استطاع الممثل باسم مغنية أن يشكل ثلاثية ناجحة مع الممثلتين دانييلا رحمة وماغي بو غصن في الجزأين الأول والثاني من مسلسل «للموت» الذي احتل صدارة الأعمال العربية الأكثر مشاهدة على منصة «شاهد»..مغنية تحدث عن بعض المعوقات التي صادفته، واضطراره إلى إخراج الكليبات والإعلانات لكي لا يتنازل عن موقعة المتقدم من خلال لعب أدوار «السنيد»، كما تحدث عن نجاح مسلسل «للموت» وإبداع الممثلين المشاركين فيه.. نسأله:
انتهيت من تصوير «للموت 2» وباشرت بتصوير الجزء الثاني من مسلسل «التحدي»، ويبدو أنك لم تسترح على الإطلاق؟
كان يجب أن أفعل ذلك لأن صناع مسلسل «التحدي» تأخروا من أجلي.
ما موقفك من الممثلين الذين لا يقبلون إلا بعمل واحد سنوياً؟
وأنا لا أقبل بالكثير من الأعمال. يصلني الكثير من العروض من الدول العربية، ولو أنني أقبل بها لكنت صورت 10 مسلسلات سنوياً. أنا باشرت بتصوير «للموت 2» الصيف الماضي، وفي العام الماضي صورت عملاً واحداً لرمضان، أما الجزء الثاني من مسلسل «التحدي» فطلب مني منذ فترة طويلة ولكن أرجئ تصويره بسبب انشغالي بتصوير عمل آخر، والآن أنهمك بتصويره.
الثبات والتطور لهما علاقة أولاً بالموهبة وثانياً بالإصرار على تقديم الجديد وثالثاً بالتنوع
هل يمكن القول إنك تعيش مرحلتك الذهبية الثانية، بعد أن عشت المرحلة الأولى منها في عمر الشباب من خلال لعب أدوار الفتى الأول؟
لا أعرف، عندما يصلني الدور الجميل أوافق عليه أو أعتذر عنه بحسب ظروفه، ولا أفكر بفترة ذهبية أو بالمنافسة بل يهمني التميّز بدوري.
تعدّ من الممثلين القلائل الذين عرفوا ثباتاً في مشوارهم الفني وتسلقوه بشكل تصاعدي، بينما أبتعد البعض وشارك آخرون بأدوار ثانوية؟
الثبات والتطور لهما علاقة أولاً بالموهبة وثانياً بالإصرار على تقديم الجديد وثالثاً بالتنوع، فأنا لا أوافق على العمل لمجرد أنني بطله أو من أجل الكسب المادي، رابعاً بشخصيتي، لأنني أرفض الخضوع لبعض الأمور، فأنا رفضت دور المساند لبعض الأبطال العرب خلال السنوات الأربع الأخيرة مع أنني كنت بحاجة إلى المال، فاحترمني المنتجون وعرفوا خياراتي، وهذا الأمر مكنني من المحافظة على موقعي في الصف الأول.
لقطة لباسم مغنية في مسلسل «للموت 2»
هذا يعني أنك تقدر نفسك جيداً؟
هذا صحيح، من يقدر نفسه يفرض تقدير الآخرين له، لكن يجب ألا يكون مغروراً وأن يدرك أنه موهوب وقادر على العطاء مثل أو أكثر من الأشخاص الذين يطلون بأدوار البطولة إذ عندها يؤمن المنتج بالممثل المتميز، وأنا لم أقدم منذ عشر سنوات وحتى اليوم إلا أعمالاً متميزة ومختلفة. دوري في «ثورة الفلاحين» لا يشبه شكلاً ومضموناً دوري في «تانغو» أو «أسود» أو «للموت» وغيرها، وهذه الأدوار المختلفة جعلتني أتطور في عيون الناس، وهذا ما أفعله دائماً لكي لا أخذل الناس ونفسي كممثل من ناحية ومن ناحية أخرى لكي أحافظ على قيمتي وعدم تواجدي في المكان الخطأ لمجرد أنني مضطر أو بحاجة.
وهل الحاجة مبرر للممثل ليشارك في أعمال لا تتوافق مع قناعاته؟
أنا كنت بحاجة في مرحلة من المراحل ولكنني لا أستطيع أن أضع نفسي مكان الآخرين، لأن كل شخص لديه ظروف. قبل عشر سنوات كنت بحاجة ولكنني رفضت العديد من الأعمال، وكنت أزعل بسبب الاسم أو بسبب عدم موافقتي على عناد الآخر أو بسبب دور لا يعطيني حقي على عكس ممثلين آخرين. قبل «الصباح» و«ايغلز فيلم» طلب مني المنتجون أن ألعب دور«السنيد» وحاولوا ليّ الذراع التي تؤلمني عن غير قصد أو لاوعي، فرفضت واشتغلت مخرج إعلانات وكليبات، تاريخي مزدحم بمثل هذه المواضيع مع المنتجين والكل يعرفون كيف أفكر، لذلك لا يعرضون علي إلا الأدوار المهمة.
برأيك هل الأصداء التي يتركها «للموت 2» هي نفسها التي تركها الجزء الأول؟
بل أكثر، قبل عرض الجزء الثاني قلت أنه سيكون جميلاً جدا بل وأجمل إلى حد ما من الجزء الأول والتوفيق من عند الله. كشخص معروف لا يحق لي أن أكذب وأن أقول بأن المسلسل جميل ولا يكون كذلك عند عرضه، ولكنني كنت على يقين بما قلته. مسلسل «للموت 2» حديث الناس في العالم العربي كله، والأول في كل الوطن العربي على صفحة منصة «شاهد».
البعض يقول لا توجد منافسة درامية في لبنان ولكن المسلسل هو الأول عربياً، كما كان في العام الماضي، وحتى لو كانت هناك منافسة فإن الناس ينتظرونه ويستمتعون بمشاهدته.
كنا خائفون من الجزء الثاني من مسلسل «للموت» حتى أنني اقترحت عملاً جديداً خوفاً من التراجع
كنتم قد تحدثتم عن جزء واحد من «للموت» ثم تقرر استكماله بجزء ثاني من 8 حلقات إلى أن خرج إلى النور بمسلسل من 30 حلقة فما الذي حدث بالتحديد؟
كان هناك إصرار من الخارج على أن يكون الجزء الثاني من 30 حلقة بسبب النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول. كنا خائفون من الجزء الثاني، حتى أنني اقترحت عملاً جديداً خوفاً من التراجع ولكن عندما قرأت ثلاث أو أربع حلقات من الجزء الثاني شعرت براحة كبيرة.
ما رأيك باللغة التي تكتب فيها كاتبة المسلسل نادين جابر؟
نادين اعتمدت تناقضاً بيننا وبين سكان الحي الفقير، فالمسلسل يحكي قصتنا التي لا تشبه الحي الفقير، ويوجد توازن بين هاتين الصورتين الجميلتين اللتين تضمان أهم ممثلي لبنان بل حتى الوطن العربي. ممثلو الحيّ الفقير كلهم عباقرة من كبيرهم إلى صغيرهم ولا يوجد ممثل بينهم دون المستوى!! والكلام نفسه ينطبق على ممثلي الناحية الأخرى، ولعل أهم ما يميز مسلسل«للموت» أنه يجمع نخبة من الممثلين الأقوياء.