جوني ديب وأمبر هيرد
خرجت أمبر هيرد من المحكمة وهي مسحوقة. وكتبت في «إنستجرام» أن الإحباط الذي تشعر به يتجاوز قدرة الكلمات على التعبير. لقد استمع المحكمون إلى إفادات كل طرف ودفاع محاميه. ثم جاء الحكم قاسياً ضد الممثلة الأميركية الحسناء ولصالح طليقها النجم جوني ديب. إن عليها أن تدفع تعويضاً له قدره 10 مليون دولار عن تهمة التشهير به، بالإضافة إلى غرامة على أفعالها. والمجموع 15 مليون دولار. أما هو فليس عليه سوى مليونين لها مقابل العنف الذي مارسه ضدها. وكان من الطبيعي أن يخرج ديب من جلسة النطق بالحكم منتصراً وليصرح للصحافة بأن المحكمين أنقذوا حياته.
وبغض النظر عن ثورة جماعات «مي تو» المدافعة عن النساء ضد العدوان المفترض للرجال، وبغض النظر، كذلك، عن نية أمبر هيرد استئناف الحكم أو القبول به والانصياع لقرار المحكمة، فإن مئات الملايين الذين تابعوها يشعرون بالكثير من الفضول لمعرفة النقاشات التي دارت في الغرفة المغلقة للمحكمين ولماذا وقفوا مع رجل متهم بالعنف ضد امرأة يفترض أنها كسيرة الجناح، لا حول لها ولا قوة.
جوني ديب
كيف انقلب المحكمون من الحياد إلى مناصرة جوني ديب؟
بعد أيام من صدور الحكم، بدأت تسريبات تخرج إلى النور، أهمها ما رواه رجل أكد أنه كان عضواً في لجنة المحكمين المحلفين، لكنه يفضل التكتم على هويته.
وهو قد اختار أن ينشر روايته عبر أحد مواقع التواصل، كاشفاً عدداً من التفاصيل التي تتعلق بوجهات نظر زملائه المحكمين والأجواء التي سادت مداولاتهم. هذا رغم أن القانون يحتم على المحكمين، الذين بلغ عددهم 7 في هذه القضية، الحفاظ على سرية تلك المداولات.
وبعد تسجيل نشره في «تيك توك»، أجاب الرجل على الأسئلة التي طرحها عليه عدد من مستخدمي الشبكة.
وكان السؤال الأبرز: هل أن سمعة أمبر هيرد التي شاعت بين الناس باعتبارها امرأة كذابة هي التي جعلت المحكمين يقفون ضدها؟
أجاب الشاهد الذي يزعم بأنه «شاف كل حاجة» أن هيئة المحكمين لم تتصرف من منطق الكراهية أو الحقد على المتهمة بل من اعتقاد الهيئة بأن موقف الممثلة ضعيف في هذه القضية. وقد نقلت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية تصريحاته. وجاء في كلامه أيضاً أن المحكمين لم يكونوا في بداية الجلسات متفقين على إدانة المتهمة ولم يكونوا ضدها بإجماع الأصوات بل توافقت آراؤهم بأنها مذنبة أكثر من جوني ديب.
وأمبر هيرد
وإذا صدقنا الشاهد في كلامه عن عدم انحياز الهيئة، ففي أي لحظة من المحكمة فقدت المتهمة مصداقيتها في نظرهم؟ جواب الرجل الذي أدلى به في تسجيل «تيك توك» هو كالتالي: لقد تبين للمحكمين أنها كاذبة في اليوم الذي اعترفت فيه بأنها لم تتبرع بمبلغ 7 ملايين دولار إلى جمعيات إنسانية، وهو المبلغ الذي كانت قد تقاضته من جوني ديب كتعويض عند الطلاق وأعلنت أنها لم تحتفظ به لنفسها بل زعمت أنه ذهب لأعمال الخير. إنها اللحظة التي شعر فيها المحكمون بأنهم إزاء امرأة تزيف الحقائق، في حين كان زوجها صادقاً في أقواله.
