هنادي جابر على غلاف مجلة كل الأسرة
بدأت هنادي جابر مسيرتها العملية في الصحافة المكتوبة، التي عززت من خلالها شغفها الإعلامي، لتتنقل سريعاً من كاتب الحدث إلى مقدمه عبر عدد من شاشات القنوات العربية، وترسخ حضورها من خلال إطلالة فريدة من نوعها وجاذبة، فهي تجمع في ملامحها خليطاً يعكس جوانب عدة من شخصيتها، والتي تتميز بالبساطة والبراءة، لا يخفيان خلفهما ذكاء وثقافة وعلماً حرصت هنادي على تزويد نفسها بها، الأمر الذي قادها للحصول على العديد من الفرص، والانضمام لمجموعة «إم بي سي»، التي تألقت في تقديم برامجها المجتمعية والفنية خلال السنوات الأخيرة.
التقت محررة «كل الأسرة»، هويدا عثمان، مقدمة البرامج الإعلامية هنادي جابر، للحديث عن مسيرتها المهنية، وتألقها في العديد من الميادين الإعلامية، مذيعةً ومنتجة وكاتبة مستقبلية:
في البداية كان لا بد لنا أن نعرف تفاصيل انتقال الإعلامية هنادي جابر من الصحافة إلى التلفزيون، فسردت لنا مسيرتها كالتالي "عملت في بداياتي في القسم السياسي من جريدة «الإمارات اليوم» وأعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل حياتي، لأنها علمتني أبجديات الإعلام وصقلت مهاراتي في الكتابة الصحفية وفي الإعلام، بعدها وجدت شغفي في التلفزيون فانتقلت لقناة «الآن»، حيث قدمت العديد من البرامج، ونشرات إخبارية يومية، وكنت أيضاً منتجة برامج، من بعدها جاءتني فرصة العمل في قناة «إم بي سي»، وكان هذا حلم بالنسبة لي وتحقق، من خلال برنامج «صباح الخير يا عرب» ومن ثم برنامج «مجتمعنا» وفقرة «هن» وكنت أستضيف أبرز النساء البارزات العربيات، والعديد من البرامج الأخرى، ومن بعد ذلك عدت إلى «صباح الخير يا عرب»، وأنا منتجة في البرنامج وأقدم فقرة ستارز وهي فقرة ألتقي فيها بالفنانين والمشاهير كما أغطي الأحداث والفعاليات الفنية".
أحمل شهادة جامعية في الأدب الإنجليزي وشهادة في الإعلام، لكن لم اكتفِ بهذه الشهادات
من المعروف عن هنادي أنها عملت على صقل مهارتها الإعلامية أكاديمياً وثقافياً، فإلى أي مدى يضايقها تلقيب البعض أنفسهم بإعلاميين في الوقت الراهن، تجيب "سأكون صريحة معك، هذا الموضوع لا يضايقني، لكن يضحكني لأن أصبح كل من هب ودب يطلق على نفسه لقب إعلامي، إذا خضع لدورة تدريبية لمدة أسبوعين في أحد المراكز التدريبية المغمورة يكتب على بروفايله في إنستغرام، إعلامي. أنا لا أتوقف عن التعلم، أحمل شهادة جامعية في الأدب الإنجليزي وشهادة في الإعلام، لكن لم اكتفِ بهذه الشهادات بل رفدتها بدورات في وكالة «رويترز» للأنباء ودورات الكتابة التلفزيونية مع نادي دبي للصحافة، إضافة إلى دورات إعداد الصحفي الشامل".
يشاع أن أكبر أحلام الإعلامي العربي هو العمل في شبكة قنوات mbc، أردنا استطلاع رأي هنادي عن مدى صحة هذا القول، وهل كان هذا هو حلمها فعلاً، فبينت لنا "بالفعل، mbc كانت حلم بالنسبة لي وتحقق، فالعمل في قناة mbc لا يمكن تشبيهه بالعمل في أي قناة إعلامية أخرى وهذا أقوله من تجربة شخصية، فأنا اشتغلت في أكثر من مكان قبل الوصول إلى mbc، ما يميز mbc هو المستوى العالي من الإنتاج ولا يمكن أبداً أن نقبل بمستوى متوسط، الهدف هو دائماً أن نقدم الأفضل، وهذا ما يلمسه المشاهد بالفعل ويراه على الشاشة، فهو يرى أعمالاً وبرامج وإنتاجات بمستوى عالمي وهذا الأمر الذي يجعل من mbc القناة رقم واحد في الوطن العربي. وأود أن اذكر أيضاً المستوى الاحترافي العالي للعاملين في قناة mbc، فمنذ افتتاحها في لندن كانت وما زالت القناة تستقطب أهم الكوادر الإعلامية في الوطن العربي".
