرة عموماً إيجابية وأقدر جهود القيّمين على حفلات «الأونلاين» والفنانين المشاركين بها لبث أجواء الفرح والروح الإيجابية.
هل تختلف نظرتك لأغنياتك في الأفلام والمسلسلات عن نظرتك لأغنياتك التي تختارها بحرية أكبر؟
كلا، أنا راضٍ عن كل ما قدمته لأنني أعتمد معياراً انتقائياً واحداً وهو أن تكون الأغنية متميزة وتلامسني، وفي العادة فإني أستمع إلى الكلمات فتجذبني اللغة الوجدانية المعبرة، وبمجرد أن أتماهى مع الأغنية وتخاطبني فإنني أختارها وأحرص على تقديمها بإحساس عالٍ ومسؤولية كي تحفظ قيمتها وتحمل اسمي.
هل تحضر لأغنيات جديدة؟
أحضر لأغنية «سينغل» تحمل عنوان «ولا في الأحلام» سوف يتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب وسجلت صوتي لأغنية ثانية لم أقرر عنوانها بعد وستصور أيضاً على طريقة الفيديو كليب.