مجلة كل الأسرة
26 يوليو 2022

غنوة محمود: لا أرفض عملاً جريئاً ولكنني أختار قناعاتي

فريق كل الأسرة

غنوة محمود على غلاف مجلة كل الأسرة
غنوة محمود على غلاف مجلة كل الأسرة

لم تكن الفنانة اللبنانية غنوة محمود تدري أن أبواب النجومية ستُفتح لها واسعة في لبنان والعالم العربي قبل أن تُفكر باحتراف التمثيل جدّياً، ولكن هذا ما حصل معها، وقادها إلى هوليوود الشرق، حيث أرست قواعد نجوميتها التي لا تزال يافعة، ولكنها تُبّشر بالخير.

التقتها هدى الأسير في بيروت لتحدثنا عن أعمالها الفنية وجديدها:

غنوة محمود: لا أرفض عملاً جريئاً ولكنني أختار قناعاتي

تواجدت غنوة محمود في الموسم الرمضاني في عملين، أحدهما سوري والثاني مصري، وتقول عن أهمية التواجد في رمضان "لا تعنيني المواسم بقدر ما تعنيني الأدوار بحد ذاتها وتنوعها، وأنا أحرص على التواجد في سوريا ومصر ولبنان، ورغم أن السباق الرمضاني مهم جداً، لأنه يستقطب جمهوراً كبيراً، ولكن إذا لم يكن مضمونه جيداً يبقى ناقصاً. فأنا مثلاً قدّمت مسلسل «حي السيدة زينب» قبل شهر رمضان، وحصد نجاحاً منقطع النظير لدرجة لم أعد قادرة معها على السير في شوارع مصر، ولكنه لم يأخذ أصداء واسعة من الانتشار في وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثلما حصل مع مسلسل «وجوه» الذي عُرض خلال الشهر الفضيل، ودخل ضمن سباقه المحموم".

لا يمكن لأي عمل أن يرضي كل الناس وكل الأذواق، وأنا أحترم كل وجهات النظر

واجه مسلسل «جوقة عزيزة» انتقادات كثيرة لدرجة تبرأ منه صنّاع الدراما السورية، توضح الأسباب "قد يكون السير بعكس التيار السائد هو من وضع المسلسل في هذا الإطار، ففي وقت يتم التركيز فيه على الحرب وتداعياتها وقصصها الإنسانية والاجتماعية، تحدّث هو عن حقبة قديمة وتطرّق إلى موضوع الرقص، وهذا ما جعل كثيراً من الناس يثنون عليه، لأنهم اكتفوا من المواضيع المؤلمة والموجعة، وفي أي حال لا يمكن لأي عمل أن يرضي كل الناس وكل الأذواق، وأنا أحترم كل وجهات النظر".

وتؤكد " إذا أحببت دوراً واقتنعت به ووجدت أن هناك جرأة فيه تكمّل السياق الدرامي لا أرفضه، ولكن في إطار قناعاتي".

غنوة محمود في مسلسل «جوقة عزيزة»


سألناها عن تعاملها مع الانتقادات، فكان ردها "في هذا العمل بالذات لم يتم انتقاد دوري تحديداً، ومع ذلك آخذ بعين الاعتبار وجهة نظر النقّاد التي تقنعني، والتي لا تقوم على مبدأ التجريح والانتقاد لمجرد الانتقاد، لذلك آخذ بعين الاعتبار رأي أهل الاختصاص".

أسعدها العمل مع الفنانة حنان مطاوع في مسلسل "وجوه"، تقول عنها وعن دورها "حنان مطاوع فنانة موهوبة وأكثر، هي مدرسة في التمثيل، لا يمر عليها أي مشهد مرور الكرام، وربما هذا ما جعلها قبلة الأنظار في الآونة الأخيرة في التمثيل والمهرجانات التي تمّ تكريمها في أكثر من واحد منها. أما بالنسبة لدوري، فقد كان مختلفاً في هذا العمل، حيث لعبت دور امرأة تتزوج من أجل المصلحة، زواج مال وسلطة، وتقع في حب قديم".

