16 فبراير 2021

طوني خليفة: كثيرون خافوا وجودي فحاربوني

متعاونة من مكتب بيروت

متعاونة من مكتب بيروت

طوني خليفة: كثيرون خافوا وجودي فحاربوني

ربما تكون المصادفة لعبت دورها في بداية حياة الإعلامي طوني خليفة، عندما بدأ عمله في أواخر الثمانينات، ولكنه استطاع إثبات نفسه على الرغم من الحروب التي شنت ضده، واستطاع أن يفرض اسمه على البرنامج الذي يقدّمه، والذي يرافقه إلى المحطّات التي ينتقل إليها.

طوني خليفة: كثيرون خافوا وجودي فحاربوني

معه كان لنا لقاء بُعيد انتقاله إلى «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، سألناه فيه:

وصلت إلى مرحلة بتّ تعتمد فيها على اسمك في العمل الإعلامي وليس على المحطة؟

كان هذا قراري منذ اليوم الأول الذي تركت فيه «إل بي سي»، فعندما انتقلت إلى محطة «الجديد» لم تكن الأولى في لبنان، وعندما ذهبت إلى مصر، كانت «القاهرة والناس» التي عملت فيها محطة جديدة وسط محطات عملاقة، ومع ذلك استطعنا إثبات عملنا بينها. حتى عندما عملت في الخليج لم أعمل في محطات من الصف الأول مثل: «انفينيتي» و«قناة النجوم»، وفي الأردن عملت في قناة «الأردن اليوم» وقدّمت برنامجاً رمضانياً فاق نجاحه كل التوقعات، ما يؤكد اعتمادي على اسمي وعملي وليس على المحطة، وهذا ما أفضّله أساساً لكي أعمل براحة، بعيداً من القنوات المليئة بالنجوم والبرامج.

تخاف أن تضيع وسطهم؟

بل أخاف أن يضيع الاهتمام، وأن تصبح المنافسة داخلية بدل أن تكون خارجية، مثلما حصل معي في محطة (سي بي سي)، حيث كانت زوجة مدير المحطة تقدّم برنامجاً، ما دفعه لتكسير برنامجي.

عندما شعر نيشان بأن برنامجه «أنا هيك» لم يحظ بالنجاح المطلوب، بدأ بتقديم برنامج يشبه برنامجي، ويأخذ مواضيعي وضيوفي

ولكن المنافسة تدفع للاجتهاد أكثر، سواء كانت داخلية أو خارجية؟

بالعكس، المنافسة الداخلية مؤذية وتتسبب بالمشاكل، بينما الخارجية هي التي تحفّز على النجاح، وأكبر مثال على ذلك ما حصل معي في «الجديد»، عندما شعر نيشان بأن برنامجه «أنا هيك» لم يحظ بالنجاح المطلوب، فبدأ بتقديم برنامج يشبه برنامجي، وبدأ يأخذ مواضيعي وضيوفي، وعندما اعترضت انتقل لتقديم برنامج مشابه للزميل جورج صليبي، ومن ثم برنامج مشابه لبرنامج تمام بليق، مما يؤكد نظريتي أن المنافسة ضمن المحطة الواحدة تضرّ أكثر مما تفيد، فبدل منافسة الخارج أصبحنا نتنافس في الداخل، ولذلك كانت أهمية انتقالي إلى «المؤسسة اللبنانية للإرسال» واتفاقي مع الشيخ بيار الضاهر بعدم الاقتراب من الزملاء، مالك مكتبي، ماريو عبود وغيرهما، لأننا لا نريد منافسة بعضنا بعضاً.

أنا قصدت بسؤالي عنوان البرنامج (طوني خليفة)؟

لأن «الفورما» ملكي منذ أكثر من 15 عاماً على الرغم من أنها استنسخت بأشكال مختلفة، ولكنها حقي أولاً وأخيراً. أطلقت أخيراً برنامج سؤال محرج (أونلاين)، مما دفع كثيرين لتقليد نجاحه منقطع النظير، وأصبح هناك أكثر من ثلاثة برامج تشبهه في يوم واحد، علماً بأني لا أستطيع إطلاق اسمي على كل برامجي لحماية نفسي من السرقة.

«سؤال محرج» يحرج الضيوف ويحرجك في بعض الأحيان؟

أبداً أنا لا أٌحرج بأي سؤال، لأني ألعب دائماً دور الطرف الآخر، مهما كان توجه ضيفي. وهذا ليس معناه أن هذا موقفي أو رأيي، فمن كان مع الأبيض يكون لوني أسود معه والعكس صحيح، هذا أسلوبي في الحوار بعيداً من قلة الأدب والإسفاف والتزلف.

ما الجديد الذي ستقدمه اليوم في «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أم أن مواضيع الساعة يمكن أن تفرض نفسها؟

لطالما كنت حريصاً على برنامجي وأدافع عنه بشراسة لأنني عملت على أن تكون الفورما الخاصة به طويلة العمر ويمكن أن تتماشى مع كل الظروف والأمكنة والأحداث.. ويمكن القول إن الحدث الآني هو وقوده اليوم.

