30 مايو 2022

الشاعرة وعازفة القانون لارا زيد: أحلم أن أكون مؤلفة موسيقية معروفة

فريق كل الأسرة

الشاعرة وعازفة القانون لارا زيد: أحلم أن أكون مؤلفة موسيقية معروفة
لارا زيد قاسم

موهبة فنية واعدة عشقت التراث العربي الأصيل، فنظمت الشعر والقوافي، ووقعت في غرام القانون بصندوقه الخشبي الموشى بنقوشاته البديعة، وبإيقاعاته الشرقية الفريدة التي تعزف أعذب الألحان. شاركت مؤخراً في الحدث العالمي «اكسبو 2020 دبي» ضمن فريق الأوركسترا النسائي المصاحب لحفل الافتتاح والحفلات الموسيقية الأوركسترالية.

إنها لارا زيد قاسم، أصغر عازفة قانون بأوركسترا «الفردوس» الفرقة النسائية الرائدة والمكونة من 50 عازفة من 23 جنسية، تحت إشراف الموسيقار العالمي إيه آر رحمان، الحائز على جائزتي أوسكار:

لارا زيد قاسم
لارا زيد قاسم

نشأت لارا زيد قاسم في بيت عاشق للموسيقى، متشبع بالتراث، والشعر والقوافي، فتفتحت عيناها في أجواء ثقافية يتردد في مجالسها الموشحات الأندلسية، فنمت موهبتها وتعاظم عشقها للأدب والثقافة والشعر والموسيقى، لكن شغفها ظل بآلة القانون، بأنغامه البديعة التي تسلب الألباب، فسلب فؤادها وحرك شغفها نحو هذه الآلة الموسيقية الوترية ذات العزف المنفرد، التي تغطي كافة مقامات الموسيقى العربية.

عشق لارا للعزف تمازج مع عشقها للشعر وكتابة القصة، وحازت على المركز الأول في إلقاء الشعر، والثاني في كتابة القصة ضمن مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي انعقد مؤخراً.

مشاعري هي محرك شغفي بالموسيقى، فكل نغمة تخرج من عزفي على آلة القانون تعزف على أوتار قلبي

عن بداية رحلتها في عالم الموسيقى، تقول لارا زيد قاسم «بدأت العزف على آلة القانون منذ 3 سنوات عندما التحقت بأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة لدراسة الموسيقى بإشراف أستاذي عازف القانون عمر زياد، لأتقن العزف على هذه الآلة الفريدة والأصيلة التي وقعت بغرامها، فالقانون ذو صوت عذب، يدخل القلب دون استئذان، كما لصندوقه الخشبي ذي الزخارف البديعة التي تفصح عن هويته الشرقية ما يزيده جمالاً على جماله».

لارا زيد بصحبة الموسيقار العالمي إيه آر رحمان
لارا زيد بصحبة الموسيقار العالمي إيه آر رحمان

وعن محرك شغفها للعزف على آلة القانون، تبين لارا «مشاعري هي محرك شغفي بالموسيقى، فكل وتر تلمسه أناملي، وكل نغمة تخرج من عزفي على آلة القانون تعزف على أوتار قلبي، وتزيد شغفي بهذه الآلة الرائعة أكثر فأكثر، فالقانون من الآلات البارزة، ويغطي جميع المقامات الموسيقية لذا يعد بمثابة دستور للآلات الموسيقية العربية».

وعندما سألناها: القانون هذه الآلة الموسيقية الشرقية الخالصة، هل تحصر عازفيها في قوالبها؟ سكتت لارا قليلاً وردت بحماس لافت «لا على العكس تماماً فجمالية آلة القانون أنكِ تستطيعين معها العزف لمقطوعات عربية وغربية، فهي تجمّل بعض المقطوعات الغربية لأنها تضفي عليها رونقاً شرقياً».

لارا زيد قاسم
لارا زيد قاسم

إذاً كيف تصفين علاقتك بآلة القانون؟ احتضنت لارا آلتها وشرعت في مداعبة أوتارها، وارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة، قائلة «علاقة وطيدة تجمعني بآلة القانون كونها مصنوعة من الخشب الطبيعي، لذلك أشعر بأنها تتأثر بروح الشخص الذي يعزف عليها».

وعن المعزوفة الأقرب الى قلبها، تؤكد لارا «هناك العديد من المعزوفات القريبة لقلبي، ومنها أول أغنية تعلمتها وهي «نسّم علينا الهوى» لفيروز و«لونجا نهاوند» قطعة موسيقية من تأليف سعادة علي عبيد الحفيتي».

