سارة فرح، مغنية وممثلة سورية عرفناها من خلال مشاركتها في برنامج المواهب «ستار أكاديمي» في العام 2011، وبدأت مشوارها الفني غناء وتمثيلاً فقدمت سلسلة من الحفلات الناجحة في العالم العربي، ومثلت في عدة مسلسلات أبرزها «عندما تشيخ الذئاب» و«مقامات العشق» و«قناديل العشاق» وغيرها فاستحقت لقب الفنانة الشاملة، وشاركت سارة مؤخراً في حفل أقيم على خشبة مسرح دار الأوبرا في دمشق وأبهرت الجمهور بأدائها الطربي القوي وأغنياتها المنوعة، وكشفت عن تحضيرها أغنية تطلقها قريباً تحمل عنوان «عشرة على عشرة».. نسألها:
لنبدأ من حفلك في دار الأوبرا السورية، هل تجدينه إنجازاً ضمن مسيرتك الفنية؟
بالتأكيد أعتبره إنجازاً كبيراً، وأفتخر أن أتواجد في حفل المايسترو طاهر مامللي كما أنه حلم من أحلامي التي تحققت، وقد أسعدتني الأصداء الإيجابية الكبيرة التي حظي بها.
هل كنت متخوفة؟
بل كنت أشعر بالمسؤولية لأن وقوف الفنان في دار الأوبرا الذي لا يقدم إلا فناً رائداً وحفلات ضخمة يفرض عليه الإحساس بالمسؤولية، كما أن تجربتي مع الموسيقار الكبير طاهر مامللي الذي نعتبره في سوريا رمز التراث والأصالة لها وزنها وثقلها الكبير بالنسبة لي.
الفن رسالة تولد من رحم الأوقات الصعبة والثقيلة على الناس لتخفف عنهم
هل المتلقي كان بحاجة لهذا النوع من الحفلات في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها؟
الفن بلا رسالة كأنه فقاعة صابون تبهر للحظات ولا تدوم، الفن رسالة تولد من رحم الأوقات الصعبة والثقيلة على الناس لتخفف عنهم، وعلى الفنان أن يلعب دوره في نشر المحبة ويحمّل فنه رسائل إيجابية لبث الأمل والترفيه.
هل أنت مع التصنيفات الفنية وتفضلين اقتران اسمك بالفن الطربي؟
أنا ضد التصنيفات والقولبة وأبحث عن التجدد والتنوع في الغناء،لا بل أكثر من ذلك أبحث عن نفسي كفنانة تحترف الغناء والتمثيل، وأعتبر أن المغني يمكنه أن يمثل وكذلك الممثل يمكنه أن يغني ويخوض غمار الاستعراض ويلبي الفن بأكثر من طريقة.
هل أحببت نفسك في التمثيل كما الغناء؟
احترفت الغناء أولاً، لكن أحببت التمثيل وأحبني المشاهد، ولأنني أمارس النقد الذاتي وأحاسب نفسي وأسجل ملاحظاتي على ما أقدمه فإنني أسعى لتطوير نفسي أكثر وآخذ «كورسات» في التمثيل لأحقق المزيد من النجاح.
في مسلسلات «قناديل العشاق» و«مقامات العشق» مثلتِ وغنيتِ وقدمت الشارة الموسيقية، فهل خدمتك أدوارك التمثيلية كمغنية؟
كثيراً جداً، التمثيل طوّر إحساسي بالمغنى، وجعلني أغوص وأتمعن أكثر في الكلام، والدراما عموماً تخدم الفنان لجهة شهرته وانتشاره لأن بابها واسع وتدخل إلى كل البيوت، كذلك حال الشارات الغنائية التي عرفت الناس بي أكثر.
هل تحضرين لعمل تمثيلي قريب؟
أقرأ حالياً نصاً جميلاً جداً عرض عليّ، لكن لم يتم الاتفاق النهائي بشأنه، لذا لا يمكنني خوض الحديث عنه كما أنني منشغلة بأغنياتي التي أحضرها تباعاً بعد أن وقعت عقد إنتاج مع شركة ميوزك از ماي لايف.
وهل ستكون أغنياتك طربية أم شبابية؟
ستكون منوعة وغنية، لقد عرفني الجمهور بصوتي الطربي من خلال ما اختارته لي لجنة تحكيم ستار أكاديمي في بداياتي وبقيت على ذات النهج في حفلاتي لأنني أتماهى مع هذا اللون، ولكن في ذات الوقت لديّ طاقة شبابية وحرصت على عمل توازن بين الفن القديم والحديث.
أين أنت من واقع حال العمل وفق ما يطلبه المستمع؟
الفنان يأخذ المستمع إلى ملعبه والناس تحب الصوت الجميل، ولكن للأسف الأصوات الجميلة على كثرتها اليوم لم تعد تحظى بالدعم، وبتنا نعاني الكساد في الإنتاج ، وكل فنان يغني ما يحب ولجمهور محدد.
عشت تجربة قاسية مع إحدى شركات الإنتاج بحيث وقعت معي لثلاث سنوات ولم تنتج لي أي عمل بل عتمت عليّ،
هل وضع شركات الإنتاج هو ما دفعك سابقاً للإنتاج لنفسك؟
من المؤسف أن شركات الإنتاج أحياناً تستنزف الفنان، وأنا عشت تجربة قاسية مع إحدى شركات الإنتاج بحيث وقعت معي لثلاث سنوات ولم تنتج لي أي عمل بل عتمت عليّ، وما إن انقضت سنوات التعاقد قررت أن أباشر الإنتاج بنفسي فكتبت ولحنت وغنيت وحصرت التكاليف بالتسجيل والتوزيع، وكان الأمر ممتعاً ويسيراً.
هل تكتبين أغنياتك من وحي تجاربك الشخصية؟
أنا بطبيعتي حساسة جداً وأتبنى حالات عاطفية وإنسانية يخبرني عنها أصدقائي فأكتب من وحي تجاربي وتجاربهم وتكون كتاباتي صادقة.
أخيراً، هل أنت راضية عن مشوارك لغاية اليوم، وإلى أين تريدين الوصول؟
راضية تماماً عما قدمته وعن النجاح الذي حصدته وتحفزني محبة الناس لي، لكنني لست راضية عن وتيرة عطائي لأنني كنت من اللواتي تعرضن للظلم خلال سنوات فاتت.