لديه خمسة أفلام جديدة في مراحل مختلفة بينها فيلمان من إنتاجه. والمشترك بينها هي أنها جميعاً من النوع الذي يحب الممثل القيام به: أكشن وغرائبيات، من الإنتاجات ذات التكاليف المتوسطة.
كان لنا معه هذا اللقاء:
دائماً مشغول بأفلام معظمها من الإنتاجات المتوسطة. لماذا؟
بيننا، أفضل هذه الأفلام على تلك الكبيرة التي تبدو على الشاشة كما لو أن الحياة التي نعرفها لم تعد موجودة على الإطلاق. لن أسمي أسماء، لكن أحد المخرجين المعروفين بمثل هذه الأفلام ذات الميزانيات الهائلة عرض عليّ قبل ثلاثة أعوام تمثيل إحدى شخصيات السوبر هيرو. وبصراحة راقت لي الفكرة في مطلع الأمر ثم أخذت أسأل نفسي لماذا؟ ماذا سأجنيه من خلال ذلك لا أجنيه من خلال ما أقوم به حالياً؟
هل يزعجك استخدام القناع مثلاً أو التمثيل أمام شاشة خضراء؟
كلاهما معاً لكن الشخصية التي عرضت عليّ لم تكن سترتدي قناعاً. ما لا أحبه في مثل هذه الأفلام هو أنك ستمثل أمام لا أحد. ليس هناك من ممثل أمامك تتحدث إليه وتسمع ما يقوله لك، بل تتحرك أمام عدد ضخم من الآلات والأجهزة متخيلاً إنك تطير أو تصارع وحشاً. لا أقول إنها أفلام لا قيمة لها، لكنها ليست لي.
يقولون إن أسلوبك في الأداء لا يتغير. هل توافق؟
طبعاً أوافق، لكن هذه حال الجميع تقريباً. الممثل يكرر نفسه في كل فيلم حتى ولو اختلف الموضوع. لنأخذ مثلاً براد بت هل تعتقد أنه لو لعب دور رجل في السبعين من عمره لن يستخدم «تكنيكه» المعتاد؟ إنها مفاتيح صغيرة تتكرر من دور لآخر. نعم عندي الكثير من الأفلام التي يقولون إنها لا تتغير لكني لا أكترث كثيراً إذا ما تغيّرت أو اختلفت أم لا.
via GIPHY
شخصياً لا أوافق على أن شخصيتك هي ذاتها. نعم تتشابه الأفلام لكن هناك نيكولاس كايج الجديد أكثر من مرّة.
هذا لطف منك. الواقع هو أنني انتقلت من أسلوب تمثيل إلى آخر. في البداية كنت مهتماً بأدوار تمنحني الفرصة لكي أجرّب أنواعاً مختلفة من التعابير. وهذا قاد إلى أنني اليوم أمثل من دون جهد للبرهنة على شيء. لا أريد أن أبدو غير تلقائي.
بدأت التمثيل باكراً وأول أفلامك كان في تونس. ما هي ذكرياتك عن تلك الفترة؟
نعم فيلمي الأول تم تصويره في تونس وعنوانه Il Voto وكان أمام عمر الشريف. أتذكره كما لو أننا التقينا يوم أمس لكني لا أتذكر ظروف الفيلم. طبعاً عدت إلى تونس أكثر من مرّة ودائماً ما أحببتها في كل مرّة.
هناك الكثير جداً من الممثلين الذين لا يعيرون الحصول على الأوسكار مثلاً أي اهتمام. هل أنت من بينهم؟
أنا أوّلهم (يضحك). الحقيقة هي أنني أمثل لجمهوري ولأن التمثيل هو مهنتي ولا أبحث عن الدور الذي سيجعلني أصعد المنصّة وأحمل التمثال وأشكر كل الناس على الفوز. لكن يوماً ما سأفعل. أعتقد أنني بعد عشر أو عشرين سنة سأستلم أوسكاراً عن مجموع أعمالي كعادة القدامى في المهنة (يضحك).