مجلة كل الأسرة
24 نوفمبر 2020

زينب البلوشي: هناك تشابه في بعض العادات الكورية والسعودية

فريق كل الأسرة

زينب البلوشي على غلاف مجلة كل الأسرة
زينب البلوشي على غلاف مجلة كل الأسرة 

ملامح وجهها مزيج من الجمال العربي والنعومة الكورية، فقد ولدت زينب البلوشي من أب سعودي وأمّ كورية، وبعدما عاشت معظم حياتها في المملكة العربية السعودية، وتشبعت بالثقافة والعادات العربية الخليجية، انتقلت للعيش في بلدها الثاني كوريا الجنوبية ، حيث لفتت أنظار الآلاف من متابعيها على مواقع التواصل، خصوصاً أولئك الذين يعشقون المجتمع الكوري وما فيه من سلوكات ملهمة، فتحولت من مجرد فتاة تشارك يومياتها عبر «إنستغرام» إلى إحدى «اليوتيوبرز» البارزات بعدما حصدت قناتها «أنا زينب» أكثر من مئة ألف متابع في أقل من شهر.

في حوار خاص مع الصحفية هويدا عثمان،  زينب البلوشي تشاركنا قصة نجاحها.

زينب البلوشي: هناك تشابه في بعض العادات الكورية والعربية

عندما صارت في ربيعها الثالث والعشرين، قررت زينب البلوشي السفر إلى كوريا الجنوبية والاستقرار فيها كي تعرف أكثر الحياة في المجتمع الذي ينتمي إليه نصفها الثاني، خصوصاً أن الشعب الكوري معروف بالترحاب والود وبثقافة عريقة تفخر زينب بانتمائها إليها.

تقول زينب عن المجتمع الكوري" المجتمع الكوري ملهم للشباب العربي الذي يهتم بمعرفة أدق التفاصيل عن الحياة الكورية، وقد تفاجأت بالتجاوب مع المحتوى الذي أقدمه، ومتابعة الشباب زادت حماسي لتصوير يومياتي بشغف، مع التركيز على تفاصيل يجهلها الكثيرون عن الثقافة الكورية التي غزت المجتمعات العربية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وقد أنشأت قناتي «أنا زينب» بعد الاستجابة لطلبات من المتابعين على «انستغرام» وأصابني ذهول من الإقبال السريع على متابعتي، ولقد شعرت بحجم المسؤولية في الوقت ذاته، وأطمح أن أستمر في مساري، لأكون حلقة الوصل بين المجتمعات العربية والكورية.

"أتعامل بالشخصية ذاتها كما كنت في السعودية"

انتقالها إلى كوريا الجنوبية جعلها أكثر نضجًا واستقلالية، تقول"  أرى أن التغيير الإيجابي الذي طرأ على شخصيتي يعود إلى أنني كبرت، وصرت أكثر اعتماداً على نفسي، فأنا أتعامل بالشخصية ذاتها كما كنت في السعودية، ولكنني صرت أرى الأمور بمنظور مختلف، وتوسعت مداركي وثقافتي بطبيعة الحال بعد التعرف إلى ثقافة جديدة ومؤثرة، وقد تعلمت أشياء كثيرة لم أكن أعلمها في السعودية، وأحب أن أتعامل مع الناس بأسلوب خاص يعكس الأخلاق والسلوكات التي اكتسبتها من الثقافتين، وفي المنزل أحب أن أتحدث مع والدتي باللغة الكورية ومع أبي باللغة العربية".

أشعر بالفخر عندما يلجأ إلي المتابعون لمعرفة أي معلومة تتعلق بالسفر أو بالحياة في كوريا

 وعن أبرز الأسئلة المتكررة التي يطلبها منها المتابعون، أخبرتنا زينب "ألاحظ أن المتابعين يهتمون بالطرق الكورية للعناية بالبشرة، فأنصحهم بالخطوات العشر الكورية للعناية بالبشرة بداية من زيت التنظيف، فالغسل، فالتقشير، ثم جلسات العناية، القناع، الكريم وصولاً لواقي الشمس. كما أن المطبخ الكوري يشغل بالتأكيد اهتمام متابعين كثر، وأشعر بالفخر عندما يلجأ إلي المتابعون لمعرفة أي معلومة تتعلق بالسفر أو بالحياة في كوريا".

"المجتمع الكوري بسيط ومنظم جداً ويستوعب جنسيات مختلفة للعيش في سلام"

أما عن تحديات العيش في كوريا في كوريا الجنوبية، تؤكد"  اعتدت على زيارة كوريا الجنوبية وعلى الحياة فيها منذ الطفولة، فالمجتمع الكوري بسيط ومنظم جداً ويستوعب جنسيات مختلفة للعيش في سلام والتمتع بخصوصية تامة، كما أن اللغة الإنجليزية تسهل التعامل بالنسبة للجنسيات الأخرى، ومن ناحية الأكل فالمطاعم الحلال تزداد بشكل ملحوظ، وهذا يجذب إليها العرب والمسلمين للسياحة أو للدراسة، أو الاستقرار لمن يفضل ذلك". 

"ينسجم العرب للغاية في المجتمع الكوري ويشعرون بالأمان والطمأنينة"

أكدت لنا زينب البلوشي أن هناك تشابه كبير بين طبيعة حياة الشعوب العربية والكورية، فكلاهما منفتح على ثقافات متعددة ولكن المجتمعين محافظان على العادات والتقاليد الشعبية والأصيلة، مثل طريقة تناول الطعام على الأرض، والكرم الزائد والترحيب بالضيوف.
 وتقول" ينسجم العرب للغاية في المجتمع الكوري ويشعرون بالأمان والطمأنينة، كما يرحب بهم الشعب الكوري المتعطش لمعرفة المزيد عن الشعوب العربية لندرة التواصل المباشر بين المجتمعين".

وفي نهاية اللقاء وجهت زينب نصيحة  للشباب الراغبين في خوض تجربة السفر إلى كوريا الجنوبية أو الاستقرار فيها" أنصحهم بشكل عام أن يكونوا أنفسهم، وأن يحبوا أنفسهم والغير أيضاً، ليحصلوا على الدعم من الأشخاص الإيجابيين المحيطين بهم. أما عن رغبتهم في الحياة في كوريا، فأنا أشعر بسعادة عندما أرى اهتمام وإقبال الشباب على تجربة الحياة هنا، فكوريا بلد ذات طابع خاص ومميز، وتجربة السفر إليها أو العيش فيها لفترة معينة تؤثر في سلوك الشخص بشكل إيجابي، فيطبق ما تأثر به بعد العودة إلى وطنه، لذلك أنصح من يريد خوض تجربة السفر إليها بعدم التردد، وأن يأتي ويتعلم من هذه الثقافة العظيمة ويكتسب الخبرة بنفسه، وأنا مستعدة دائماً للمساعدة بالإجابة عن أي استفسار لمن يرغب من الشباب في السفر إلى بلدي الثاني كوريا الجنوبية".

* نُشر الحوار كاملاً في العدد( 1415) بتاريخ 24 نوفمبر  2020