في أرض الأحلام، كلُ شيء جائز! فهل كان يتوقع مورغان فريمان، الابن الأصغر للحلاق بورتيرفيلد فريمان، والمُدرسة مايم إدنا، بأنه قد يصبح في يومٍ من الأيام واحداً من أكبر نجوم هوليوود؟ بالتأكيد لم يخطر في بال مورغان فريمان أن تُفتَح له أبواب الشهرة على مصراعيها ليصبح ممثلاً ومخرجاً شهيراً وراوياً، أو أن يقوم بتمثيل كل تلك الأدوار المعقدة التي أداها ببراعة فائقة، مستعيناً في ذلك بأدائه الصوتي المميز.
فكيف تمكن النجم العالمي مورغان فريمان من تحدي بداياته المتواضعة ليصبح أحد أعلى نجوم هوليوود أجراً؟
تعرفوا مع "كل الأسرة" إلى قصته المثيرة، وكيف تكلّل كفاحه بالنجاح والفوز بالعديد من الأوسمة والجوائز، مثل جائزة الأوسكار والغولدن غلوب وجائزة نقابة المهن التمثيلية وغيرها الكثير:
البداية
وُلد مورغان فريمان في 1 يونيو 1937 لأسرة منخفضة الدخل في مدينة ممفيس بولاية تينيسي، وكان الطفل الأصغر من بين خمسة أطفال. كان والده بورتيرفيلد فريمان يعمل حلاقاً، وكانت أمه تعمل مُدرسة في إحدى مدارس المدينة. أحب فريمان السينما كثيراً وكان دوماً يحاول توفير بعض المال للذهاب لمشاهدة الأفلام، وخاصةً أفلام سبنسر تريسي وغاري كوبر.
مارس التمثيل لأول مرة في حياته كعقاب في المدرسة
اكتشف فريمان موهبته بمحض الصدفة عندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً، وكان في ذلك الوقت معجباً بإحدى زميلاته في المدرسة، فقام بسحب المقعد من تحتها للفت انتباهها إليه، فما كان من مدرسه إلا أن قام بمعاقبته بإلزامه بالمشاركة في مسابقة الدراما والتمثيل بالمدرسة. إلا أنه ، ولدهشة الجميع، كان أداء فريمان على خشبة المسرح استثنائياً، حتى أنه نال مرتبة الشرف في تلك المسابقة.
انضمامه إلى سلاح الجو الأمريكي
via GIPHY
على الرغم من حُبه للتمثيل، إلا أنّ فريمان قرر الانضمام إلى القوات الجوية الأمريكية فور انتهائه من الدراسة الثانوية كي يصبح طياراً مقاتلاً. وبالفعل ظل فريمان في الخدمة العسكرية لمدة 5 سنوات عمل خلالها كأخصائي رادار، إلا أنه شعر بعد هذه الفترة أنه لا يسير في الطريق الصحيح وأنه يريد أن يصبح ممثلاً، لهذا اتجه لدراسة التمثيل في لوس أنجلوس. وبعد تخرجه عمل بالمسرح لعدة سنوات حتى جاءته الفرصة ليمثل على مسرح "برودواي" الشهير في نيويورك عام 1968.
تعثُر بداياته الفنية
via GIPHY
شارك فريمان ببطولة المسرحية الغنائية الشهيرة "هيلو دولي" في نهاية الستينيات، ولم تواتِه الفرصة للعمل في السينما إلا بحلول السبعينيات حيث قام بأداء عدة أدوار صغيرة. وكانت فترة السبعينيات فترة صعبة حملت معها الكثير من العثرات لفريمان سواء على الصعيدين المهني أو الشخصي، حيث لم تحقق أفلامه النجاح الذي كان يرغب به، كما انفصل عن زوجته الأولى.
نقطة تحول في مشواره الفني
via GIPHY
بحلول الثمانينات، تمكن مورغان من الحصول على عدة أدوار في بعض الأفلام المهمة، منها دوره في فيلم Brubaker، الذي تناول قصة حقيقية تكشف طبيعة الحياة القاسية في السجون الأمريكية. وفي عام 1987، شارك فريمان في فيلم Street Smart وهو أيضاً فيلم من الواقع الأمريكي يحكي عن حياة الجريمة وفتيات الليل في مدينة نيويورك. كان أداء فريمان في هذا الفيلم واقعياً لدرجة أثارت إعجاب النقاد ولفتت انتباه جميع المهتمين بالفن السابع، وبالفعل تم ترشيحه لجائزة الأوسكار وعدة جوائز أخرى مهمة عن هذا الدور. وكان هذا الفيلم بمثابة نقطة تحول مهمة في مشواره، حيث إنه بدأ بعد هذا الفيلم في الحصول على أدوار البطولة.
صعوده التدريجي إلى القمة
via GIPHY
في عام 1989، شارك فريمان في فيلم Driving Miss Daisy الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وتم ترشيح فريمان لجائزة الأوسكار للمرة الثانية كأفضل ممثل رئيسي. ومع بداية التسعينات، توالت عليه أدوار البطولة فشارك بفيلم The Shawshank Redemption والذي ترشح عنه لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل رئيسي للمرة الثالثة.
أما في عام 2004 فاز فريمان بالأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن فيلم Million Dollar Baby مع النجم كلينت إيستوود وهيلاري سوانك التي حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دور رئيسي. وفي عام 2009 قام فريمان بأداء شخصية الرئيس نيلسون مانديلا ببراعة شديدة في فيلم Invictus من إخراج كلينت إيستوود أيضاً، وترشح مجدداً لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل رئيسي.
هواياته وأعماله الخيرية
via GIPHY
يعشق مورغان فريمان الطيران وقد حقق حلمه بالحصول على رخصة طيار خاص في سن الـ 65، وهو يمتلك ثلاث طائرات خاصة ويحمل رخصاً لقيادتها. ونتيجة لاهتمامه بالأعمال الخيرية، فقد أسس مؤسسة Rock River التي نجحت في منح ملايين الدولارات لتطوير التعليم في الميسيسبي. كما جمع فريمان التبرعات المالية لمساعدة المتضررين من إعصار كاترينا، وشارك في تنظيم حملة تبرعات طارئة لضحايا بركان غرينادا. وفي عام 2014، تبرع فريمان بأرض يمتلكها تبلغ مساحتها 124 فداناً بهدف إقامة محمية خاصة للنحل، وذلك بسبب تأثره بقضية انخفاض أعداد نحل العسل والتأثير السلبي الكبير لذلك الأمر في البيئة.