إفلاس في الأفكار؟

بل إبداع للعيش أطول فترة، لاري كينغ و أوبرا وينفري قدما برامج عاشت معهما سنوات طويلة، فهل كانا مفلسين؟! عموماً أنا قدمت أفكاراً كثيرة لبرامج وصل عددها إلى 30 برنامجاً قُدمت عبر محطات عربية ولبنانية إلى جانب «للنشر»، وكلها لاقت نجاحاً كبيراً منها: زمن الإخوان، أجرأ الكلام، آسفين ياريس، الشعب يريد، هيك صار، هذا أنا، سرّي جداً، وغيرها.

اختلف الإعلام كثيراً وبسرعة في الآونة الأخيرة، فهل تشعر بأنك معني بهذا الاختلاف الذي واكبته بحكم عملك؟

أنا ملتزم بقيود ومبادئ معينة، فعندما بدأت أكسر قيود الجرأة من خلال برامج ساعة بقرب الحبيب ولمن يجرؤ فقط، كانت الجرأة مُعيبة، وكنت أُنتقد عندما أسأل نوال الزغبي مثلاً عما إذا كانت أجرت عمليات تجميل، وكنت أُهاجم وكنت بدوري أُقاتل لكسر الحاجز بين المقدم والجمهور، بعيداً عن تنميق الكلام، ولكني مع ذلك لم أُقلل يوماً أدبي.

ترفض استقبال الضيوف مقابل بدل مادي؟

بالتأكيد، فعندما يصبح نجاحي مرتبطاً بضيف مهما كانت نجوميته، أفضّل الجلوس في المنزل لأني بذلك أكون انتهيت. أنا المذيع الوحيد الذي بنى نجوميته واستمراريته على المادة التي يقدمها بعيداً عن الضيوف والديكورات الضخمة، وصلت في بعض الأحيان للظهور في برنامج بكرسي وطاولة، وعبر محطات درجة ثالثة ورابعة وخامسة، وهنا الشطارة التي لا تعتمد على محطة مثل «أم بي سي»، ولا على ديكورات ضخمة تتكلف آلاف الدولارات، ولا على ضيوف من النجوم الذين يتقاضون أجوراً تصل في حدها الأدنى إلى مئة ألف دولار، لأن أي برنامج من هذا النوع، يمكن أن يستقطب جمهوراً ونسب مشاهدة عالية، كائناً من كان مقدمه، وحتى لو كان صامتاً.

لماذا بقيت بعيداً عن «أم بي سي»؟

أنا لا أعرف أحداً في المحطة، ولكن كان يُقال لي إن بعض المسؤولين اللبنانيين فيها لا يستلطفوني لأن علاقة صداقة تربطهم بزملاء منافسين، وهذا ما حصل معي في أماكن أخرى، في ندوات ومؤتمرات عالمية، كانت توجه لي فيها دعوات، ثم تنقطع، لأكتشف أن وراء الموضوع صداقات مع زملاء حوّلت علاقتي مع كثيرين إلى عداوات بلا ذنب مني.

أضاف: بالنسبة إلى «أم بي سي» حصل معي إشكالان سابقان، أحدهما مع مازن حايك حين انتقدت برنامجاً تعرضه المحطة، فردّ عليّ من خلال بيان قال لي فيه: «روح تسلّى مع اللبنانيين اللي متلك» فطلبت منه أن يتخلى عن جواز سفره اللبناني قبل أن يوجه لي هذه الرسالة، وقد علمت في ما بعد أن إدارة المحطة وجّهت له ملاحظة على هذا الموضوع.
وفي المرة الثانية حصلت مشكلة بسبب برنامج رامز جلال، علماً بأني لم آتِ على ذكر المحطة، بل ركزت في هجومي على نيشان الذي حاول استدراجي لمكان خطر عليّ صحياً ونفسياً، وربما انعكس الأمر ضرراً على المحطة التي أحترمها وأحترم كثيرين فيها، ولكني في الوقت نفسه لا أعتمد تقنية «تمسيح الجوخ» مثلما يفعل البعض ممن توجه لهم الإهانات وكأن شيئاً لم يكن، لأني صاحب كرامة غالية، ومن يريدني لا بد أن يحترمني كما أحترمه، ولذلك ليست لديّ صداقات كثيرة على مدى 25 عاماً من العمل.

لأنك مشاغب؟

بل لأني أحترم نفسي، فأنا أقبل أن يكون هناك من لا يحبني، ولكني لا أقبل أن بألا يحترمني. أنا أحترم «أم بي سي» جداً وأحترم كل العاملين فيها، ولكن إذا بدر من أحد العاملين فيها خطأ بحقي لا أتوانى عن الرد، من دون التفكير بأن المحطة خط أحمر، لأنه لا خطوط حمراء أمام كرامتي. كثيرون كانوا يخافون وجودي داخل هذه المحطة ربما خوفاً على وجودهم فيها، ولذلك حاربوني من بعيد. وربما لأني بعيد عن نسج العلاقات لغايات معنية. 

 

مقالات ذات صلة