غنوة محمود: لا أرفض عملاً جريئاً ولكنني أختار قناعاتي

هذا العام كانت الرومانسية سيدة الموقف في أدوارها، وفي «جوقة عزيزة» أحبت رجلاً متزوجاً، عن رأيها في الشخصية تعلق " «شارلوت» في المسلسل لحقت قلبها وليس عقلها، وهذا ما يحصل في الواقع كثيراً، ولكني لا أتمنى أن يحصل معي، لأني لا أحب خراب البيوت، ولا نيّة بداخلي أن أحب رجلاً متزوجاً".

دخلت غنوة عالم التمثيل بالصدفة، لكن مع الوقت والتدريب صار هو شغفها و حلمها، تكشف "بدأت العمل من باب التسلية قبل الدراسة الأكاديمية، ولكن بعد إجادتي تجسيد الأدوار، والعروض التي بدأت تردني من لبنان وخارجه، حتى قبل إنهاء دراستي الجامعية، بدأت العمل على تطوير نفسي، ودرست الإخراج لأكون على دراية بما يحصل، واتفقت مع مدرب لإغناء تجربتي، وكذلك درست المسرح، لأن الموضوع بدأ يأخذ منحى جدياً".

وتكمل "ما خدمني في عملي الإ الأدوار التي قدّمتها، مما جعل الأبواب تُفتح أمامي، قبل أن أنتبه لمسألة العلاقات العامة، وأنا حتى اليوم لا أنتمي لجهة معينة وغير محسوبة على أحد، وأعمل مع الجميع من بعيد لبعيد".

غنوة محمود: لا أرفض عملاً جريئاً ولكنني أختار قناعاتي

عن قلة أعمالها اللبنانية، تقول "في العامين الأخيرين لم تكن هناك فرص عمل حقيقية في لبنان بسبب «كورونا»، ومع ذلك كان لي مشاركة في بعض الأعمال «مثل بيوت من ورق»، مع أسامة الحمد الذي كنت عملت معه من قبل في مسلسل «آخر الليل». أن الأدوار القوية أينما كانت، سواء في لبنان أو سوريا أو مصر، هي التي تجذبني، وأسعد كثيراً عندما تكون في بلدي، ولكن هذا لا يعني أن أرفض الفرص التي تزيد من رصيدي لمجرد أنها غير لبنانية".

أما عن دورها في مسلسل «بيوت من ورق»، فأخبرتنا "ألعب فيه دور ضيفة شرف، أقلب فيه موازين وأغيّر بعض الأحداث مع بعض الممثلين مثل يورغو شلهوب. المسلسل يضم نجوماً كباراً من سوريا ولبنان مثل سوزان نجم الدين، طوني عيسى، يوسف حداد وغيرهم".

الفنانة اللبنانية ليست مجرّد عارضة أزياء

يقال إنه في وقت ما كانت الممثلة اللبنانية وُجهة المنتجين في مصر لأداء الأدوار الجريئة.. لكن غنوة ترى أن الأمر لا يقتصر على اللبنانيات فقط، وأن موجة الوجوه الجميلة غير المحترفة اندثرت، توضح "كانت موجة شملت كثيرات من الوطن العربي، حتى المصريات، ولكن هذه الموجة انتهت اليوم بشكل عام، وأنا شخصياً حاولت الثبات على موقفي، ورفضت الكثير من الأدوار التي يُمكنها وضعي في هذه الخانة، لإثبات موهبة الفنانة اللبنانية والقول إنها ليست مجرّد عارضة أزياء، حتى لو كان الأمر سيجعلني أصل بشكل أسرع".

لهذا ترفض غنوة الاعتماد على جمالها وتذكر نفسها دوماً بذلك "أعتمد ما يتطلبه الدور، وإذا طُلب مني أداء دور فتاة مشوهة لن أتأخر! فأنا أقول لنفسي في المرآة لا تفكري بشكلك كثيراً في عملك، بل بالرسائل التي يمكن أن تقدميها".

وتكشف لنا جديدها "بين يدي نصان، لبناني ومصري، لا أعرف إذا كنت قادرة على التنسيق بينهما، وإلا علي اختيار أحدهما".

*نُشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1502) بتاريخ 26 يوليو 2022