كثيرون شدتهم القصيدة التي ألقتها الشاعرة الشابة أماندا جورمان في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لتصبح أصغر شاعرة في تاريخ الولايات المتحدة تشارك في انتقال السلطة الرئاسية.
عنوان قصيدتها كان «التل الذي نتسلقه»، وفيها دعت مواطني بلدها إلى الوحدة، في ظروف الانقسام الشديد في المجتمع الأمريكي التي أظهرتها نتائج الانتخابات الأخيرة، وما رافقها من أحداث وتداعيات، أخطرها الهجوم الدموي على مبنى «كابيتول» الذي سقط فيه قتلى وصدم الولايات المتحدة والعالم، حيث تحدثت مورجان عن «قوة من شأنها أن تمزق أمتنا بدلاً من تقاسمها»، قائلة «سنحول هذا العالم الجريح إلى عالم رائع آخر»، وأضافت «هناك دائماً نور، لو أننا فقط شجعان بما فيه الكفاية لرؤيته، لو أننا فقط شجعان بما فيه الكفاية لنكوننه».
ولدت جورمان البالغة الثانية والعشرين من عمرها فقط، في لوس أنجلوس، وقدمت نفسها في الحفل قبل أن تبدأ بإلقاء قصيدتها بالقول بأنها «فتاة سوداء نحيفة، تنحدر من عبيد، ربتها أم عزباء، بإمكانها أن تحلم بأن تصبح رئيسة، لتجد نفسها تتلو قصيدة أمام رئيس».، ونجحت الفتاة السمراء بردائها الأصفر وشعرها المطوق بتاج أحمر، في أسر الحضور بصوتها الهادئ وحركاتها الرشيقة، وألقت قصيدتها بأداء لافت وثقة عالية، بعدما وجدت في كتابة الشعر وسيلة للتغلب على التلعثم الذي يقال إنها كانت تعانيه في طفولتها.
وسائل الإعلام الأمريكية قالت إن السيدة الأولى جيل بايدن، الأستاذة الجامعية، هي التي اقترحت على منظمي الحفل اسم مورجان لتلقي قصيدة، بعدما نالت إعجابها عند حضورها إحدى قراءاتها الشعرية.
ليس شعر مورجان وطريقة إلقائها له هما وحدهما ما شدا انتباه الجمهور، فكما اهتمت وسائل الإعلام بتفاصيل أخرى في حفل التنصيب، من نوع ما الذي ارتدته السيدة الأولى من ملابس، وبمن هو مصمم الأزياء الذي اختاره لها، واختار بزة زوجها وربطة عنقه، فضلاً عما أثارته من اهتمام القفازات القماشية بنية اللون التي ارتداها السيناتور بيرني ساندرز، اعتنت وسائل الإعلام بما كانت مورجان ترتديه وهي تلقي شعرها.
واقتنصت دور أزياء عالمية ما هي بارعة في اقتناصه عادة، فالفتاة الشاعرة غدت، حسب وسائل إعلامية، أيقونة الموضة، بمعطفها أصفر اللون، وعصابة الرأس المصنوعة من الساتان الأحمر من تصميم «Prada»، وبعد حفل التنصيب بأيام وقعت مورجان عقداً مع وكالة عالمية شهيرة لعرض الأزياء، وعلى صلة بذلك تحدثت الشاعرة الشابة عن حبها للأناقة قائلة «أنا امرأة سوداء ذات قلم قوي وقلب كبير وأحب أن يعكس مظهري هذا الفخر».