كشفت لنا هنادي جابر في حوارنا معها عن أهم الفنانين الذين حاورتهم، و سبب خيبة الأمل التي شعرت بها عند لقائها الفنان كاظم الساهر، علاوة على الفنان الذي تتمنى عمل لقاء معه، فقالت "أجريت لقاءات مع معظم الفنانين، منهم في استوديو «إم بي سي»، ومنهم خلال تغطيتي للفعاليات الفنية في دبي، ولا أنسى المقابلة التي أجريتها مع الفنانة القديرة منى واصف وأنا من أكبر معجبيها وأعتبره لقاء العمر بالنسبة لي، كذلك استمتعت في لقائي مع الفنانة نادين نجيم وهي من أحب الفنانات إلى قلبي بسبب صراحتها وعفويتها وتواضعها ودائماً لقاءاتي معها لها خصوصية.
أما الفنان الذي شعرت بخيبة الأمل عند لقاءه فهو كاظم الساهر، فقد كان متعباً صحياً يومها ولديه حفلة، فطلب أن يكون اللقاء سريعاً ومختصراً، على الرغم من أنني حضرت له الكثير من الأسئلة، لكن لم يكن هناك وقت لطرحها. وأما الفنان الذي أتمنى إجراء لقاء معه فهو الفنان الكبير عادل إمام".
ثم توقفنا قليلاً عند تفاصيل الحياة الشخصية لهنادي ، إذ أن التوفيق بين العمل والعائلة أمر غير سهل خاصة لإعلامي مثلها، فهل نجحت في فعل ذلك؟ وهل لديها حلم تأمل تحقيقه سواء في مجال الإعلام أو خارجه؟ تؤكد هنادي "في كثير من الأحيان أشعر بالتقصير تجاه عائلتي وخاصة أولادي، لكن أحاول تعويضهم بنوعية الوقت الذي أقضيه معهم وليس بالمدة وطول الوقت.. شغفي هو القراءة والكتابة وأحلم أن أؤلف كتابي الأول قريباً، وأيضاً أفكر في مرحلة لاحقة من حياتي أن أؤسس عملي الخاص بعيداً عن الإعلام".
العمل في الإعلام ليس سهلاً، وهنادي تحرص على ترك بصمة تميزها وتحاول أن تحقق إضافة إلى الساحة الإعلامية، وتقول أن الإعلام لم يأخذ شيئاً منها بل أضاف لها "أحاول دائماً وأجتهد لأقدم الإعلام الراقي وغير المبتذل، سواء من خلال اللقاءات الفنية التي أجريها والتي أبتعد فيها عن الصحافة الصفراء، وأركز فيها على جوانب مهمة في حياة الفنان ومسيرته الفنية، وحتى في إنتاج صباح الخير يا عرب أكون حريصة كل الحرص على تقديم محتوى راقٍ ومواضيع تهم المشاهد العربي تقدم له المتعة والفائدة وتليق بذوق متابعين ومشاهدين mbc.. وأما ماذا أخذ الإعلام مني، فلم يأخذ مني شيئاً، بالعكس أضاف لي ولشخصيتي، والإعلام هو شغف وأنا شغوفة بهذا المجال وأتبع المقولة «اعمل ما تحب وأحب ما تعمل»".
لي حياتي الخاصة التي أبقيها خاصة، ولست مع فكرة مشاركة كل يومياتي على مواقع التواصل
سيطرت الـ«سوشيال ميديا» على شخصية الإعلامي وكشفت جانب لا يظهر أمام الكاميرا.. أما هنادي جابر فتشير إلى أنها نجحت في إبقاء حياتها الخاصة بعيداً عن مواقع التواصل، وتقدم فقط ما يفيد متابعيها ويرفّه عنهم "التعامل مع الـ«سوشيال ميديا» يحتاج إلى ذكاء وتخطيط، يجب أن يكون الشخص مدركاً للمواضيع التي ينشرها والتي يجب عليه عدم الحديث عنها، خاصة نحن الإعلامبن، فكل جملة نكتبها على الـ«سوشيال ميديا» لها تأثير كبير وأنا مدركة لهذا الأمر لذلك أنا حريصة في تعاملي مع مواقع التواصل، أحاول أن أقدم لهم محتوى مسلياً، لأن الناس من بعد «كورونا» والأزمات الكثيرة التي مروا بها أصبحوا بحاجة إلى الترفيه ومواضيع خفيفة تنسيهم همومهم، ومن هذا المبدأ أحاول في حساباتي على الـ«سوشيال ميديا» تقديم مزيج من الترفيه والفائدة، بحيث أقدم لمتابعيني مواضيع مهمة ومفيدة وفي نفس الوقت اقدم لهم مواضيع مسلية ومضحكة، لأكون قريبة منهم، وأتفاعل معهم. وفي الوقت ذاته لي حياتي الخاصة التي أبقيها خاصة، ولست مع فكرة مشاركة كل يومياتي على مواقع التواصل، ولا أنتقد أحداً فكل شخص له مطلق الحرية في نشر ما يريد".
