ترانه زماني على غلاف مجلة كل الأسرة - تصوير: السيد رمضان
اكتشفت شغفها بعالم الأزياء وهي بعد طفلة حين لم تستهوها الحلوى واللعب بالدمى مثل معظم الصغيرات، فقد كان الفضول يدفعها نحو خزانة الأحذية ذات الكعب العالي عند والدتها، مروراً بمساحيق التجميل التي كانت تسرقها وتخبئها للاستمتاع بلونها ورائحتها في الوقت الذي لم يكن مسموحاً لها باستخدامها. فقد تبعت عارضة الأزياء الإيرانية ترانه زماني هذا الشغف حتى أصبحت دليل الكثيرات من عشاق الموضة والجمال. ولربما كان الحظ، على حد قولها، وراء وصولها إلى مكانة جعلتها مقصد المئات من مصممي الأزياء.
في حوار خاص مع الصحفية هويدا عثمان، تحدثت عارضة الأزياء ترانه زماني عن أسرار المهنة، وأوضحت الفرق بين العمل الذي تقوم به، وعمل «الفاشينستا» الذي رفضت أن نناديها به في بداية الحوار باعتبارها عارضة أزياء و«مكياج» فقط، ولا توجد لديها اهتمامات أخرى بخلاف عالم الأزياء والموضة.
«كنت في طفولتي شغوفة بعالم التصوير والأزياء»
تجمع ترانه زماني بين الجمال وخفة الظل والروح المرحة فاستطاعت أن تدخل قلوب أكثر من مليون ونصف متابع، وألا تكتفي بعرض أحدث تصاميم الأزياء العالمية والمحلية، بل أن تلهم المصممين والمتابعين بأفكار جديدة في تنسيق الأزياء والحلي ومساحيق التجميل المناسبة لها.
عن سبب دخولها عالم الأزياء تقول«أنا محظوظة جداً والحمد لله، فقد كنت في طفولتي شغوفة بعالم التصوير والأزياء، وأثناء الدراسة كنت بارعة في الوقوف أمام الكاميرا، حتى في المشاريع المدرسية كنت أقوم دائماً بدور العارضة ويتم تصويري لعلمهم بعشقي للظهور في إطلالات مختلفة، ومن هنا عرفت طريقي، وبعد انتقالي للعيش في دولة الإمارات، انتظرت فرصتي في مدينة دبي صانعة المشاهير، فهي بوابة لمن يملكون الموهبة ولا ينقصهم سوى الفرصة، وقد تلقيت المزيد من الفرص التي ساهمت في صعود نجمي سريعاً، واكتسبت ثقة المصممين والمتابعين في فترة قياسية».
«لا أتكاسل عن المشاركة في أي عرض أزياء، أو جلسة تصوير»
«لكل مجال سلبياته وإيجابياته»، تعلق ترانه زماني.. «مجال عروض الأزياء ممتع للغاية، فهو حياة متجددة ومملوءة بالمفاجآت والفرص، أسافر كثيراً وهذا حلم فتيات كثيرات، اعتمدت على نفسي مبكراً، اتخذ قراراتي بسهولة من دون تردد، لكن قد يتخلل هذا العالم بعض السلبيات مثل ضيق الوقت خاصة فيما يتعلق بالسفر والانتقال لأكثر من مكان في فترات قصيرة، فلا أجد الوقت للتفرغ لعائلتي، أو حتى للراحة».
وتضيف «لكنني بالمقابل، أحاول الاستفادة قدر الإمكان من هذه الفترة لاكتساب مزيد من الخبرة العملية، فالعمل في مجال عروض الأزياء يرتبط بمرحلة عمرية معينة، لذلك لا أتكاسل عن المشاركة في أي عرض أزياء، أو جلسة تصوير، وأعتبرها إضافة مهمة لي في المرحلة الحالية».
يمكنني دخول موسوعة «غينيس» بعدد مرات ارتداء فستان العرس
كعارضة أزياء كانت محظوظة بارتدائها فستان العرس أكثر من مرة، ولا تعتقد أن ذلك قد يفسد عليها فرحة ارتداء ثوب الزفاف عند زواجها، توضح «يمكنني دخول موسوعة «غينيس» بعدد مرات ارتداء فستان العرس، فقد كانت المرة الأولى وأنا في السادسة عشرة من عمري، وشعرت بحالة من الارتباك لدرجة أنني بكيت من رهبة تلك الحالة، وعلى الرغم من نصائح البعض بعدم ارتداء فستان العرس للعرض حتى لا «أحرق» تلك اللحظة في الواقع، لكنني كنت متحمسة للغاية، وكنت أرفض التردد في تجربة أي شيء يمكن أن يسهم في تقدمي في هذا المجال، وأنا على يقين بأن كل عروس في ليلة عرسها تمتاز بإطلالة خاصة جداً، لا دخل لها بالفستان أو مساحيق التجميل».
"عالم عروض الأزياء ليس سهلاً على الإطلاق"
طُلب منها كثيراً خوض تجربة التمثيل، لكنها رفضت تماماً، معللة «أحب أن يتم تقديري بناء على عملي، ولا أحب استغلال شهرتي لخوض تجارب لا تتناسب مع مهاراتي وموهبتي، حتى عالم «اليوتيوب»، لم أتفرغ له لأنني لا أجد الوقت الكافي للتواصل مع المتابعين».
لهذا تنصح عارضات الأزياء الناشئات باتباع شغفهن دون الوقوع في مصيدة حب الشهرة، مؤكدة «عالم عروض الأزياء ليس سهلاً على الإطلاق، والاستمرار فيه يحتاج إلى عشق العارضة لما تقدمه من تصاميم وأزياء و علامات تجميلية، كي تظهر لمستها على ما تقوم بارتدائه أثناء العرض».
أما عن خططها المستقبلية فتقول «من المعروف أن عارضة الأزياء تتألق في مرحلة عمرية صغيرة، ومن ثم يقل الإقبال على العمل معها، لذلك أفكر في دراسة مجال تصميم الأزياء، وأن أتخصص فيه مستقبلاً، فقد اكتسبت خبرة كافية من خلال عملي كعارضة، وتعرفت إلى أسرار وأساليب هذه المهنة، كما أن لدي علامة عطور خاصة بي، سأعمل على تطويرها والترويج لها بشكل أكبر».
* نُشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة( العدد 1419) بتاريخ 22 ديسمبر 2020