شاكيرا تتسلم جائزة بيلبورد للمرأة اللاتينية
ما الذي يمكن للخيبة في الحب أن تفعله بالمرأة حتى لو كانت جميلة وشهيرة وثرية وفي عز الشباب؟ إنها شاكيرا، نجمة الغناء العالمية التي كادت الخيانة أن تحطمها. لقد سعت للانتقام من زوجها لاعب كرة القدم الإسباني جيرار بيكيه بكل ما تملك من أسلحة «فنية». وها هي تفضحه أخيراً حتى وهي تتسلم في الولايات المتحدة جائزة مرموقة لتكريم المتفوقات من نساء القارة اللاتينية.
كيف يمكن للنجاح ألا يجعلها تنسى طعنة القلب؟ هي شاكيرا التي يحلم بها ملايين الرجال في أنحاء العالم، لكنها غير قادرة على تجاوز خيانة رجل واحد هو زوجها. لقد تسلمت، في السادس من هذا الشهر جائزة «بلبورد» النسائية وحملت الدرع بين كفيها وبدل التعبير عن سعادتها بالفوز انتهزت الفرصة لتتحدث عن الإحباط الذي تشعر به الزوجة المغدورة.
خيبة «امرأة العام»
كان عام 2022 سنة حافلة بالمتناقضات في حياتها، ما بين انفصالها عن زوجها جيرار بيكيه وبين النجاح الضخم وغير المسبوق لأسطوانتها «53». لقد جرى تكريمها قبل أيام بلقب «امرأة العام» في أول حفل يقام لتوزيع جائزة «بلبورد» للمرأة اللاتينية المتفوقة في حقل الموسيقى. وكانت مناسبة لها لكي تلقي كلمة عن تجربتها الشخصية وخيبتها في العلاقة العاطفية التي تقترب من خيبات ملايين النساء، في الشرق والغرب. إنها تريد أن تحول أوجاع الانفصال إلى حوافز تعزز بها مسيرة حياتها ومهنتها. هذا هو هدف شاكيرا دائماً، منذ أن ولدت قبل 46 عاماً لعائلة مبارك ذات الأصول اللبنانية واقتحمت عالم الغناء منذ أن كانت مراهقة لا يزيد عمرها على 13 عاماً.
عرفت النجمة العالمية في العام الماضي أحلك سنوات حياتها. وهناك ملاحقات من دائرة الضرائب التي تهددها بالسجن لثماني سنوات في حال عدم التسديد. لكنها ليست نادمة على ما فات. لقد وضعت كل عذاباتها كلمات على الورق. كتبت ولحنت وغنت أوجاع الهجران. لقد انفصلت عن زوجها بعد 12 عاماً من الحياة المشتركة والحب الخالص. كان جيرار بيكيه هو الرجل الذي أنجبت منه ولديها: ميلان بيكيه مبارك وساشا بيكيه مبارك. فقد جرت العادة في الثقافة الإسبانية أن يحمل الأطفال لقبي الأب والأم في أسمائهم. وجاء الانفصال بعد أن تسربت إلى سمعها معلومات عن خيانته لها.. وهي الشكوك التي تأكدت منها فيما بعد. ولم تسكت. ففي الشهر الثاني من العام الحالي أدت أغنية صفّت فيها حسابها مع الزوج الخائن. وحققت الأغنية المصورة عدداً قياسياً من مرات الاستماع عبر «يوتيوب» بلغ أكثر من 140 مليوناً وهو ما لم تسبقها إليه أي من أغانيها من قبل.
قالت في حفل تسلمها الجائزة «السنة الماضية كانت سنة التحولات في حياتي. فقد شعرت بشكل شخصي جداً معنى أن يكون المرء امرأة. وهي السنة التي فهمت فيها بأننا، نحن النساء، أقوى مما نتصور، وأكثر شجاعة مما نعتقد، وأكثر استقلالاً مما تعلمنا أن نكون». كانت تتحدث بصوت مشحون بالتصميم وهي تقبض بقوة على درع الجائزة. وأضافت أن أعداداً كبيرة من النساء ينسين أنفسهن في غمار بحثهن عن حب واهتمام شخص آخر. لكن تأتي لحظة في الحياة تدرك فيها المرأة أنها ليست محتاجة للآخر لكي تقبل نفسها كما هي. هي اللحظة التي تتوقف فيها عن الرغبة في أن تكون المرأة الكاملة وترتضي أن تكون المرأة الحقيقية. وتبدأ البحث عن رجل مخلص لها. لذلك فإنها اليوم لا تخشى بأنها ما زالت تطمح للحب وللحنان».