أما مهنياً، فتعترف هنادي أنها وصلت إلى مرحلة النضج ، ولكنها تشعر بالقلق من المجهول الذي يحمله المستقبل، كما تتحدث عن فكرة انتقالها إلى مكتب السعودية "على الصعيد المهني أعتبر نفسي وصلت إلى مرحلة النضج إعلامياً، ويقلقني المستقبل خاصة في ظل التغيرات التي تحصل من حولنا والتي جعلتنا لا نعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل. بالنسبة لموضوع انتقالي لمكتب السعودية فالأمر مطروح، وأنا منفتحة على كافة الخيارات، السعودية شهدت قفزات نوعية كبيرة وأصبحت بيئة جاذبة للإعلاميين والبرامج التلفزيونية، وكما تتابعون الآن مثلاً يتم تقديم نسخة محبوب العرب في السعودية في برنامج سعودي ايدول وهو نسخة من برنامج عالمي. فالسعودية تسير بخطى ذكية ومدروسة لتحتل مكانة مهمة على خارطة الإعلام العربي".
بالرغم من انشغالها في عملها ، إلا أن هنادي تحرص على تبني مبادرة مجتمعية مهمة بالنسبة لها لأنها تمسها شخصياً من واقع التجربة التي مرت بها وهي في المدرسة، مثلما تشرح لنا "المبادرة المجتمعية التي أتبناها هي التوعية بخطورة التنمر وخاصة في المدارس، وهي تنطلق من تجربة شخصية مررت بها عندما كنت في المدرسة وتعرضت بالفعل للتنمر في المدرسة، عندما انتقلت إلى مدرسة جديدة، وتنمر علي البنات اللواتي معي في المدرسة، فقد كانوا مجموعات وشللاً ولم يرحبوا بأي أحد جديد. هذا الأمر أثر كثيراً في نفسيتي وطلبت من أمي أن تنقلني من المدرسة، لكن لم تكن هناك إمكانية بسبب بعد باقي المدارس عن مكان سكني، ولذلك كان علي أن أبقى في المدرسة وأتعامل مع تنمر الفتيات في المدرسة، وأعترف بأنها كانت تجرية قاسية في حياتي، خاصة أنني كنت صغيرة حينها وعمري لم يتجاوز الخمسة عشر عاماً، وعلى الرغم من هذا الأمر كان لهذه التجربة تأثير إيجابي في شخصيتي فقد أصبحت شخصية أقوى وتعلمت كيف أدافع عن نفسي وأصبحت أكثر نضوجاً وقوة".
وعن الرسالة التي أرادت إيصالها من خلال هذه المبادرة، توضح هنادي "أود هنا أن أوجه رسالة لكل الفتيات وأقول لهم كونوا قويات ولا تدعن أي تحديات أن تقف في وجه طموحاتكن، وأيضاً أوجه رسالة للأهل بتوعية أولادهم حول موضوع التنمر وخطورته خاصة بالنسبة لطلبة المدارس. فلنعلم أولادنا احترام الآخر على الرغم من اختلافه عنا ولنزرع المحبة في قلوبهم والرأفة والطيبة بعيداً عن الحقد أو الفوقية أو التقليل من شأن الآخرين".
وفي نهاية حوارنا، طلبنا من هنادي أن تحدثنا عن طرق اهتمامها بمظهرها وذوقها في اختيار ملابسها، فأجابت "أنا إنسانة عملية جداً، أحب الملابس المريحة والكاجوال في حياتي اليومية وأضع القليل جداً من المكياج عند الخروج في مشاويري اليومية، لكن بما أنني مذيعة في التلفزيون وأظهر على الشاشة فيجب أن أهتم دائماً بإطلالاتي، فعندما يكون عندي لقاء مع فنان أو ظهور على البرنامج يجب أن أهتم كثيراً بما ارتدي وأضع مكياجاً كاملاً يناسب شاشة التلفزيون. أحب الأناقة كثيراً وغرامي هو التسوق، فهو يشعرني بالسعادة، ولدي أزياء متنوعة وكثيرة، لذلك أحرص على استثمارها بإعادة تنسيقها في إطلالات متجددة، لأبدو مختلفة في كل مرة أرتدي القطعة ذاتها وأظهر بها على الشاشة".
مصور: ذبيان سعد
خبيرة مظهر: ميساء عساف
ستايلست: نهال نور سرد
مكياج: ماسة السباعي
شعر: موسى الطويل
الأزياء: المصممة ياسمين هوى، وماريلا - كريزما
مكان التصوير: Thinksmarthub
* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1531) بتاريخ 14 فبراير 2023