محاميتها تقول إنهم حاولوا شيطنتها
لماذا قضت المحكمة بأن تدفع المتهمة مبلغ 15 مليوناً وكيف تم تحديد المبلغ؟
جواب الرجل هو أن عدداً من المحكمين كان يريد تغريمها 50 مليون دولار، وكان رأي محكمين آخرين أنه مبلغ باهظ. وبعد نقاش ساخن خاضه المحكمون السبعة (خمس رجال وامرأتان) تم الاتفاق على 15 مليون دولار باعتباره يشكل إحقاقاً للحق وتعويضاً عن الضرر الذي وقع على المدعي، أي جوني ديب.
وفي حين عجزت المتهمة عن كسب عقول المحكمين وقلوبهم، فإن الشاهد يكيل المدائح لمحامية جوني ديب، كاميل فاسكيز، ويقول إنها قامت بعمل ممتاز. أما شعور المحكمين إزاء أخت المتهمة، ويتني هنريكيز، التي حضرت كشاهدة في إحدى الجلسات، فهو أنها دعمت أختها بدافع الواجب والقرابة، أو كخطة هدفها التأثير على القضاة. واختتم الشاهد كلامه بالقول إن المحكمين لم يأخذوا شهرة طرفي القضية في الحسبان، مضيفاً «بالنسبة لي فأنا لست من المعجبين بالثقافة الشعبية ولم أكن يوماً من أنصار جوني ولا أمبر».
هل يصر جوني ديب على قبض كامل التعويض ولو بقوة القانون؟
انتهت المحكمة ووصلنا إلى السؤال الملح: ماذا يحصل إذا لم تدفع أمبر هيرد ما يتوجب عليها؟ لقد أعلنت محاميتها، في الثاني من الشهر الجاري، أن موكلتها عاجزة تماماً عن تدبير هذا المبلغ. فقد سبق للممثلة أن دفعت 6 مليون دولار كمصاريف للتقاضي والمحاماة.
طرحت مجلة «بيبل» سؤالاً إضافياً على الخبيرة القضائية إميلي بيكر، وهو: هل يمكن لفريق الدفاع عن الممثلة أن يتفاوض لتخفيض الغرامة، وذلك بعد الحكم النهائي الذي من المقرر أن يصدر في 24 من هذا الشهر؟
كان بين شو، أحد محامي جوني ديب، قد أعلن في مرافعته بأن موكله لا يحاول الاقتصاص من طليقته مستخدماً ورقة المال، وأضاف «أتخيل أنه يسعى للتوصل إلى اتفاق ونشر بياناً يشرح فيه عدم رغبته في التنفيذ القسري للحكم».
أما الخبيرة إميلي بيكر فترى أن في مقدور محامي ديب الحصول على أمر قضائي يمنع أمبر هيرد من تكرار مزاعمها حول تعرضها للعنف على يد طليقها، وبعد ذلك سيعلنون في بيان رسمي عن تغاضي المدعي عن مبلغ التعويض. فإذا كان الممثل غير عابئ بالفلوس فإنه مهتم بألا تواصل طليقته تشويه سمعته واتهامه بالعنف بشكل علني.
جوني ديب وأمبر هيرد أيام الوفاق
كل تلك مجرد تكهنات، ففي حال أصر جوني ديب على تسلم التعويض فإن محكمة جديدة ستبدأ بهذا الخصوص. وبناء عليها يمكن أن يتم الحجز على كل ممتلكات أمبر هيرد وكذلك أجورها من أعمالها الفنية. لكن هذه القضية ستكون طويلة ولن تساهم في تحسين صورة الممثل بأي حال من الأحوال، إذا سعى لتنفيذ الحكم القضائي بشكل ينم عن قسوة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن قضية مثل هذه لن تسهّل الأمر على أمبر هيرد، إذ سيكون عليها تحمل مصاريف محامين إضافية، عدا 7 ملايين دولار يتوجب عليها دفعها لجمعيات خيرية حسب اتفاق كان قد تم التوصل إليه عند طلاقها من جوني.
وسبق لها أن أعلنت أمام المحكمة أنها ستدفع هذا المبلغ لأنها تعشق أن يتوقف طليقها عن ملاحقتها في المحاكم. لكنها لم تسدد المبلغ. ولهذا السبب فإن إيلين بريدهوفت، محامية الممثلة، قالت لقناة «إم بي سي» إن موكلتها غير قادرة إطلاقاً على دفع مبلغ التعويض. وكان رأي المحامية أن محامي الخصم، أي جوني، عملوا على «شيطنة» صورة أمبر أمام الرأي العام، ولهذا فإنها تنوي استئناف الحكم.