مجلة كل الأسرة
16 مارس 2021

جنى دوماني: الأمومة ليست عائقاً أمام المرأة العاملة بل محفز

فريق كل الأسرة

جنى دوماني وابنتها على غلاف مجلة كل الأسرة
جنى دوماني وابنتها على غلاف مجلة كل الأسرة - تصوير: حسين سلمان

جنى دوماني رباط، مجازة في التسويق والتجارة والإعلانات، عملت إثر تخرجها الجامعي في مجالها لكنها ظلت تلاحق حلمها بأن يكون لديها مشروعها الخاص الذي أطلقته صدفة كما تقول ومن مطبخها إلى مواقع التواصل حيث نجحت وتحرز التقدم.

التقتها الصحافية هناء توبي في بيروت لتحدثنا عن قصة نجاحها.

جنى دوماني: الأمومة ليست عائقاً أمام المرأة العاملة بل محفز

انطلقت تجربتها بالصدفة منذ نحو عامين، وتحديدًا في يوم الحب حين صممت قالب حلوى «شوكولا كيك» ولاقى إعجاب زوجها والأصدقاء، تقول "كان بيار يشجعني مع مجموعة من أصدقائنا لاحتراف هذه الهواية والاستثمار فيها، لكنني كنت مترددة إلى أن بادر بيار بنشر صورة الحلوى عبر العلامة التجارية الخاصة به «فاموس روسيب» ولاقى ردود فعل إيجابية وبدأت تنهال الطلبات علي لأقدمها، وهكذا كان".

تضيف" شكل الحلوى وصورتها أوحت بمذاقها الطيب، وكما يقال العين تعشق أولاً، كما أن الناس كانوا فضوليين للتعرف إلى ما تقدمه زوجة بيار رباط الإعلامي المشهور في مجال صناعة قوالب الحلوى وأنا استجبت لطلباتهم سريعاً، وأعددت 300 قالب حلوى خلال أربعة أيام، ثم تحمست كثيراً لأطلق صفحتي الخاصة بعنوان «جنى كيك بيروت».

استطعت أن أحقق نجاحاً كبيراً بسرعة قياسية، وأنا سعيدة بما وصلت إليه

تدرك أهمية التواصل والتفاعل مع الناس خاصة في ظل جائحة "كورونا"، تقول " أعرف أهمية التواصل مع الناس، وفي ظل جائحة «كورونا» تضاعفت أعداد المستخدمين للهواتف الذكية والشاشات المحمولة فقررت الوصول إلى الناس عبرها، وكانت طريقي معبدة؛ بحيث استطعت أن أحقق نجاحاً كبيراً بسرعة قياسية، وأنا سعيدة بما وصلت إليه خاصة لجهة ثقة الناس بي، فكلما أطلقت وصفة جديدة ألاحظ إقبال الناس عليها دون تردد".

جنى دوماني: الأمومة ليست عائقاً أمام المرأة العاملة بل محفز
تصوير: حسين سلمان

وتؤكد " يسعدني أن ألعب أكثر من دور إيجابي في حياة المتابعين وبخاصة منهم الذين يشجعونني ويسألونني كيف أوازن بين أمومتي لولدين صغيرين وعملي الذي يتطلب الوقت والجهد، وأنا بدوري أشجعهم على اتخاذ القرارات الصائبة التي تصب في مصلحة حياتهم الإنتاجية وأقول لهم إن مشروعي «جنى كيك» الذي أطلقته صدفة كان حلمي الذي لم أتخل عنه وظللت ألاحقه رغم عملي لمدة عشر سنوات كموظفة في إحدى الشركات، كما أن توقيته كان في أصعب الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد وفي زمن «كورونا» أيضاً، وقد استطعت تطويره وافتتحت فرعاً جديداً له في الإمارات العربية المتحدة".

بالنسبة لها، الأمومة لا تشكل عائقًا بل محفزًا للعمل والاجتهاد، توضح "الأمومة ليست عائقاً أمام المرأة العاملة بل محفز لها، حتى أن الأم تجني تعبها بعد حين من خلال تقدير أبنائها لها ولكن المهم استثمار الوقت وتنظيمه، وبالنسبة لي أحرص على تنظيم وقتي جيداً حتى أني أضبط وقت اللعب مع أولادي وإعداد الطعام لهما والعناية بهما ومتابعة دروس ابنتي اودري التي تبلغ الخامسة قريباً ووقت استحمام وطعام ابني ليام الذي بلغ عامه الأول وغيرها من التفاصيل المهمة في حياتنا، وأستعين بوالدتي ووالدة بيار إذا لزم الأمر، وعند الساعة الثامنة ينام أطفالي فيبدأ نشاطي المهني حيث أدخل إلى مطبخي وأصنع أسبوعياً أكثر من 100 قالب كيك ويساعدني زوجي.. إننا نفكر معاً ونحضر الوصفات وننشر أونلاين ونتواصل مع المتابعين".

وتكمل "الأمومة هي الحب بلا سقف أو حدود، أنا لا يمكنني أن أصف إحساسي بأبنائي وتقديري للوقت الذي نمضيه معاً والأحلام التي أرسمها وإياهم، وأحمد الله أني أعيش أمومتي مع زوجي الذي يدعمني ويخصص وقتاً لأبوته أيضاً، كما أني محظوظة بالعلاقة الوطيدة جداً مع أمي وأم زوجي فأولادي ينعمون بدفء أحضان الجدات".

رسالتي لكل متابع أن يبادر ولا يقف متفرجاً فلا أحد يعرف ماذا تخبئ له الأيام

تنصح جنى المتابعين بالمبادرة وعدم الاستسلام فالغد قد يحمل معه مفاجآت ويعجل بنجاح لطالما انتظره المرء، تقول "عندما أطلقت هذه العلامة التجارية قلت في نفسي أنها مشروع طويل الأجل يحمل اسمي وينجح ويرثه أبنائي، لكن جائحة «كورونا» والتعبئة التي فرضت في البلاد والمواقع الافتراضية أفادتني كثيراً وسرعت نجاحي وقد أصبح اسمي متداولاً في السوق اللبناني وفي العالم الافتراضي، والناس تحب وصفاتي، لذا فإن رسالتي لكل متابع أن يبادر ولا يقف متفرجاً فلا أحد يعرف ماذا تخبئ له الأيام".

وعن مصادر إلهامها تقول "معجبة جداً بالطاهي سيدريك غراوليه وبيار هرميه، وذاكرتي تختزن معلومات كثيرة عن ثقافة المأكولات الشرقية والغربية، وعندما كنا نسافر كثيراً إلى أمريكا وإيطاليا ولندن والخليج العربي لم نكن نفوت فرصة تجربة المطاعم وتذوق مأكولات جديدة والاستفسار عنها، كما أني أجري أبحاثاً حول مطيبات الحلويات والأهم أنني أعتمد المدرسة التجريبية فأنا أجرب كثيراً قبل إطلاق الوصفة حتى أني قبل إطلاق «جابانيه شيز كيك» أعددته 20 مرة ثم رميته حتى وصلت إلى النكهة المقنعة التي أريد إطلاقه بها".

* نٌشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة ( العدد 1431) بتاريخ 16 مارس 2021