«اكسبو 2020 دبي» من المحطات البارزة في مسيرة عازفة القانون لارا زيد، فكيف كانت أصداء تجربتها ضمن الأوركسترا النسائي والعمل مع الموسيقار العالمي إيه آر رحمان؟

تجيب لارا «اكسبو تجربة رائعة وثرية اذ أعتبر نفسي محظوظة لخوضها، فدبي حقاً أرض الفرص ففيها تم اختياري بعد إجراء العديد من الاختبارات في الموسيقى وتجارب الأداء للانضمام للفريق النسائي المكون من 50 عازفة من جنسيات وأعمار مختلفة، وكوني أصغر عضوة في الأوركسترا، منحني الشعور بالفخر الكبير، فهذه التجربة أتاحت لي الفرصة للعمل مع الموسيقار العالمي إيه آر رحمان، الملحن والمغني والشاعر الغنائي والمنتج الموسيقي والعازف الهندي الحائز على جائزتي أوسكار، كما منحتني فرصة لقاء عازفة السيتار الهندية أنوشكا شانكار التي حلت ضيفة معنا ضمن حفلات الاوركسترا في اكسبو 2020 دبي».

لارا زيد بصحبة عازفة السيتار الهندية أنوشكا شانكار
لارا زيد بصحبة عازفة السيتار الهندية أنوشكا شانكار

لم تخفِ مشاعرها التي مزجت بين الفرح والحماس والشعور بالمسؤولية والقليل من التوتر خففها عنها تفاعل جمهور حفل الافتتاح، للحدث العالمي «اكسبو 2020 دبي»، فتقول «مشاعري كانت مزيجاً من الفرح والحماس والمسؤولية والقليل من التوتر، فقد عشت تجربة ساحرة بكواليس خلابة يملأها المحبة أضافت لي الكثير في مسيرتي الفنية، إذ عزفت خلف عمالقة الفن والغناء العربي من الفنان حسين الجسمي والفنانة أحلام والفنان الكبير محمد عبده، فقد كان كالحلم الجميل كما كان أصداء تفاعل الجمهور ولا أروع».

أنا شاعرة وكاتبة منذ أن كنت في السابعة من عمري، ولا أزال، وأضفت إلى مسيرتي العزف على آلة القانون

حملت هاتفها النقال لتنتقل بين منشورات صفحتها على الانستغرام مستعرضة ردود أفعال متابعيها «ردود الأفعال كلها إيجابية ولله الحمد ومليئة بالمحبة والفخر، فالتواصل الاجتماعي بات وسيلة مهمة لنشر اعمال الفنانين، فأنا شاعرة وكاتبة منذ أن كنت في السابعة من عمري، ولا أزال، وأضفت إلى مسيرتي العزف على آلة القانون، فأنا أنشر كل إنجازاتي في الشعر وكتابة القصص والموسيقى، فهدفي الأساسي هو إفادة الآخرين فالكتابة والشعر والموسيقى كلها ثقافات ترتقي بالإنسان، لذلك خصصت انستغرامي لهذه المواهب، التي منَّ الله تعالى بها على حياتي ووهبني إياها التي أحرص على تنميتها وإثرائها للحفاظ عليها».

أثناء إلقائها قصيدة من تأليفها في احتفال القنصلية العراقية
أثناء إلقائها قصيدة من تأليفها في احتفال القنصلية العراقية

شاركت لارا زيد في مهرجانات وحفلات موسيقية متعددة، حققت نجاحاً لافتاً على الصعيد المحلي، فما هي محطتها القادمة؟

«أدرس حالياً الموسيقى دراسة أكاديمية ولكنني سأدرس تخصصاً آخر إلى جانب دراستي للموسيقى وستبقى آلة القانون ترافقني فهي تحتل مكانة كبيرة في قلبي».

موهبتها الفنية هيئت لها الفرص والعروض المؤجلة حالياً كونها طالبة وشاعرة وعازفة بالاوركسترا، «أنا كاتبة وشاعرة أشارك في العديد من المسابقات، فجدولي مزدحم بين المدرسة والتدريب في الاوركسترا والنشاطات الثقافية الأخرى، فدولة الامارات بلد كريم منحني فرصا ذهبية، لكن حالياً أكرس وقتي للدراسة التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد فلا يوجد لدي متسع للمزيد من النشاطات فهي مشاريع مؤجلة لحين الانتهاء من دراستي».

عن خططها المستقبلية، توضح لارا «أحلم أن أكون مؤلفة موسيقية معروفة، تعزف مقطوعاتي في كل أنحاء العالم وفي الاوركسترات تحديداً، وأن أعيد إلى آلة القانون وجودها القوي ليس في الوطن العربي فحسب وإنما في كل دول العالم، أما بالنسبة للشعر فأمنيتي أن أصبح شاعرة معروفة ولدي العديد من القصائد والدواوين التي أوصل بها رسالتي للعالم».

*حوار: نهلة الفقي