شذى حسون على غلاف مجلة كل الأسرة - تصوير: ذبيان سعد
هي فنانة غنية عن التعريف، استطاعت أن تثبت نجوميتها في العالم العربي بعد تجربة لم تكن سهلة في برنامج الهواة ستار أكاديمي في موسمه الرابع عام 2007.. اليوم وبعدما اختلف دورها من هاوية إلى عضو لجنة تحكيم في برنامج «القيثارة»، تحدثنا الفنانة العراقية شذى حسون عن هذه التجربة و عن حياتها و طموحاتها في لقاء مع الصحفية هدى الأسير.
تصوير:مصطفى سعد
حققت حلمها البعيد وأصبحت اليوم عضو لجنة تحكيم في برنامج «القيثارة» العراقي، وبقدر سعادتها،تدرك جيدًا حجم المسؤولية الملقاة عليها، تشرح ذلك بقولها" لم أكن أحلم بهذا الموقع لأنه مسؤولية كبرى، ويحتاج لأشخاص لهم تاريخ فني وخبرة طويلة في الوسط الفني، ولكن في الفترة الأخيرة، وبعدما رأيت نوعية لجان التحكيم في مختلف البرامج، شعرت بأني أستحق الجلوس على كرسي لجنة التحكيم بعدما أصبحت لديّ خبرة لا يُمكن الاستهانة بها، وبعد تجربة ناجحة في ستار أكاديمي، ووقوفي على أهم مسارح المهرجانات العربية والخليجية، وتعاملي مع أهم المؤلفين والملحنين العرب، العراقيين، الخليجيين والمغاربة، مما أكسبني خبرة مهمة تؤهلني لأن أكون عضو لجنة تحكيم".
لم أرد أن أكون سببًا في خذلان أحد
من الوهلة الأولى قد تبدو صارمة، لكنها كانت حريصة على التعامل بدبلوماسية مع المشاركين في البرنامج ، رافضة أسلوب التقليل أو التجريح، توضح " على الرغم من توقع كثيرين بأني سأكون صارمة، وعلى الرغم من محاولتي أن أكون كذلك قدر المستطاع، ولكن كان الأمر صعباً علي، لأني كنت أتذكّر كميّة الخوف والقلق التي كنا نشعر بها حين مررنا بهذه المرحلة، وحتى عندما كنت أريد توجيه ملاحظة أو رفض مشترك كنت أحاول أن أكون دبلوماسية لأقصى الحدود، وبدون تجريح، بالعكس كنت أحاول أن أعطي المشترك المرفوض أملاً بالغد، لكي لا أكون سبباً في خذلان أحد".
تصوير: ذبيان سعد
بكل صراحة ، أعلنت لنا رفضها للمشاهير غير الموهوبين الذين أفرزتهم مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة حاجتنا لمواهب حقيقية تستحق أن تفتح لها الأبواب، تقول" الشهرة اليوم باتت حلم كل إنسان، وليس أصحاب المواهب فقط، ولذلك نجد كائناً من كان ممن لا يملك موهبة فنية يظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيصبح مشهوراً، ولذلك أقول إننا بحاجة لمواهب حقيقية تستحق الشهرة... فلم لا نعطيها الفرصة؟ فهناك أولى ممن يشتهرون لأسباب تافهة"!!
وتضيف" المواهب التي شاركت في البرنامج كانت فذّة، بعضهم لم يتمّ اختياره لأننا مجبرون بأعداد محدّدة، وربما يُلاحظ الناس أن برامج الهواة العربية تعوّل على المواهب العراقية الخطيرة، وعلى تصويت الجمهور العراقي، ولذلك لم أتوان عن قبول العمل في برنامج هواة عراقي يُعرض عبر قناة الدولة، وكنت سعيدة بمشاركتي اختيار صوت الشعب العراقي".
لم تستطع أن تخفي عنا حزنها وقلقها على أوضاع بلدها الحبيب "العراق" في ظل جائحة «كورونا»، لكنها شعرت أن البرنامج أتاح لها العودة إلى وسط بغداد، و هي متحمّسة جداً لانطلاقته بعد أيام، لتعود إلى أحضانه افتراضيًا لحين زيارتها الفعلية القادمة، وتؤكد "ستحظى فترة عرض البرنامج بنسبة متابعة عالية جداً كغيرها من برامج الهواة، وهذا سيحفّزني على خوض مشاريع أكبر في العراق".
رغم أنها تحن للاستقرار لكنها تجد في كل مدينة تزورها جاذبًا ورابطًا تتعلم منه، تبين " أحن للاستقرار، ولكن في الوقت نفسه أشعر بشيء يشدني إلى كل بلد ذكرته، ففي لبنان نجحت وحققت حُلمي، وفي المغرب كانت ولادتي ونشأتي التي اكتسبت فيها عادات وتقاليد ما زلت متمسكة بها، وفيها أمي، أما العراق فهو موطني ووطن والدي الذي زرع فينا حبّه على الرغم من أني لم أعش فيه ولكني أشعر برابط قوي يجمعني به مهما ابتعدت عنه، أما في الإمارات، فأشعر بالأمان والحريّة، لذلك أقول إني أشعر باستقرار مُعيّن في كل بلد.. الأمر الوحيد الذي يُمكنه أن يربطني في بلد واحد هو العائلة والارتباط الزوجي".
أُفضّل مئة مرة أن أكون وحيدة على الارتباط بشخص لا أشعر معه بالثقة والأمان
حبيبها المنتظر يجب أن يحبها كما هي، ترتاح معه نفسيًًا، يحتوي مخاوفها عن الحب و لا يغار من نجاحها وتقدمها، تقول" اعتقدت في يوم من الأيام أني وجدته لأكتشف لاحقاً أني لم أجده، بعدما أمضيت كل ما مضى من عمري متكلة على نفسي، ووصلت لمرحلة باتت فيها الخيارات أصعب من ذي قبل في العثور على شخص أرتاح معه نفسياً، فلا جلد لي على المشكلات، لذلك أُفضّل مئة مرة أن أكون وحيدة على الارتباط بشخص لا أشعر معه بالثقة والأمان، ولا يُحبني كما أنا ولا يغار من عملي ونجاحي، وإذا وجدت رجلاً يُريحني من هذه الهواجس أهلاً وسهلاً، وإذا لم أجده سأكمل حياتي براحة بال".
تصوير: مصطفى سعد
أما عن جديدها ، فتجيب "أُحضّر لأغنية منفردة أطلقها قريباً جداً عوضاً عن الألبوم الذي يُكلّف الكثير، ويُعطي نفس النتيجة، لأن التركيز يكون على أغنية أو اثنتين منه".
وعن التمثيل ، تؤكد"بعد تجربتين في التمثيل، أُؤكد بأني لست ممثلة، وإن كنت أُجيد التمثيل، ولذلك أتطلع لعمل يشبهني ولدور مُركّب وهادف، وإذا لم أجد ما أريد أُفضّل البقاء في مكاني، مكتفية بالغناء والعمل كعضو لجنة تحكيم، وأكثر أتطلع لأكون مشُرفة على برنامج هواة سنوي يُخرّج المواهب التي تستحق الظهور، ليس في العراق فقط، بل في الوطن العربي".
* نُشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة ( العدد 1434) بتاريخ 6 إبريل 2021