البكاء حد الرقص
ليست خيبات الحب بالموضوع الجديد في أغنيات شاكيرا. وهو موضوع نجده في النصوص التي كتبتها لمغنيات غيرها. وهي تقول إنها دروس تعلمتها من تجارب نساء أخريات وكتبتها لهن وغنت قسماً منها، وتضيف «إن المرأة، ولأنها المخلوق الوحيد القادر على العشق حد التمزق، تستطيع التحدث عن الوفاء بأنقى صوره، وهي الوحيدة القادرة على الغناء بغضب، والرقص بنشوة وهي تبكي من التأثر... لا أحد غير المرأة يمكنه فعل ذلك»!
في أول الربيع، ودعت شاكيرا مدينة برشلونة الإسبانية التي عاشت فيها مع زوجها وأطفالها. وقد أعلنت في حفل الجائزة أنها تبدأ اليوم فصلاً جديداً. لقد ظهرت لجمهورها وكأنها نضجت عقوداً عدة في غضون أشهر قلائل وأصبحت مستعدة للتعامل مع الأحداث بهدوء ورويّة. لم تعد المرأة اللبوة التي قالت في أغنيتها وهي تصفي حسابها مع زوجها «لقد استبدلت سيارة توينجو بسيارة فيراري وتخليت عن ساعة رولكس مقابل ساعة يد من نوع كاسيو». في إشارة إلى غريمتها طالبة العلاقات العامة كلارا شيا مارتي التي خانها الزوج معها. لقد داوى الوقت آلام الصدمة وتجاوزت شاكيرا مرحلة استخدام رجل تحريات خاص لمراقبة تحركات جيرار بيكيه ووضع اليد عليه بالجرم المشهود.
بيكيه وصديقته الجديدة
كان شرط الانفصال، أواخر العام الماضي، أن ينتظر طليقها سنة كاملة قبل أن يظهر في مكان عام بصحبة حبيبته الجديدة. الشرط الذي سارع بيكيه إلى انتهاكه عندما أطلق دورة جديدة لكرة القدم في برشلونة وكانت بصحبته كلارا شيا مارتي. أما شاكيرا فقد دشنت حياتها الجديدة بالطيران إلى دبي مع ولديها لقضاء عطلة عيد الميلاد. هل انمحى أثر اللاعب المحترف من قلبها؟ هي ليست صغيرة على الحب، وقد جربته بشكل حارق في عام 2000.
في ذلك العام تعرفت المغنية الكولومبية ذات القوام المطاطي الذي يتلوى كالثعبان، على أنطونيو ولا روا، نجل الرئيس الأرجنتيني السابق، وتصاحبا حيث لعب دوراً مهماً في انطلاق شهرتها الفنية، خصوصاً في عام 2008 حين تفاوض لها على عقد احتكار لمدة 10 سنوات مع شركة للإنتاج الفني مقابل ما يتراوح بين 70 و100 مليون دولار. وقد حشد حبيبها لها مجموعة من معارفه وأصدقاء والده لإطلاق موسسة «آلاس» عام 2006، لكنهما انفصلا بعد 6 سنوات من العيش تحت سقف واحد. لم نسمع من المطربة أغنيات الغرام والانتقام عقب ذلك الانفصال. ويبدو أن الحب الكبير في حياتها كان غرامها باللاعب جيرار بيكيه الذي قابلته في عام 2010 أثناء تصوير أغنيتها «واكا واكا». وبعد ذلك أعلنت ارتباطهما رسمياً عبر تغريدة لها على «تويتر». لكن الحب الثاني انتهى بالفشل مثل الأول، مع اختلاف الأسباب.